ختام المقال:
الماسونيَّة منظَّمة دينيَّة شيطانيَّة، نشأت قبل الصهيونيَّة على يد النَّصارى في ظلّ الجو العلماني الَّذي بدأ يكتسح أوربَّا، وهي من المؤسَّسات الفكريَّة الدَّاعية لتحطيم الأدْيان كلها، وعبادة الذَّات.
والصهيونيَّة قوميَّة يهوديَّة محْضة، لها باع في التَّعامل مع الماسونيَّة، والقول بأنَّها تسيرها يحتاج لتمهُّل؛ فالماسون لهم إمبراطوريَّة عظمى وهي الولايات المتَّحدة الأمريكية، وللصهْيون دولتهم الاحتِلاليَّة الصغيرة، وإن قال أحد: إنَّ (إسرائيل) تُسير أمريكا، فهل الصَّغير الحقير يسيِّر العملاق؟ كلّ ما أورد في هذا الطَّرح تخمينات لا بيانات ولا دراسات علميَّة، بل هي من تبرِئة الجاني وتحْويله لضحيَّة، فأمريكا هي الرَّابح منهم، وليسوا غير خدمٍ لها، وإن كان لما يرى من تقرُّبهم لليهود، فهو من أصول العقائِد البروتستانتيَّة لا اليهوديَّة، كما أنَّ بعض المحافل اليهوديَّة ماسونيَّة، وعدوُّهما واحد؛ فلمَ لا يتحالفان؟
والمقال لا يسع إقْحام هذا الموضوع هنا.
والماسونيَّة داعمة للصهيونيَّة في جملة من مشاريعها القوميَّة، وبينهما تقارُب من حيث الدَّعوة للعلمانية، وبناء هيْكل سليمان، وعداء المسلمين، فليس كلّ الماسون صهاينة، ويُمكن أن يكون جلّ الصهاينة ماسونيين، والإحصاء هنا صعب فكلّهما منهجه سري، ويوجد ماسونيات عدَّة، كما يوجد تيَّارات صهيونيَّة متعدّدة.
فكرة الماسونيَّة والصهيونيَّة ليست نتاجًا يهوديًّا وإن تعلَّقت بهم بعد حين لملابسات عدَّة، منها تكالُبُهم على المسلمين والعرب؛ يقول مارتن شورث مؤلّف “الماسونيَّة داخل الأخوة”: “أعتقِد أنَّ الماسونية في العالم الثَّالث بشكل عامّ – وفي البلاد العربيَّة بشكل خاص – كانت ولا تزال أحد أذرُع الإمبرياليَّة الغربيَّة، لقد كانت أشبه بالقرد على ظهر الجيش البريطاني، وكذلك قوى الاستعمار الفرنسية”.
وكثرت الرموز التوراتيَّة المتداولة في محافلهم، وإن كان لهم رموز غيرها، بل ممَّا يعتقد أنَّه يهودي أصله من الحضارات القديمة، يقول أستاذ التَّاريخ بجامعة غولدن سميث جون شو: “أعتقد أنَّ للرموز جذورًا مختلفة ومعقدة، ولها أساسًا أربعة مصادر أحدُها الكتاب المقدس؛ ولذلك ترتبط باليهوديَّة لأنَّ العهد القديم كتاب يهودي”.
ـــــــــــــــــــ
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي