the lonely boy قبعة ♥ حمراء ♥
عدد المساهمات : 392 تاريخ التسجيل : 06/01/2011 العمر : 28
| موضوع: إدارة الذات الثلاثاء يناير 11, 2011 2:35 pm | |
| إدارة الذات ويقصد بها الوسائل التي تعين المرء على الاستفادة من الوقت، فالوقت يعد أكبر نعمة يمن الله بها على الإنسان، ولعظم شأن الوقت أقسم الله به في مواضع عدة: (والعصر، والضحى، والفجر، والليل)، وكما قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "ما ندمت على شيءً قط ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي".
وكما قيل إن الوقت هو الحياة، وكما جاء في كلام العلماء: "أن من علامة مقت الله للعبد تضييع الوقت" ولذلك يقول شوقي:
دقات قلب المرء قائلة له * إن الحياة دقائق وثواني
فارفع لنفسك قبل موتك ذكرها * فالذكر للإنسان عمر ثاني
وما أصيب عاقل بمصيبة مثل ضياع الوقت؛ لأن اللحظة التي تمر لن تعود أبداً، وفي الأثر: "ما من يوم ينشق فجره إلا وهو ينادي يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود فإنني لا أعود إلى يوم القيامة".
ويتبادر إلى مخيلتنا سؤال: ما هي الركائز التي تساعدنا على إدارة ذاتنا إدارة ناجحة؟
أولاً: الاستعانة بالله - عز وجل - في جميع أمورنا، وسؤاله أن يبارك في أوقاتنا وأعمارنا؛ ومصداقاً لذلك قول الرسول - عليه السلام -: "استعن بالله ولا تعجز" رواه مسلم.
ثانياً: وضع أهداف سامية مع خطة لكل هدف وما تريد أن تحققه في هذه الحياة.
ثالثاً: عدم الركون للكسل والتسويف، كما قال أحد السلف: "أحذركم (سوف) فإنها أكبر جنود إبليس".
والاهتمام بالأمور المهمة فالأقل أهمية.
رابعاً: استشعار ضخامة المسؤولية عن الوقت يوم القيامة؛ ففي الحديث الشريف: "لا تزول فدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ما فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه" رواه الترمذي، وصححه الألباني.
خامساً: المحاسبة والتقييم لذاتنا، والرجوع عن الأخطاء، وإصلاح الخلل، والإبداع في إدارة وقتنا، وعمل ما هو مفيد لنا ولمن حولنا من المجتمع؛ فالمرء يقاس بما أنجز في وقته المتاح له (العمر).
فاستشعار المهمة الكبيرة التي خلق الإنسان من أجلها وهي عبادة الله وإعمار الأرض، يجعلنا دائماً في سباق مع هذا الزمن؛ فالخالق - جل وعلا - أبدع هذه المخلوقات بقدر لا يزيد ولا ينقص وبنظام دقيق كما قال - تعالى -: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) [القمر: 49]. | |
|