freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19334 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: العنف والمدرسة الأحد أبريل 19, 2015 4:31 pm | |
| مفهوم العنف في المدارس:على ضوء تحديد مفهوم العنف من منظور سيكولوجي وإجتماعي يمكن تعرف العنف في المدراس على أنه تلك الظاهر التي تشمل السلوكات المضادة للمجتمع ” anti social behviour في المجال المدرسي وتتمثل هذه السلوكات في السخرية والإعتداءات السب والشم ، الضرب ، التخريب ، التهديد ، السلرقة ، المساومة ، إتلاف أدوات الغير، التنابز بالألقات ، التحرش الجنسي …..الخ. وكل هذه السلوكات العدوانية موجهة أساسا ضد المؤسسة التي تنتمي إليها المتمدرسون : الذين لاتتجاوز أعماره 18 سنة ، وضد زملائهم ، يحدث العكس (1) . ويبقى التعريف محدود بالقياس إلى تشعب الظاهرة ، كذلك نظرا لإنعدام دراسات إحصائيات ترصد وتبين أسباب وحجم الظاهرة ، وإنتشارها وثارها وكيفية التعامل معها . ماعدا الأستبيان الذي قامت به مفتشية أكاديمية التعليم لولاية الجزائرخلال الموسم الدراسي1999-2000 ، الموزع على التلاميذ و الأساتذة والذي لم يعلن نتائجه بعد(2) .
1)- مقابلة الدكتور علي بوطاف : أستاذ في علم النفس جامعة الجزائر يوم 07 جوان 2000 على الساعة 11 . نسخة من الإستبيان موجودة في الملحق .
ب) أشكال و مظاهر العنف في المدارس :
لعل التحليل الأولى لهذا الإستبيان ،يكشف لنا أشكال و مظاهرة العنف التي عرفتها المدرسة الجزائرية و التي نوجزها في مايلي : 1 .عنف التلاميذ تجاه بعضهم البعض 2. عنف التلاميذ تجاه الأساتذة و إدارة المدرسة . 3. عنف بين الأساتذة و الإدارة .
و يتخذ هذا العنف مظاهر مختلفة ،نفسية ،بدنية و معنوية إذ يمكن أن تكون على مستوى الكلام كانتقاد صريح أو استخدام العنف للتعبير عن تمنيات متنوعة ،بصفة قاسية أو مسالمة و الإنتقاص من ذات أحد الأطراف المدرسية . و قد يكون على مستوى الأفعال الصريحة في الإعتداءات كالحركات الإستثارية المهددة و الإستحقارية ،و الضرب و الجرح و الإعتداءات الجنسية أو الإجرام
بصفة عامة فإن مثل هذه السلوكات التي يمارسها التلاميذ أو الإساتذة أو الإدارة أو التي تمارس ضدهم داخل المدرسة يمكن أن تكون مباشرة بإستتعمال القوة العضلية للمتعدي (الضرب)، وفي بعض ا لحالاتالنادرة تكون أبعد من ذلك إذ تصل ألى إستعمال أسلحة تكون مصحوبة بالتصفية الجسدية وبذلك تعد أكمل الظواهر عدوانية وعنف في آن واحد . ومن جهة أخرى يمكن أن تكون هذه الأفعال بأستعمال الوسائل المساعدة على العنف مثلا التعدي على ممتلكات الغير ، كالسرقة و إتلاف الأدوات و التخريب . وحسب المفتش العام لأكاديمية ولاية الجزائر السيد عبد الفتاح حماني فإن أنواع العنف الأكثر تفشيا في الوسط المدرسي هو العنف اللفظي . إذ صرح هذا الأخير في اليوم الإعلامي الذي إنعقد حول العنف في الوسط المدرسي بثانوية ” حسيبة بن بوعلي” –القبة – في 22 فيفري 2000 بالنتائج الأولية للاستبيان الذي وزع على تلاميذ الطور الأول والثاني و الذي يشمل 7600 تلميذ . يحتوي الإستبيان على عدة أسئلة حتى تلك التي تشكل طابوها من الطابوهات . وأن نسبة 80% من العينة أجابت أن العنف الأكثر تفشيا هو العنف اللفطي ، أما 20 % المتبقية فترى أن للعنف أشكالا أخرى مختلفة .
