يعيش الطفل اليهودي أجواء أسرية مليئة بالأساطير والبطولات والتراث المتعالي على الآخر. لكنه وعندما يخرج من الأجواء السامية يجد نفسه محتقراً على عكس إيحاءات التفوق التي أمده بها الغيتو. وهذا التناقض يولد نوعاً من التمرد النرجسي الذي يدفع بالطفل ، لاحقاً البالغ، اليهودي إلى خوض المنافسات العنيفة إثباتا لذاته وانتصارا لإيحاءات تربيته. في هذه المنافسات (الصراعات) ينظر اليهودي إلى اليهود الآخرين بوصفهم شركاء في المعاناة. وتمكن ملاحظة هذه القدرة التنافسية لدى أطفال اليهود من خلال المنافسة الدراسية. التي تتحول إلى ميدان للصراع و لإثبات الذات لدى الأطفال اليهـود. وذلك بحيث تحولت المدارس اليهودية ـ الاليانس مثلاً والجامعات ـ مثلا هارفرد ـ إلى رمز للتفوق الدراسي.
ولو نحن قرأنا هذه المنافسة على ضوء التحليل النفسي لتبين لنا أن الطفل اليهودي الذليل في المجتمع يحاول الدفاع عن " هوية الأنا " لديه. وهو لا يجد، ولا يقبل وفق تربيته، دفاعاً محايداً عن هذه الهوية. لذلك فهو ينخرط في هجوم عدواني مقنع (مستتر) على المجتمع الذي يحتقره. واستناداً إلى التراث اليهودي (الذي ربي الطفل على أساسه) فان أقصر السبل وأهونها هو جمع قدر أكبر من المال. إذ أن للمال سلطة موازية تمكن صاحبه من اختراق سلطة المجتمع. أما بالنسبة للطفل فان العلامات الدراسية هي بديل المال وهي المساعدة له للحصول على الاعتراف وبالتالي للتمرد على الاحتقار. وسواء تعلق الأمر بالمال أو ببدائله الرمزية فان اليهود يسلكون سلوك جمع المال بغض النظر عن أسلوب هذا الجمع وعن أخلاقية هذا الأسلوب. تدعمهم في ذلك أسطورة دينية تقول بأن كل أموال الأرض هي ملك لليهود. فإذا ما خرج بعض اليهود على قاعدة تجميع الأموال فهم يفعلون ذلك لتحقيق سيطرة وسلطة بديلة عن سلطة المال. على هذا الأساس يمكننا الاستنتاج بأن محركات الطموح اليهودي هي محركات عصابية واضحة. وهذا ما تمكن ملاحظته عند فرويد ذاته.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي