بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يمكن للشخص أن يغير طريقة تفكيره ؟؟؟
و للاجابة على هذا السؤال نحن بحاجة الى معرفة
كيف يعمل العقل لنتمكن من تغيير طريقة التفكير الى الأفضل ؟؟
قسم العلماء العقل افتراضيا الى قسمين هما :
( 1 ) العقل الواعي ( المدرك )
( 2 ) العقل الباطن ( غير المدرك )
و لكل منهما خصائص و مهام
فالعقل الواعي :
يقوم على اساس المنطق ، فيحلل و يستنتج و يرجح و يختار و يصدر الأحكام الى غير ذلك من اساليب التفكير .
و أيضا فالعقل الواعي يستقي المعلومات عن طريق الحواس و بعد أن يعمل فيه بالتفكير يصدر الأحكام ثم يرسل المعلومة الى العقل الباطن و الذي بدوره يأخذها ( جاهزة ) .
و لكن العقل الواعي يعمل ضمن مرشحات فيستقبل المعلومات من الحواس و من ثم يمررها عبر المرشحات و هي عبارة عن معتقدات دينية أو أعراف انسانية أو تجارب سابقة و نحو ذلك .
و العقل الواعي يتحكم في الحركات الا رادية .
اما العقل الباطن:
فهو طاقة جبارة محايدة يقبل كل مايأتيه من العقل الواعي دون تمحيص فكل ما يرسله العقل الواعي يعتبر حقيقة لا يجادل فيها العقل الباطن .
والعقل الباطن يتحكم في الحركات االلا ارادية و الحركات الارادية .
والعقل الباطن يعمل على مستوى المشاعر و الأحاسيس و الا نفعالات و العواطف و نحو ذلك
مثـــــــــــال ::
أما يحصل أن بعض الناس يقع في الزنا مثلا ، و عندما يقال له لم فعلت هذا الامر المشين أما تعلم أنه خطير و محرم ؟ أما تخشى الفضيحة ؟ فيقول : بلى أعلم ذلك ! و لكنني لا أكاد أصدق ما حصل لقد كنت مندفعا بشكل عجيب ! لم استطع مقاومة الاغراء مطلقا !! .......ان الذي أمده بهذه العواطف الجياشة المندفعة هو عقله الباطن .
وأيضا يعمل العقل الباطن كمخزن عظيم للذاكرة تخزن فيه الاصوات و الصور و الأسماء و الأ حداث و المشاعر و المواقف و التجارب السا بقة الى غير ذلك .
الم يحدث أن تسأل عن شئ فتحاول أن تتذكره بعقلك الواعي و لكن دون جدوى رغم أنك متأكد أنك تعرف هذا الشئ !! و فجأة و دون مقدمات بعد أن تكون قد أهتممت بأمر آخر و اذا بك تتذكر هذا الشئ !! ان الذي ساعدك على تذكره ذلك هو عقلك الباطن .
ويعتبر العقل الباطن كمنجم ضخم للطاقات و القدرات و الا بداع يقول د . جوزيف ميرفي : السر هو تلك القوة العجيبة الموجودة في عقلك الباطن التي تحقق المعجزات ، و هي آخر مكان ينشده أغلب الناس !
و العقل الباطن يعمل في حال الاستيقاظ و في حال النوم ، و ينظم التفاعلات و الحركات داخل الجسم ، كدقات القلب
أما يحصل أنك تقوم بانجاز عمل ما بينما أنت في الحقيقة منشغل ذهنيا بأمر آخر لا علاقة له بما تعمل و مع ذلك يتم عملك بشكل سليم .
كمن يقود السيارة و هو يفكر في أمر آخر وبعد أن يصل يتعجب كيف قطعت كل هذا الطريق عبر الشوارع و لم أشعر بذلك لقد كنت منشغلا بأمر آخر . أن عقلك الباطن تولى الأمر .
ويستطيع العقل الباطن أن يمدنا بقدرات و طاقات هائلة جدا ، اذا وفقنا الى اجادة استخدامه و قد يكون هذا الأمر بقصد منا كمن تعلم كيفية الا ستفادة من قدرات عقله الباطن أو بدون قصد كمن نشأ في بيئة سليمة ناجحة فتعلم تلقائيا هذا الأمر ،مما يخلق في الانسان الثقة و الشجاعة و التفاؤل و الابداع و غير ذلك من الخصال الحميدة
وفي المقابل قد يكون العقل الباطن عامل هدم خطير
وذلك اذا اسيئ استخدامه كمن ينشأ في بيئة أو ظروف سيئة فاسدة مما يشل حركة الانسان و يدمر طاقاته و يسلمه للفشل و الاحباطات و الامراض
يقول انتوني روبنز :
ومن خلال اتقانك لفهم بسيط لكيفية عمل مخك فسيمكنك أن تكون معالج نفسك و مستشار نفسك الخاص .
اذا مما سبق نعلم أن العقل الواعي هو المسؤل عن المعلومات التي تدخل الى العقل الباطن.
أن العقل الباطن يقبل جميع الرسائل دون جدال .إن الرسائل التي تأتي الى العقل الباطن كلما تكررت كلما كانت اشد ترسخا حتى تطبع في العقل الباطن كمعتقدات و مبادئ مطبوعة ( أي تكون طبعا في الانسان ) فيشرع العقل الباطن على تنفيذها حرفيا .
إن العقل الباطن قوة هائلة جدا اذا طبع فيه معتقد فان العقل الباطن ينفذها بقوة جبارة تتحكم في الحركات اللاارادية و الارادية في الانسان .
اذا فالعملية بكل بساطة هي برمجة أي أن كل انسان قد تبرمج بالرسائل التي طبعت في عقله الباطن فكل انسان يعمل ضمن معتقدات مطبوعة فيه مع مرور الزمن سواء شعر بذلك أم لم يكن يشعر مسبقا به .
دعونا نرى كيف يتم تنفيذ هذه البرمجة لدى الشخص الخجول !
قد يدعى الشخص الخجول الى مناسبة اجتماعية أو أن يطلب منه القاء كلمة أما م بعض الناس , قد يقول الخجول لاداعي للقلق ، ثم يذهب الى هذه المناسبة و لكنه يتفاجأ حين و صوله للجمع أو عند بدأ كلمته أن الخوف بدأ يدب في عقله دون مقدمات و أن دقات قلبه قد زادت و أنه بدأ يرتجف أو تظهر عليه علامات الخجل بطريقة دراماتيكية فيزداد ارتباكه و يشعر بالفشل و الدونية و الخيبة
.مالذي حرك كل هذه المشاعر السلبية و بهذه القوة التي لا تقاوم؟؟ إنه العقل الباطن لأنه طاقة محايدة قد طبع فيها مبدأ الأحساس بالخجل فشرعت في تنفيذه بقوة جبارة تحكمت في اعضاء الجسم و تفاعلاته
كيف ترسخ هذا المبدأ ؟
انها الرسائل التي كانت ترسل من العقل الواعي الى العقل الباطن بطرق و أشكال مختلفة تكررت حتى طبعت كمبدأ .
متى كان هذا ؟؟؟؟
ربما من الصغر جدا من خلال البيئة الفاسدة أو الاحداث السابقة التي ضعضعت ثقة الخجول بنفسه و كانت هذه الرسائل تمر و تدخل الى العقل دون وعي منا إما بسبب صغر السن أو الجهل بخطورة هذه الرسائل .
( من أمثلة رسائل الخجل : أنه كان يسمع هذا طفل خجول ).
= اذا يجب علينا من الآن فصاعدا أن نقف على باب العقل الواعي و نتفحص كل رسالة شفهية كانت أو بصرية أو تصورية و تخليلة لكي نتأكد من خلوها من الرسائل السلبية التي تقوي مبدا الخجل ....بل نبدأ باستعمال كل الوسائل لتوليد الرسائل الايجابية التي تزرع في عقلنا الباطن مبدأ الثقة بالنفس .