الجزائر والحرب العالمية الثانية
1/ مقدمة:
شهدت الجزائر حركة سياسية نشطة لم يسبق لها مثيل قي فترة ما بين الحربين كان هدف بعضها الذوبان في المجتمع الفرنسي وأخرى المساواة معه وثالثة إصلاح المجتمع ورابعة الاستقلال التام..تجلت هذه الحركات في:
أ/ دعاة المساواة وزعيمهم الأمير خالد.
ب/ دعاة الاستقلال وزعيمهم مصالي الحاج .
ج / دعاة الإدماج وزعيميها عباس فرحات وبن جلول.
د / دعاة الإصلاح وزعيمها عبد الحميد بن باديس.
لم يكتب لهذه المنظمات السياسية أن تنجح في تحقيق ما أنشأت من اجله رغم اختلاف أراء واتجاهات أصحابها وتأييد بعضهم للاستعمار على حساب الوطن وهذا بعد القرار الصادر عن الحكومة الفرنسية والقاضي بحل وشل كل أنواع النشطات السياسية وذات الطابع السياسي وسجن أصحابها وهذا بتاريخ 29/*09/1939 اثر اندلاع الحرب العالمية الثانية.
2/ موقف فرنسا من الجزائريين:ظهرت فرنسا بمظهرين هما:
أ/ مظهر القوة والترهيب: ويتجلى في:
1/ حل كل الأحزاب السياسية .
2/ اعتقال الزعماء الوطنيين وسجنهم.
3/ نفي بعض الزعماء خارج الوطن ( مصالي).
4/ إرغام بعض الزعماء على الإقامة الجبرية.( البشير الإبراهيمي).
5/ منع الصحف والمجلات على الصدور .
6/ مضاعفة عملية التجنيد الإجباري للقادرين على حمل السلاح.
7/ تسخير كل إمكانيات الجزائر الطبيعية والاقتصادية لخدمة الحرب.
ب/ مظهر المودة والترغيب: ويتجلى في:
1/ توزيع بعض الأراضي الزراعية على الجزائريين.
2/ تكريم معطوبي حروب فرنسا وتقريبهم منها.
3/ إلغاء قانون كريميو.
4/ التظاهر ببعض الإصلاحات.
3/ موقف الحركة الوطنية من فرنسا :
إن الإجراءات التعسفية التي قامت بها فرنسا إبان وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وهذا في الفترة الممتدة بين 1939-1942 أدت إلى شل كل أنواع الأنشطة السياسية في الجزائر خلال تلك الفترة غير أن نزول الحلفاء بمنطقة شمال إفريقيا في 08/11/1942 وهم يحملون معهم عدة مبادئ من بينها حق الشعوب في تقرير المصير ولتطبيق هذا الأخير قاموا بإطلاق معظم الزعماء السياسيين باستثناء مصالي الحاج وقد أدى إطلاق سراحهم إلى ظهور نشاط سياسي كبير تجلت مظاهره في بيان فيفري 1943.
4/ ظروف ودوافع صدور هذا البيان:
رغم اختلاف آراء واتجاهات زعماء الحركة الوطنية الجزائرية في فترة ما بين الحربين إلا انهم وحدوا آراءهم و لأول مرة وهذا بإصدار بيان فيفري . **/أسباب ودوافع ظهور هذا البيان إلى:
1/ تعهد الحلفاء بتطبيق مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير.
2/ نزول الحلفاء بمنطقة شمال إفريقيا وتحريرها من النازية وحلفائها.
3/ إطلاق الحلفاء لسراح معظم السياسيين الجزائريين.
4/ السماح لزعماء الحركة الوطنية بممارسة نشاطهم السياسي.
5/ تعيين بير- تون والي عام على الجزائر.
6/ تعهد بير - تون بإصدار إصلاحات خاصة بالجزائريين.
7/ ظهور فكرة تقسيم الجزائر على لسان حكومة فيشي العميلة بباريس.
8/ تعيين فرحات عباس لتحرير هذا البيان .
** /المطالب التي احتواها البيان.:
1/ إدانة الاستعمار والقضاء عليه.
2/ تحريم دمج شعب لشعب آخر بالقوة.
3/ تطبيق مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير على الجزائريين.
4/ منح الجزائر دستور خاص بها يخدم مصالح الجزائريين يشمل.
أ/ إلغاء الإقطاعية الفلاحية.
ب/ الاعتراف باللغة العربية لغة رسمية ثانية بالجزائر.
ج/ إقرار التعليم المجاني والإجباري على أبناء الجزائريين.
د/ الحرية والمساواة بين الجميع
ه/ حرية الصحافة و حق التجمع.
**/ المواقف المختلفة من البيان:
موقف الحاكم العام الفرنسي: وافق بير تون على البيان دون الرجوع إلى حكومته مما أدى إلى عزله وتعيين الجنرال كاترو مكانه وقد رفض هذا الأخير الاعتراف أو حتى محاورة الجزائريين. و أكد على أن الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا.
موقف الحلفاء:وقف الحلفاء موقفا محايدا واعتبروا القضية داخلية غير انهم أكدوا مؤازرتهم لفرنسا في حالة حدوث حرب ضدها.
موقف الجنرال ديغول:رفض الجنرال دوغول البيان الجزائري وتعهد بإصدار آخر بدلا منه ظهر عام 1944 باسم إصلاحات مارس 1944.
موقف الحركة الوطنية الجزائرية : أسرت الحركة الوطنية على تطبيق كل ما اقر في البيان وأمام تعنت فرنسا ورفضها اللا منتهي قام فرحات عباس بإنشاء حزب سياسي يحمل نفس المطالب التي احتواها بيان الشعب الجزائري عرفت الحركة باسم: أحباب البيان والحرية وهذا في 14 مارس 1944.
5/ انتفاضة 8 ماي 1945 وانعكاساتها:
**/ أسباب حوادث ماي 1945 :
1/ نمو الوعي القومي.
2/ ظهور مطالب الشعب الجزائري المتمـثـلة في بيان فيفري 1943.
3/ إعلان مبدأ حق الشعوب في تقرير المصير.
4/ ظهور جامعة الدول العربية ومناداتها باستقلال العرب.
5/ التصريحات التي أدلى بها الجنرال ديغول من برازافيل.
6/ نقض فرنسا لكل وعودها وعهودها.
7/ استقلال بعض الدول العربية عن فرنسا سوريا ولبنان.
8/ تزايد الوعي الوطني بعد مشاركة الجزائريين في الحرب.
9/ السياسة القمعية الفرنسية المستعملة ضد الشعب الجزائري.
10/ رغبة الجزائريين في الاحتفال كباقي شعوب العالم بعيد النصر.
**/ انعكاسات حوادث 8 ماي 1945:
1/ استشهاد اكثر من 45 ألف شخص.
2/ اعتقال فرنسا لآلاف الجزائريين وسجنهم.
3/ نفي فرنسا لعدد كبير من السياسيين الوطنيين.
4/ إيمان زعماء الحركة الوطنية بان الاستقلال يؤخذ ولا يعطى.
5/ حل كل الأحزاب السياسية وشل نشاطاتها.
6/ تعميق الهوة بين الشعب الجزائري والمستعمر.
7/ التأكد من استحالت استجابت فرنسا للمطالب الوطنية بالطرق السلمية.
8/ الاستعداد الكامل من الشعب الجزائري لاعلان ثورة مسلحة.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي