اليوم في تونس ومصر و العالم الإسلامي نتعرض لحملة شعواء يقودها الغرب الحاقد على الإسلام و على رأسهم أمريكا ليغيروا من هويتنا و ليبدلوا شريعتنا و لنتخذهم أولياء من دون الله و هذا مما حذرنا القرآن الكريم منه .. فقد قال أوباما في آخر خطاب له بثته قناة news إن تونس ومصر شهدتا ثورة شعب جراء الحكم السائد طوال استقلالهما حيث كان الاسلام هو الحكم في هاتان الدولتان فعجزتا عن تلبية حقوق الشعب ومنه لابد و أن تكون دولة علمانية .. و العلمانية هنا هي رفض أية سلطات تشريعية أو تنفيذية مأخوذة من الدين الإسلامي. فالإسلام في الدولة العلمانية ينتهي عندما يخرج الفرد من المسجد. أي يريدون الدين مجرد طقوس لا منهاج حياة .. و نعطي مثال للتوضيح: لو أن الخمر و الميسر حرمهما الله تعالى في الشريعة الإسلامية فهذا الحكم مرفوض في النظرة العلمانية و لا يعمل به و لا يجوز إجبار أحد على تطبيقه. فيجب أن يكون الحكم مبني فقط على قانون قضائي وطني تضعه حكومة الدولة في دستورها بعيدا عن الإسلام. و العلمانية تعني فصل الدين عن الحياة وهذا ما درسته شخصيا في الجامعة. بل و يريدوننا أن نتحاكم للديمقراطية و هي نظام مخالف للإسلام تكون فيه سلطة التشريع (تشريع القوانين و الشرائع) للشعب أو من ينوب عنهم (كأعضاء البرلمان) بعيدا عن الدين تبعا للنظام العلماني و يكون الحكم فيه لغير الله تعالى و بعيدا عن الإسلام بل يكون للشعب و نوابه على اختلاف طوائفهم. و في هذا النظام يتم تشريع الإجهاض و زواج المثليين و الفوائد الربوية وإلغاء الأحكام الشرعية وإباحة الزنا بالتوافق و شرب الخمر و الميسر. نعم انهم يحاربون الإسلام و يحاربون شرع الله تعالى و البديل في الأمور الدنيوية الحياتية التي لم ينزل فيها تشريع قد أعطاه الله تعالى لكم في الشورى فقال سبحانه "وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ" و قال رسوله صلى الله عليه و سلم "استعينوا على أموركم بالشورى" .. فمبدأ التشاور قائم في الأمور المتعلقة بشئون المسلمين دون الأحكام الشرعية التي ورد فيها النص كاختيار الحاكم مثلا أو خلعه. و لقد استشار الرسول صلى الله عليه و سلم أصحابه في ثلاث مواقف بغزوة بدر: الأول قبل أن تبدأ المعركة عندما طلب الرأي فقال سعد بن معاذ سيد الأنصار: كأنك تريدنا والله يا رسول الله و بايعه. وعند المعركة إذ تقدم الحباب بن المنذر يعرض مشورته على الرسول صلى الله عليه و سلم فيما يتعلق باختيار المكان المناسب للنزول فيه. وبعد انتصار المسلمين في بدر وحصولهم على أسرى من الكفار احتاجوا إلى المشورة مرة ثالثة. فالديموقراطية تدخل في التشريع فتلغيه و تعدله إن وافق الأغلبية كحل الخمر و الميسر و العري و السفور و الزنا و الربا و الإجهاض و موالاة المشركين بينما الشورى لا تمس التشريع بل هي تتحرك في حدوده فالتشريع لله وحده. و أخيرا لي سؤال عند الصليبيين لماذا تريدون أن تحكموننا بقول يسوع (العلماني) في اناجيل متى و مرقص و لوقا "أعطي ما لقيصر لقيصر و ما لله لله" .. بينما قرآننا الكريم يقول "قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت و أنا أول المسلمين"
فماذا أنتم فاعلون ايها المسلمون في وماذا نحن فاعلون لنوصل كلمتنا عبر منتدانا "التفكير بواسطة القبعات الست" و في كل أرض الله وقد اختارنا الله تعالى لنكون خير أمة أخرجت للناس نأمروا بالمعروف و ننهى عن المنكر .. هل توافقوا على ركل شريعة ربكم و دينه الذي ارتضاه لكم ليحكمكم الشيطان كما يريد أعوانه من اليهود و الصليبيين؟
وأخيرا نقول لأوباما بالخنشلية تدبيرتك ديرها في عشاك