ونسبة 6% من نفس العينة صرحت بممارستها لعنف مادي كالسرقة و عنف معنوي كالسب و الشتم و السخرية (1) .
كما أدلت نتائج هذا الأستبتان أن مابين 7 و8 % من المستجوبين يستتشيرون طبيبا نفسانيا أن مستشارة التوجيه إثر تعرضهم لحالة عنف ، و 65 % يلجؤون إلىزملائهم .
أما فبهايخص مصدر العنف فقد أ جابت العينة المستجوية أنها تتلقى العنف من الأساتذة بنسة 52 % في حين 43 % من الأدارة (2) .
أنظر الملحق رقم (1). تقرير جريدة Libertè))حول اليوم الإعلامي والدراسي المنعقد حول العنف الوسط المدرسي –يوم 23 فيفري 2000 رقم 2240 . الملحق رقم (2) تقرير جريدة La tribune))حول الإعلامي المنعقد حول العنف في الوسط المدرسي –يوم 22 فيفري 2000 . رقم 1399 .
3 – أسباب العنف في المدارسي :
تختلف أسباب العنف داخل المدارس من بيئة لأ خرى ، ومن مدرسة لأخرى وحتى بين أعضاء أسرة المدرسة ( تلميذ ، معلم ، إدارة ) ، فهي تختلف من حالة لأخرى . ولهذا يمكن القول أن لمظاهر العنف داخل المدارس أسباب بأختلاف البيئة الداخلية والخارجية للمدرسة . ونذكر من بين الأسباب المتعلقة بالبيئة الخارجية :
1)– تخلي المجتمج المدني وكل الأطراف الأخرى عن مهمة التربية ، لترمي المسؤولية على كامل المدرسة فقط (1) . 2)– تأثر المدرسة بعدوانية المحيط الخارجي خاصة مدراس الأحياء الشعبية ، المحاطة بأكشاك بيع التبغ وتجار السجائروالمخدرات ….الخ . 3)–تأثر الوسط الا سري الجز ائري بفكرة و ممارسات اعطاء كامل الحرية للطفل ف ي تصرفاته و سلوكاته دون الأخد بعين الاعتبارالثقافة و القيم الجزائرية(3). 4)–الظروف الإجتماعية و النفسية ،الإقتصادية و السياسية التي يعاني منها الاستاذ على حد السواء .
(1 ) و ( 2 ) مقابلة مع السيد ” يحياوي عبد القادر ” مفتش عام لمادة التاريخ بوزارة التربية و التعليم ، يوم 16 ماي 2000 (3) مقابلة مع الدكتور علي بوطاف ، أستاذ بمعهد علم النفس جامعة الجزائر يوم 06 ماي 2000
5)- لقد ولدت الحياة السياسية غير المستقرة ظاهرة الإرهاب أو العنف السياسي ، هذا الأخير بدورة أثر على نفسية الأطفال و المراهقين حيث وفر لديهم ظروفا وقابلية لإستعمال العنف (1).
6)- إنعدام الجمعيات الثقافية والرياضية التي تخفف من الالام الجسمية والنفسية للتلاميذ . فالتلاميذ الذي يشعر بالرغبة في العدوان يمكن أن يعلي هذا الدافع إلى النشاطات الرياضية والفنية التي تمتص طاقته , وتحد التوتروالاضطراب الذي يعرفه التلميذ (2). 7)- حسب DENNER ANNE في كتابه ” l’envireonnement de l’enfant ” يشكل الجانب العمراني للمدارس أحد الإسباب المساعدة على تفشي العنف بداخلها , إذ لازلنا نبني مدارس شبه تكنات تدفع بالاطفال إلى الثوران , فالمدارس تتكون عادة من بنايات كلها متشابهة: رواق به أبواب الإقسام , ساحة رمادية محرومة من الآعشاب الخضراء , أسلاك شائكة تحيط بالكل .. وهذا المظهر الحزين معروف جدا عندنا خاصة عندما يتعلق الأمر بمدارس قديمة .
فبعض المدرسين يرتحون لهذا العالم, أذ يسهل لهم عملية حراسة تلاميذهم فبيداغوجيتهم الخاصة مبنية على الشك والخوف من التجديد (3).
1)- مقابلة مع الأستاذ ” حدادي مصطفى ” أستاذ اللغة العربية بأكمالية ” هشام بن عبد المالك ” يوم 15 أقريل 2000 . 2)- دراسةالدكتور عبد الفتاح محمد العيسوي – مصر مجلة التربية القطرية العدد 124 – السنة 1998 صفحة 134 . (3)- 1973 Paris –jacqueline-denner anne –lenFant de l environnement … dana edition du seuil
- لكن تظل مصادر العنف التقليدية هي السينما و التليفزيون و الفيديو ،خاصة أن التلفزة الوطنية الجزائرية تبرمج كميات كبيرة من أفلام العنف التي تتغلغل في نفوس الأطفال و المراهقين ، فالطفل حسب إبراهيم أمام يتأثر مباشرة بالتلفزيون و يرتكب أعمالا عدوانية و يخلط بين الحياة الوقعية و الخيالية التي يعرضها التلفزيون (1)
* كما أن هناك أسباب تتعلق بالنظام الداخلي للمدرسة منها:
(1)-فقر المدارس لمجالات الترقية التي تخفف من التوترات الاجتماعية المعاشة يوميا . (2)- إعدام التوازن بين فترات الدراسة و فترات العطل . (3)- فقر المؤسسات التعليمية لمختصين نفسانيين و إجتماعيين . (4)- إشكالية العقاب البدني التي أثارث جدلاكبيرا بين القرار الوزاري الذي يرفض و يمنع ممارسة العقاب الجسدي على التلاميذ ،و غياب بديل يعدل من السلوكات غير المنضبطة لبعض التلاميذ المشاغبين في أقسام الدراسة (2).
(1)– إبراهيم إمام – الإعلام الآلي و التلفزيون دار الفكر العربي سنة 1979 صفحة 43. (2)- مقابلة مع السيد لبوقي بلقاسم أستاذ اللغة الفرنسية بإكمالية هشام بن عبد الملك يوم 06 أفريل 2000.
5- عدم التكفل الصحي والنفسي بالحالات التي تحتاج إلى عناية خاصة ” خاصة ضحايا الإرهاب “ 6- نقص في تأطير وتكوين الأعوان البيداغوجيين ” المراقبين “. 7- تقصير مجلس التأديب في أداء واجبة التربوي والمتمثل في تهذيب وتعديل السلوكات وإعادة إدماج العناصر الفوضوية في الإطال المدرسي (1). 8- غياب الإتصال وصعوبة التعامل مع التلاميذ الأطفال وخاصة المرهقين منهم , فالتعامل مع هذه الفئة الحساسة ليس سهلا وكأنه برنامجا مسطرا في إحصائيات أو يمكن إسخراجه من إحدى الكتب والدراسات , بل هو فن يحتاج إلى موهبة وتدريب وأداء بكل حب وإخلاص .
9- إضافة ألى الاسباب السابفة هناك أسباب خاصة بالتلميذ ككائن سيولوجي , نذكر منها : * الغيرة والرغبة في جلب الأنتباه . * الرغبة في التخلص من السلطة . * الحب الشديد والحماية المفرطة (2)
1)- مقابلة مع السيد ” قدوري بلقاسم ” رئيس جمعية أولياء التلاميذ لولايات الجزائر – يوم 07 ماي 2000. (2)-MANUEL DE PSYCHIATRIE DE L’ENFANT -(Delit violence) ) J- DE AJURIAGUERRA – PARIS 1987- PAGE20
الجانب التطبيقي للروبورتاج
1)- مراحل إنجاز الروبورتاج
أ)- مرحلة ما قبل التصوير
ب)- مرحلة التصوير
ج)- مرحلة ما بعد التصوير
2)التعليق
3) التقطيع الفني
مراحــل إعدا د الروبورتــاج
1- مرحلة ماقبل التصوير
بعد إقتناعنا بالموضوع قمنا بجمع أكبر عدد ممكن الكتب والمجلات والمقالات الصحفية التي تعمل على خدمة الموضوع , وبعد إطلاعنا عليها كشفت لنا المادة الإعلامية على مختلف حالات العنف المسجلة داخل المدارس الجزائرية خلال الموسم الدراسي (99-2000) بعدها شرعنا في العمل الميداني بداية من الأتصالات اللازمة , فكانت الهيئات الوصية (وزارة التربية والتعليم ,أكاديمية التعليم لولاية الجزائر ) أول المحطات التي إتصلنا بها ,وذلك لطلب رخصة الدخول إلى المدارس التي وقع إختيارنا عليها , وبطبيعة الحال الحصول علىالمعلومات التي تخدم الموضوع .
وما إن تحصلنا على تلك الرخصة التي تسمح لنا بالدخول والتصوير داخل المؤسسات التالية:
ثانوية عمارة رشيد إكمالية حي اللوز ثانوية عبان رمضان إكمالية هشام بن عبد الملك .
حتى شرعنا بعملية الملاحظة بالمشاركة التي دامت 4 أسابيع (أسبوع في كل مؤسسة),وعليه تمكنا من محاكاة كل الأطراف ” أساتذة / تلاميذ/إدارة” وفي الأخير إتصلنا بكل الأطراف التي مثلت عينة لبحثنا .(ضحايا العنف في المدارس)
2- مرحلة أثناء التصوير
لقد سهلت لنا عملية الملاحظة بالمشاركة عملية إختيار المستجوبين
1)-إكمالية هشام عبد الملك بالحراش أين قمنا بتصوير قسم الضحية التي جرت فيها الجريمة والمحيط المدرسة الداخلي والخارجي .
2)- بعدها إتجهنا إلى ثانوية عمارة رشيد ببن عكنون أين قمنا بأخد لقطات بانورامية وصفية عن المؤسسة ,وتم إختيارنا على الساعة 11 و12, الوقت المناسب للإحتكال بأكبر قدر ممكن من التلاميذ قبل هذا كله بأجراء مقابلات تصويرية داخل مكتب مدير الثانوية مع أطراف مختلفة – المدير,رئيس
الخاتمة
تعد المدرسة البيئة الثانية التي يواصل الطفل فيها نموه وإستعداده للحياة المستقبلية , بعد القالب الذي صاغه المنزل لشخصية الطفل بالتهديب والتعديل .
فوظيفة المدرسة الحديثة تتمثل في العمل على يربية الطفل وتكوين شخصية من جميع النواحي , فالتربية الناجحة لا تقتصر مهمتها على نزويد المعارف والمعلومات فقط , بل هي مسؤولة عن تحقيق للتلاميذ القدرة على حسن التوافق الأجتماعي والأنفعالي مع بيئته الأجتماعية والمادية .
ولن يتحقق هذا التوافق إلأ إذا كانت العلاقة بين هيئة التدريس قائمة على الأحترام والعطف والتقدير بينهما والأبتعاد عن إستعمال أسلوب المرونة والقهر اللذان يؤديان بالطفل إلى الشعور بعد الإمن الداخلي والذي يؤدي بالطفل إلى حالة من الأطراب والاستقرار لتدفع به لإلى العنف بشتى أنواعه .
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|