ظاهرة التسرب المدرسي من اخطر الآفات
فما هي الأسباب و المبررات؟
التسرب المدرسي بين دفتي المدرسة و المجتمع
تعتبر ظاهرة التسرب المدرسي من اخطر الآفات التي تهدد المجتمع ومستقبل الأجيال في المجتمعات المختلفة لكونها إهدار تربوي لا يقتصر أثره على الطالب أو التلميذ فحسب بل يتعدى ذلك إلى أنحاء أخرى من المجتمع فهي تزيد من معدلات الأمية والجهل والبطالة وتثقل البنى الاقتصادية والإنتاجية للمجتمع والفرد وتزيد , من الاتكال والاعتماد على الغير , كما تفرز للمجتمع ظواهر خطيرة كعمالة الأطفال واسـتغلالهم وظـاهرة الزواج المبكر..الأمر الذي يؤدي إلى زيادة حجم المشكلات الاجتماعية كانحراف الأحداث وانتشار السرقات والاعتداء على ممتلكات الآخرين مما يؤدي إلى ضعف المجتمع وانتشار الفساد فيه.
وتسبب مشكلة التسرب ضياعاً وخسارة للتلاميذ أنفسهم لأن هذه المشكلة تترك آثارها السلبية
في نفسية التلميذ وتعطل مشاركته الفعالة في المجتمع.
فما هي الأسباب و المبررات؟
تتعدد أسبابه و مبرراته لدرجه التشعب والتداخل بعضها ببعض حتى تشكل ضاغطا على الطالب أو التلميذ و تدفعه إلى التسرب و من ثم السير في طريق الجهل والأمية ويمكن إيجاز فيما يلي:
قد يكون سبب التهرب و التوقف عن التمدرس راجع إلى تدني القدرة على الدراسة والرسوب المتكرر وعدم الرغبة في التعليم و هو ما يسمى بالأسباب التربوية و قد تكون ربما بانعدام المراقبة أو حتى لأسباب ذهنية .
أما عن الأسباب الاجتماعية و الشخصية فتعود للطالب أو التلميذ كعدم الرغبة في التعليم المختلط أو الإعاقات النفسية والجسمية للطالب أو الخطوبة والزواج المبكران أو عدم الرغبة في الدراسة في مكان بعيد عن مقر سكناه... .
ومع ذلك فإن هناك أسباب مادية أو ما يسمى بالأسباب الاقتصادية كضعف الحالة المادية لأهل المتمدرس الأمر الذي يدفعهم إلى ترك المدرسة بحثا عن أعمال بأجور منخفضة رغبة منهم في إعالة آبائهم وأمهاتهم ومساعدتهم هذا عن الأسباب الخارجة عن نطاق المدرسة .
بينما هناك عوائق قد يكون الجاني الوحيد لها المدرسة وهي المؤسسة الاجتماعية التي تتعامل وتتفاعل مع الواقع الاجتماعي العام ولذلك لها تأثير مهم في بناء شخصية الطفل كون المعاملات السيئة عند بعض المعلمين وإتباع أسلوب العقاب البدني أو المعنوي له تأثير سلبي وخطير على المتمدرس مما يثير الخوف لديهم ويبعدهم عن المدرسة ويؤدي إلى تسربهم و غياب العامل التربوي في حل المشكلات ’ من قبل بعض المعلمين الذين يلجؤون إلى استخدام الأساليب القسرية التي تترك آثارها النفسية العميقة في نفوس تلاميذهم.
و مع ذلك فهناك أسباب تتعلق المتمدرس في حد ذاته كالإكثار من الغياب الذي يعود
بنتائج سيئة على التلميذ وقد يؤدي إلى جنوحه ومرافقته لأصدقاء السوء وبالتالي رسوبه وتركه المدرسة وتسربه منها بالإضافة إلى انخفاض المستوى العلمي جهل بعض المعلمين للفروق الفردية بين التلاميذ وتصنيفهم ضمن فئات وكيفية التعامل معهم ضمن الخصائص العقلية لكل تلميذ وبالتالي فان بعض التلاميذ لا يستطيعون الوصول إلى أقرانهم في المستوى الدراسي بسبب ضعف القدرات العقلية إذ قد يكون التلميذ بطيء التعلم أو قد يعاني من مشاكل صحية أخرى مثل ضعف البصر أو السمع أو صعوبة في النطق وبذلك لا يستطيع مواكبة المادة الدراسية وبالتالي يؤدي به هذا إلى التسرب و العزوف عن الدراسة.
كل هذه الأسباب و العوائق تؤدي بأبنائنا و بناتنا من النفور من الدراسة حتى في أطوار أولى من التعليم و الدخول للحياة العملية في سن مبكرة أو الانحراف بكل أنواعه من سرقة و مخدرات
نشر في الموقع بتاريخ : الخميس 13 صفر 1431هـ الموافق لـ : 2010-01-28
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي