freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19309 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: صحة الجسم تبدأ في الدماغ الإثنين فبراير 25, 2013 11:47 pm | |
| تعود جذور الاعتقاد القائل أن العقل يلعب دورا مهما في الأمراض الجسدية ,إلى العهود الأولى من تاريخ الطب , فمن أيام الإغريق القدامى وحتى بداية القرن العشرين , اجمع الأطباء والمرضى على أن العقل يؤثر في مسيرة المرض , وعلى ما يبدو كان من الطبيعي إدراج هذه الفكرة في قائمة علاج الأمراض .www.tartoos.com وبعد اكتشاف المضادات الحيوية برز اعتقاد بأن علاج الأمراض المعدية والأمراض الالتهابية يتطلب التخلص من الكائن الغريب أو العامل المسؤول عن حدوث المرض . وفي حمأة الاندفاع نحو تطوير مضادات حيوية وعقاقير تقضي على بعض أنواع العدوى والأمراض , تجاهل الباحثون حقيقة أن الاستجابات الخاصة بالجسم يمكن أن تؤثر في مستوى تعرض الشخص للمرض , وفي مسيرة المرض أيضا .www.tartoos.com ومن المفارقات التي اتسم بها هذا المجال أن الأبحاث الخاصة بالأمراض المعدية والالتهابية , دفعت القطاع الطبي في بداية القرن الحادي والعشرين إلى رفض فكرة أن العقل يؤثر في المرض الجسماني , في حين أن الدراسات التي تجري في المجال نفسه , ومن ضمها الأبحاث التي يجريها الخبيران إيثر ستيرنبيرج وفيليب جولد وفريقهما في المعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة , بدأت تقلبا لحالة السابقة .www.tartoos.com وأسهمت الأدوات الجزيئية والعقاقيرية في إتاحة الفرص لتحديد الشبكة المعقدة التي توجد بين نظام المناعة والدماغ , وهي شبكة تمكن النظامين من تبادل الإشارات بينهما على نحو مستمر وسريع . فالمواد الكيميائية التي ينتجها نظام المناعة ترسل إشارات إلى الدماغ , ويقوم الدماغ بدوره , بإرسال الإشارات الكيميائية تأثير في السلوك والاستجابة للضغط النفسي وعليه فإن أي خلل يصيب شبكة الاتصالات هذه , سواء كان موروثا أو بسبب العقاقير , أو المواد السامة , أو عملية جراحية , سوف يزيد من خطورة الأمراض التي تقينا منها هذه الأنظمة , مثل الأمراض المعدية واللاتهابية وأمراض نظام المناعة الذاتية , والأمراض النفسية ذات الصلة .www.tartoos.com ومن المرجح أن يكون المغزى الإكلينيكي لهذه النتائج جليل القيمة على اعتبار أن هذه النتائج تعد بتطوير وتحديث مجموعة كبيرة من العلاجات المتبعة حاليا في التصدي لمختلف الاضطرابات , فقد تبين , على سبيل المثال , أن العقاقير المعروفة بأنها تستخدم بشكل رئيسي لعلاج مشاكل العصبية , تفيد أيضا في معالجة الأمراض المناعية والعكس صحيح .كما تساعد تلك النتائج على وضع أساس مادي لانطباع سائد ( لا يزال مرفوضا في بعض الأوساط الطبية ) يقول إن حالتنا العقلية تستطيع التأثير في مستوى الشفاء , مقاومتنا للأمراض المعدية أو الأمراض الالتهابية .www.tartoos.com ويقول الخبراء إن نظام الاستجابة للضغط في الدماغ ينشط خلال الحالات المنذرة بالخطر , كما يستجيب نظام المناعة تلقائيا للكائنات الممرضة والجزيئات الغريبة ويمثل هذان النظامان الوسيلة الأساسية التي يستخدمها الجسم للحفاظ على حالة استقرار داخلي تسمى " الثبات الداخلي " وهناك جزء لا بأس به من النظام الخلوي البشري مخصص لصيانة هذه الحالة .www.tartoos.com وعندما تصاب حالة الثبات الداخلي بخلل ما , أو تتعرض لتهديد يتم تفعيل مجموعة من الاستجابات الجزئية والخلوية والسلوكية . وتحاول هذه الاستجابات التصدي للقوات المعادية لكي تعيد الجسم إلى حالة الثبات الداخلي . ويمكن أن تكون هذه الاستجابات خاصة بعدو بعينه , أو ضغط ما كما يمكن أن يتخطى التهديد الذي يواجه الثبات الداخلي , عتبة معينة ومن الممكن أن تتحول الاستجابات نفسها إلى عوامل ضغط قادرة على إحداث مرض , ويقول الخبيران إيثر سترنبرج , وفيليب جولد , اللذان يجريان أبحاثهما في المعهد الوطني للصحة العقلية : " قد بدأنا نفهم للتو , الاتكالية المتبادلة بين الدماغ ونظام المناعة , وكيف يعملان على تنظيم كل منهما بالنسبة للآخر , وأيضا كيف يمكن أن يعملا بطريقة خاطئة ومن ثم التسبب في الإصابة بمرض ما . "www.tartoos.com واستجابة الضغط تثير تغيرات فيزيولوجية ونفسية في الحالات المنذرة بالخطر , والمراهقة وعلى سبيل المثال عندما يواجه الإنسان حالة تهدد حياته , تنشط استجابة الضغط في الدماغ لتعزيز الانتباه والخوف , إضافة إلى تعزيز استجابة تسمى " استجابة الكر والفر " وفي الوقت نفسه تكبح سلوكيات , مثل التغذية والجنس , والنوم , الأمر الذي ربما يقلل من احتمال النجاة الفورية . وعلى كل حال , يجب أن يتم تنظيم استجابة الضغط بحيث لا تكون زائدة , ولا دون المستوى الجيد , وإلا ستنشأ اضطرابات في المشاعر والأحاسيس . وتتمثل مهمة نظام المناعة في إبعاد العوامل المسببة للمرض عن الجسم والتعرف إلى تلك التي تنجح في اختراقه , ومن ثم قتلها ويجب على نظام المناعة أيضا , أن يبطل مفعول السموم الخطرة وتسهيل عملية ترميم الأنسجة المتضررة وتخليص الجسم من الخلايا غير الطبيعية . والمعروف أن استجابات نظام المناعة قوية جداً , لدرجة أنها تحتاج إلى تنظيم بشكل مستمر , كي لا تكون زائدة على الحد ولا أقل منه , وفي الوقت نفسه تبقى محافظة على فعاليتها وعندما لا يفلت نظام المناعة من عملية التنظيم هذه تحدث أمراض المناعة الذاتية والالتهابية , ومتلازمات القصور المناعي . www.tartoos.com ويبدو , للوهلة الأولى , أن تنظيم النظامين العصبي والمناعي يتم بطريقتين مختلفتين تماما وعادة ما ينظر إلى الدماغ باعتباره مركز القيادة الأساسي , حيث يرسل يستقبل الإشارات عبر مسارات ثابتة على غرار خطوط شبكة الهاتف . وفي المقابل فإن نظام المناعة لا يتسم بالمركزية , حيث تنتشر أجزاؤه ( الطحال , العقد الليمفاوية , والغدة الصعترية , ونقي العظام ) في جميع أنحاء الجسم وتتلخص الفكرة الكلاسيكية في أجزاء النظام المناعي في أنها تتواصل مع بعضها عن طريق إطلاق خلايا مناعية في مجرى الدم , تنتقل بدورها إلى مواقع جديدة لتوصيل الرسالة التي تحملها أو للقيام بوظائف أخرى . والواقع أن النظامين المركزين , المناعي والعصبي أقرب إلى التشابه من الاختلاف من حيث طريقة استقبال , وإدراك ودمج مختلف الإشارات وأيضا من حيث تصميمهما البنيوي من أجل تنفيذ هذه المهام . ويملك هذان النظامان عناصر " حسية " لاستقبال المعلومات من الوسط المحيط ومن أجزاء أخرى من الجسم وعناصر " حركية " مهمتها إنتاج الاستجابة المناسبة .www.tartoos.com اتصالات متبادلة : ويعتمد النظامان المناعي والعصبي على وسائط كيميائية لإجراء اتصالاتهما . فيتم تحويل الإشارات الكهربائية في المسارات العصبية على سبيل المثال , إلى إشارات كيميائية في نقاط الاشتباك العصبي بين العصبونات . والنواقل الكيميائية التي تنتجها الخلايا المناعية لا تتصل فقط مع أجزاء أخرى في النظام العصبي , بل أيضا مع الدماغ والأعصاب . ويمكن للمواد الكيميائية التي تنتجها الخلايا العصبية , أن تعمل كإشارات إلى الخلايا المناعية وكذلك الأمر بالنسبة للهرمونات التي ينتجها الجسم , إذ إنها تنتقل إلى الدماغ عبر مجرى الدم إضافة إلى أن الدماغ نفسه ينتج هرمونات .www.tartoos.com اتصالات متبادلة :www.tartoos.com ويعتمد النظامان المناعي والعصبي على وسائط كيميائية لإجراء اتصالاتهما . فيتم تحويل الإشارات الكهربائية في المسارات العصبية عل سبيل المثال , إلى إشارات كيميائية في نقاط الاشتباك العصبي بين العصوبات والنواقل الكيميائية التي تنتجها الخلايا المناعية , لا تتصل فقط مع أجزاء أخرى في النظام العصبي بل أيضا مع