تنطلق الأحد مجريات الاختبارات الكتابية الخاصة بامتحان شهادة البكالوريا والتي تعني أكثر من 657 ألف مترشح عبر كامل ولايات التراب الوطني. والجديد في دورة جوان 2015 هو أنها تنظّم دون عتبة مثلما التزمت به وزيرة التربية، نورية بن غبريط، رغم موجه الاحتجاجات التي شنّها التلاميذ بدعم من الأولياء في عزّ الإضرابات التي شهدها الموسم الجاري. واللافت أن الوزيرة الحالية التي تعهدت في آخر اجتماع لمجلس الوزراء باسترجاع ”مصداقية” امتحان البكالوريا، صمدت إلى آخر لحظة ورفضت كل أشكال ”الابتزاز” من أجل إلغاء إجراء تحديد الدروس الذي كرّسه الوزير الأسبق، أبوبكر بن بوزيد، سنة 2008، وفشل الوزير السابق عبد اللطيف بابا أحمد في تجاوزه بدافع ”إنصاف” المترشحين الذين أدرجهم في خانة ضحايا الهزات التي عرفتها المنظومة التربوية. وأفاد مصدر عليم أن وزيرة التربية اعترفت، في اجتماع مع الوزير الأول لبحث تداعيات الإضراب الأخير الذي شنّه الأساتذة على برنامج الموسم الدراسي، أن قيمة شهادة البكالوريا اهتزّت في الفترة ما بين 2008 و2014 وهذا بسبب عتبة الدروس التي تعهدت بإلغائها ابتداء من الدورة الحالية، وكشفت عن خطة الطريق التي ستنتهجها من أجل إعادة تقييم الإصلاحات، وإعادة النظر في الامتحانات الرسمية وفتح الحوار مع الشركاء. وأوضح المصدر أن بن غبريط دافعت أيضا بمناسبة عرض قدمته خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء عن خيار إلغاء العتبة الذي تزامن مع موجة احتجاجات زحفت على عدة ولايات، قائلة إن ”مطلب التلاميذ ينم عن مفهوم خاطئ طغى على تفكير المتمدرسين منذ سنوات”. وشددت أنه تم اعتماد فكرة العتبة في 2008 في سياق عام استثنائي طبعته إضرابات مطولة اكتسحت المؤسسات التربوية، إضافة إلى اختلالات أخرى، إلا أنها أكدت أن تحديد عتبة البرامج يسيء لسمعة الامتحان، مشيرة إلى أن 7 سنوات من اعتماد العتبة، أي من 2008 إلى غاية 2014، أدى الى تراجع وتقهقر قيمة شهادة البكالوريا التي تعتبر أهم الشهادات في الجزائر. وبالمقابل، أوضحت الوزيرة، أن وزارتها أخذت بعين الاعتبار كل الانشغالات التي أثارها التلاميذ خلال الحركة الاحتجاجية التي شنوها خلال السنة الدراسية الجارية، مؤكدة أن مواضيع الامتحانات لن تخرج عن البرنامج الذي درسه التلاميذ، مشيرة إلى أن لجنة متابعة البرامج اجتمعت ثلاث مرات لمتابعة تقييم البرنامج الذي درسه التلاميذ للفصل في المواضيع التي ستطرح على التلاميذ في البكالوريا. وقد أفلحت الوزيرة كذلك في إدارة ”معركتها” مع العتبة إعلاميا من خلال التأكيد والطمأنة في كل خرجة أن ”أسئلة البكالوريا ستكون في المتناول، ولن تكون هناك تغييرات في نظام الامتحان من خلال توفير موضوعين اختيارين ونصف ساعة إضافية”. وزيادة على موضوع ”العتبة”، تتوعد وزيرة التربية بالتصدي للغش في البكالوريا بكل الوسائل والإمكانات، لأن مصداقية البكالوريا ـ حسب مراقبين ـ مرهون أيضا بمكافحة كل الحيل التي قد يفكر فيها المترشحون أو قد تخطر على بالهم قصد اللجوء للغش في الامتحانات الرسمية، لاسيما البكالوريا الجزائرية المعترف بها عالميا. وتنتشر بين التلاميذ أساليب متعددة للغش، سواء من الأنماط التقليدية، عبر تصغير الدروس في أوراق، يسميها الجزائريون بالعامية ”الحرز”، أو عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة، مثل لصق سماعة لهاتف محمول بالأذن بحيل ذكية، للاستماع للإجابات من شخص خارج القاعة، أو غيرها. وتتطلع وزارة التربية إلى ”تحصين مصداقية البكالوريا” كامتحان يجري في كل الجزائر، عبر إلغاء الصورة النمطية للعتبة والقضاء على أساليب الغش الجماعي وإتاحة تكافؤ الفرص لجميع المترشحين”، بالإضافة إلى ”اتخاذ جميع الترتيبات، لتكييف ظروف إجراء الاختبارات لفائدة المحبوسين والمترشحين في وضعية إعاقة”.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي