أهداف سياسة التعليم
أكّد القانون التركي على أنّ التعليم حقٌّ لكل مواطن بغض النظر عن لغته أو جنسه أو دينه ، و أنّ الخدمات التعليمية تنظّم وفقاً لاهتمامات المواطنين و قدراتهم ، و حاجات المجتمع التركي ، على أن يوجّه الأفراد إلى البرامج و المدارس المختلفة وفقاً لميولهم و قدراتهم ، و التي يُتعرّف عليها باستخدام المقاييس و الاختبارات الموضوعية في إطار خدمات التوجيه التربوي .
و ينص القانون على ضمان الفرص التعليمية المتساوية لجميع المواطنين ذكوراً و إناثاً عن طريق تقديم تعليم أساسي لمدة 8 سنوات ، بالإضافة للتعليم المستمر في المجال العام و المهني من خلال برامج تعليم الكبار ، كما تقدم الدولة التعليم المناسب للطلاب المعاقين و الموهوبين .
هناك عدد من المبادئ التي تقوم عليها سياسة التعليم التركي وهي : الاهتمام بحاجات الفرد و اهتماماته ، التعاون بين الآباء و المعلمين ، تنفيذ الإصلاحات المخططة ، و الصبغة العلمانية للتعليم ، و دعم التعليم المختلط ، و تكافؤ الفرص التعليمية .
الأهداف العامة للتعليم التركي
- تربية كل فرد في الأمة التركية ليكون مواطناً صالحاً مؤمناً بــ " إصلاحات " أتاتورك ، و مبادئه الوطنية التي عبّر عنها الدستور .
- تنمية الفرد المحب لأسرته و أمته و وطنه و الذي يعمل على تقدمها ، و يعي واجباته و مسؤولياته تجاه الجمهورية التركية كدولة اشتراكية ديمقراطية علمانية يحكمها القانون وفقاً لمبادئ حقوق الإنسان و نصوص الدستور التركي .
- تربية المواطنين الأتراك تربية متكاملة متزنة جسمياً و عقلياً و خلقياً و روحياً و عاطفياً ؛ حتى يكونوا شخصيات حرة مستقلة لها عقلية علمية و اتجاه متحرّر .
- إعداد المواطنين الأتراك لحياة العمل ، من خلال تنمية اهتماماتهم و قدراتهم و مواهبهم ، و تمكينهم من اكتساب المعرفة الضرورية و المهارات الأساسية و الاتجاهات المهنية ليكونوا أفراداً منتجين .
أهداف مرحلة رياض الأطفال
تحسين قدرات الأطفال الجسمية و الانفعالية و العقلية ، إكساب الأطفال العادات الطيبة ، مساعدة الأطفال على التحدث باللغة التركية بشكل سليم ، إعداد الأطفال للتعليم الابتدائي .
أهداف المرحلة الابتدائية
تنمية التلاميذ جسمياً و عقلياً و خلقياً و اجتماعياً و تزويدهم بالقدر الأساسي من الثقافة العامة ، ومساعدة التلاميذ على اكتساب المعلومات و المهارات الضرورية للمواطن الصالح ، وتمكين التلاميذ من تكوين العادات و الاتجاهات في إطار من الأخلاق و القيم الوطنية ، وإعداد التلاميذ للحياة أو مواصلة تعليمهم وفق اهتماماتهم و ميولهم و قدراتهم
أهداف المرحلة الثانوية :
تزويد الطلاب بالثقافة العامة و تنمية إحساسهم بالمشكلات الفردية و الاجتماعية و محاولة إيجاد حلول لها ، إعداد الشباب للمساهمة في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية للمجتمع ، إعداد الشباب لمواصلة تعليمهم العالي ، إعداد الشباب للحياة المهنية
إدارة النظام التعليمي :
يُدار التعليم التركي وفقاً للنمط المركزي ، حيث تتولى وزارة التربية الوطنية و الشباب و الرياضة مسؤولية توجيه و رقابة الخدمات التعليمية وفقاً لقانون التعليم الوطني في جميع المستويات ، و تفوّض الوزارة جانباً من اختصاصاتها للمديريات العامة للتعليم بكلّ محافظة ، و التي يرأسها مدير التعليم .
أما التعليم العالي فيشرف عليه مجلس التعليم العالي ، و هو مجلس مستقل عن وزارة التعليم الوطني ، و يتمّ تعيين أعضائه من قِبل رئيس الجمهورية.
تمويل النظام التعليمي :
هناك عدة مصادر لتمويل التعليم التركي هي : الأموال المخصّصة للتعليم في الميزانية العامة للدولة و من الأموال المخصصة للتعليم في كلّ محافظة، و من الرسوم المفروضة على الطلاب بعد المرحلة التأسيسية ، و أخيراً من المعونات المالية التي يُقدمها الأفراد و الهيئات ،
فقد ساهمت على سبيل منظمة اليونسكو و صندوق التنمية الدولي في برامج تمويل تعليم الكبار و في مساعدة الجامعات ، و قد تلقت تركيا كثيراً من المنح الدراسية و الأجهزة و الأدوات التعليمية ، كذلك ساهمت ألمانيا في تمويل مشروع التلفزيون التعليمي ، و ساهمت فرنسا في تمويل تعليم الفرنسية ..
و بلغت نسبة ميزانية التعليم من ميزانية الدولة لعام 1984م ما يقارب 14,3% منها 10,62% للتعليم العام ، و 3,67% للتعليم العالي .
و في ميزانية 1988م استحوذت رواتب المعلمين على ما يقارب 85% من ميزانية التعليم ، و قد بلغت نسب قطاعات التعليم في 1988م ما يلي :
- 45,6% للتعليم الابتدائي .
-التعليم الثانوي العام 15,3% .
- التعليم الثانوي الفني 13,8% .
-التعليم العالي 25,3℅
بنية نظام التعليم في تركيا
1-التعليم النظامي .
و يتضمن ثلاث مراحل رئيسة : التعليم الابتدائي ، الثانوي ، العالي . و تسبق تلك المراحل مرحلة ما قبل الابتدائي و التي تستمر من الثالثة إلى السادسة من العمر ، و إن كانت لا تعدّ جزءاً رئيساً في النظام التعليمي . و تختلف مدة العام الدراسي بين المدارس الابتدائية في الريف و المدن ففي الريف لا يقلّ العام الدراسي عن 170يوماً ،و في مدارس المدن لا يقل عن 200 يوم .
1 ـ مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي :
و تتولى تعليم الأطفال بين 6-14 عام ، و تنقسم لقسمين (الابتدائي 5 سنوات ، و المتوسط 3سنوات) و يمكن أن يكونا في مبنى واحد أو في مبنيين منفصلين حسب الإمكانات و حجم المدرسة ، و عملت السياسة التعليمية على تطبيق التعليم الإلزامي تدريجياً للوصول إلى النسبة الكاملة للأطفال في سنّ الإلزام ، و في عام 2001 بلغت نسبة صافي الالتحاق بالتعليم الابتدائي 88% .
2ـ المرحلة الثانوية :
و تغطي 3- 4 سنوات هي سنوات البلوغ (14-17أو 18عاما) ، و هناك نوعان من التعليم : الثانوي العام (3سنوات)، و الثانوي الفني و المهني(4سنوات) ، و الثانوية ليست مرحلة إلزامية و ليست مجانية .
و الثانوي العام ينقسم لعلمي و أدبي ، و يتمّ توزيع الطلاب فيهما وفقاً لقدراتهم و اهتماماتهم ، و هناك ثانويات دينية لتخريج الأئمة و الخطباء(4سنوات) .
3 ـ التعليم العالي :
و تشمل مؤسسات التعليم العالي جميع المؤسسات التي تقدم للطلاب تعليماً لا يقلّ عن عامين بعد الثانوية ، و بالتالي شملت تلك المؤسسات : الجامعات ، الأكاديميات ، و المعاهد العليا الفنية و المهنية .
و في عام 1981 صدر تنظيم التعليم العالي و الذي تمّ بموجبه ضمّ جميع أنماط التعليم العالي في الجامعات ، و ازداد عدد الجامعات التركية ، و بلغ عدد الجامعات التركية 69 جامعة عام 1997 منها 16 جامعة أهلية ،و حتى الجامعات الحكومية غير مجانية ، إلا أن الدولة تقدم منحاً مجانية بشرط تعهّد الطالب بتقديم خدمات عامة و خاصة في ميدان الطب و الحقوق .
2- التعليم غير النظامي
و يغطي جميع الأنشطة التعليمية المقدمة للكبار في إطار التعليم النظامي أو خارجه ، و يشمل جميع برامج تعليم الكبار و التعليم المستمر ، و يتطرق لمجالين : التعليم العام و التعليم الفني .
و تحظى برامج محو الأمية بعناية كبيرة من قبل الدولة ، فقد كانت نسبة الأميين عام 1923 تصل إلى 90% ، و انخفضت حسب تقرير التنمية البشري 2002إلى 13,5% بين البالغين من 15 عاما فأكثر .
أما برامج تعليم الكبار و التعليم المستمر في مجال التعليم الفني و التدريب المهني فإنها تقدّم في المصانع ، و يلتحق بها من أتمّ الدراسة الابتدائية ، كما تنظم وزارات الزراعة و الصحة و العمل دراسات عملية و تدريبية للراغبين في اكتساب خبرات مهنية .
المناهج :
1- مناهج المرحلة الابتدائية :
و تركّز في هذه المرحلة على اللغة التركية ، إذ تشغل ما يقرب من ثلث خطة المرحلة الابتدائية ، تليها الرياضيات ، و لا تبدأ التربية الدينية و الخلقية إلا في الصف الرابع ، كما يلاحظ قلة حصص التربية الرياضية ، و هذا مما يؤخذ على تلك المناهج . و تمتاز الخطة بوضع مواعيد و حصص ثابتة للأنشطة غير الصفية . و تبلغ عدد حصص الخطة الأسبوعية للصف الواحد 25 حصة
2- مناهج المرحلة المتوسطة :
و يستمر الاهتمام باللغة التركية ، تليها الرياضيات و العلوم و الدراسات الاجتماعية باعتبارها المواد الأساسية التي تكسب التلاميذ الخبرات اللازمة لمواصلة التعليم الثانوي و فهم الحياة ، كما تقدّم في هذه المرحلة إحدى اللغات الأجنبية الحية (الإنجليزية ، الفرنسية ، الألمانية) ، و تبلغ عدد حصص الخطة الأسبوعية للصف الواحد 30 حصة .
3-مناهج المرحلة الثانوية :
الصف الأول ثانوي عام ، و يبدأ التشعيب من الصف الثاني لأدبي و علمي ، حرصت خطة المقررات للمرحلة الثانوية على عدم الفصل الحاد بين القسمين العلمي و الأدبي .
أما الثانويات العامة العلمية فتركّز على الرياضيات و العلوم الطبيعية ، و الصف الأول يكون عاماً ، و في الصف الثاني يتخصّص الطلاب في القسم العلمي ، أما في الثالث فيختار الطالب بين تخصصين ( علوم ، رياضيات) ، و تبلغ عدد الحصص في الصف الواحد 35 حصة أسبوعياً .
و هناك عدد من الثانويات بالنظام التعليمي التركي تطبق نظام الساعات المقررة ، و التي تشمل بعض المتطلبات الإجبارية ، و هناك أربع تخصصات في هذا النوع من التعليم الثانوي : اللغة التركية و آدابها ، و الاقتصاد و العلوم الاجتماعية ، و الرياضيات و الطبيعة ، و العلوم الطبيعية .
اعداد المعلم
يحدّد قانون التعليم الوطني مدة التأهيل اللازم لإعداد المعلم بأربع سنوات من الدراسة في الكليات أو المعاهد بعد الثانوية العامة و بعد اجتياز اختبار القبول بالجامعات و الكليات ، و يشمل برنامج إعداد المعلم ثلاثة محاور : إعداد ثقافي ، و أكاديمي ، و مهني
و تعتمد الدراسة في كليات التربية و معاهد إعداد المعلمين على تطبيق نظام الفصل الدراسي و الساعات المعتمدة ، كما يهتم برنامج الإعداد بالتدريب الميداني ، و يتمّ برنامج الإعداد حسب المرحلة التي سيوجه لها الطالب بعد تخرّجه .
و تهتم وزارة التربية بتدريب المعلمين على رأس العمل ؛ لذلك تنظم دورات تدريبية داخل مؤسسات التعليم العالي في برامج مسائية أو صيفية أو بتفريغهم الكامل للدراسة .
و اتخذت الحكومة عدداً من الإجراءات للرقي بمكانة المعلمين الاجتماعية ؛ لذلك أنشأت مستشفى للمعلمين ، و افتتحت النوادي و المراكز الترفيهية للمعلمين ، و قامت بوضع برنامج لتوفير الوحدات السكنية لهم ، كما عملت على زيادة مرتباتهم في السنوات الأخيرة .
و في مجال التعليم الديني دُمج المقرر الاختياري للتربية الدينية مع مقرر الأخلاق و أصبح مقرراً إجبارياً ابتداءً من الصف الرابع و حتى نهاية الثانوية .
كما زادت العناية بتدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية ، و استحدث تخصص اللغة الأجنبية الثانية إلى جانب التخصص العلمي و الأدبي و طبق ذلك على سبيل التجربة في 20 ثانوية .
وفي التعليم العالي بدأت تجربة الجامعات المفتوحة عام 1982 لإتاحة الفرصة للأشخاص الذين فاتهم التعليم الجامعي من استدراكه