الدماغ والأعصاب . ويمكن للمواد الكيميائية التي تنتجها الخلايا العصبية , أن تعمل كإشارات للهرمونات التي ينتجها الجسم , إذ إنها تنتقل إلى الدماغ عبر مجرى الدم , إضافة الى أن الدماغ نفسه ينتج هرمونات .www.tartoos.com وبالفعل , ربما الدماغ هو العضو الهرموني الأوفر إنتاجا في الجسم , فهو ينتج العديد من الهرمونات التي تعمل في كل من الدماغ وأنسجة أخرى في مختلف أنحاء الجسم . ومن الهرمونات الأساسية التي يشترك فيها النظامان العصبي والمناعي , الهرمون المنتج للكورتيكوتروبين " CRH " الذي يتم إنتاجه في منطقة ما تحت السرير البصري ( الهيبوثالاموس) ومناطق أخرى عديدة في الدماغ , وهو الذي يوجد بين استجابات الضغط والاستجابات المناعية . ويقوم الهيبوثالاموس بإطلاق هرمون " CRH " في دارة دموية مختصة تعمل على توصيل الهرمون إلى الغدة النخامية التي تقع تحت الدماغ مباشرة ويقوم الهرمون " CRH " بحث الغدة النخامية على إطلاق هرمون الأدرنوكوتيكوتروبين ( ACTH) في مجرى الدم , وهذا الهرمون يقوم بدوره بدفع الغدتين الكظريتين على إنتاج الكورتيزول الذي يشتهر باسم " هرمون الضغط النفسي " . والكورتيزول هرمون ستيرويدي يرفع من معدل وشدة انقباضات القلب , ويجعل الأوعية الدموية حساسة لتأثيرات مادة النويبنيفرين " ( هرمون شبيه بالأدرينالين ) ويؤثر في العديد من الوظائف الاستقلابية , وهذه أعمال تساعد الجسم على مواجهة الضغط النفسي والجسدي وإضافة إلى ذلك , فإن الكورتيزول منظم مناعي قوي , ومضاد التهاب شديد الفعالية , ويلعب دورا مهما في منع نظام المناعة من المبالغة في تفاعله مع الإصابات والأضرار التي تلحق بالأنسجة .www.tartoos.com وأكثر من ذلك يعمل الكورتيزول على كبح عملية إنتاج هرمون " CRH " من قبل الهيبوثالاموس , الأمر الذي يساعد علىالسيطرة على هذا الجزء من مكونات الاستجابة وعليه , فإن هرمون " CRH " والكروتيزول يمثلان حلقة وصل بين استجابة الضغط التي يتحكم بها الدماغ , ونظام المناعة في الجسم .www.tartoos.com ويقول الخبيران سترنبرج وجولد إن العصبونات المنتجة لهرمون " CRH " في الهيبوثالاموس , ترسل أليافاً إلى مناطق في جذع الدماغ تساعد على تنظيم النظام العصبي السمبتاوي , وإلى منطقة في جذع الدماغ تسمى " البقعة الزرقاء" والنظام العصبي السمبتاوي يؤهب الجسم خلال فترة الضغط , إضافة إلى المساعدة في التحكم في الاستجابات الالتهابية في كافة أنحاء الجسم . ويقول الخبراء إن تحفيز البقعة الزرقاء يؤدي إلى تعزيز مستوى الحذر ويولد الإحساس بالخوف والإثارة . www.tartoos.com ولعل الجزء الأكثر أهمية على صعيد توليد السلوكيات المرتبطة بالخوف هو الجسم اللوزي , حيث يتم تحديد ما إذا كانت المعلومات القادمة من المناطق الحسية مثيرة للضغط أم لا . www.tartoos.com فالعصوبات المنتجة للهرمون " CRH " , في النواة المركزية للجسم اللوزي , ترسل أليافاً إلى الهيبوثالاموس والبقعة الزرقاء وإلى أجسام أخرى من جذع الدماغ . وهذه العصوبات هي أهداف لنواقل الإشارات التي تنطلق من الخلايا العصبية أثناء الاستجابة المناعية . وبتجنيد العصوبات المنتجة للرمون " CRH " لا تقوم الإشارات المناعية فقط بتشغيل الكورتيزول , الوسيط المتحكم بالاستجابة المناعية , بل تقوم أيضا بإنتاج سلوكيات تساعد علىالشفاء من المرض أو الإصابة . وتمتلك العصبونات المنتجة لهرمون " CRH" روابط مع مناطق في الهيبوثالاموس مسؤولة عن تنظيم تناول الطعام والسلوك التناسلي . وإضافة إلى ذلك فإن أنظمة هرمونية وعصبية أخرى , مثل الغدة الدرقية , وهرموني النمو والأنوثة , والمسارات السمبتاوية النخامية ( روابط بين النظام العصبي السمبتاوي والنخاع ) , تؤثر في الفاعلات بين الدماغ والنظام المناعي . ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|