إن معظم معوقات الإبداع والتفكير الإبداعي توجد في ذوات أنفسنا ؛ فالخوف من الوقوع في الخطأ , وفقدان الثقة بالنفس , والإنشغال بأشياء كثيرة , ووجود أهداف ووسائل متناقضة , وعدم السماح للبدن والنفس بالراحة .. كل ذلك يثبط الإبداع , ويكبح انطلاقة التفكير الإبداعي .
وأكبر الإعاقات شعورنا الداخلي بأننا غير مبدعين , وأن الإبداع يصعب تعلمه وهو خاص بالموهوبين من الناس فقط . فإذا أقنع الإنسان نفسه بأنه مجرد بشر غير متميز , فقد حكم على نفسه بجملة من الإعتقادات الخاطئة , ولكن بمجرد ما يكون لديه شخصية خاصة و متفردة سيسعى الى طلب المهارات والقدرات اللازمة للتعبير عن ذاته واعتقاداته , وسيستجمع نفسه للقول إنني شخص مبدع وقادر على الإبداع وذلك لأجل تمتين شخصيته المتفردة ودعمها .
ومن العوائق التي تمنع أو تقلل من التفكير الإبداعي لحل المشاكل أو التعرف عليها , أو الحصول على المعلومات اللازمة لحلها ما يأتي :
1- الصعوبة في عزل المشكلة :
إن تحديد المشكلة بشكل دقيق وواضح يمثل أهم خطوة في حلها , وإذا لم يتم عزلها وتحديدها لا يمكن حلها .
إن الصعوبة في عزل المشكلة وتحديدها غالبا يكون سبب ميلنا الى بذل جهد أقل في تعريف المشكلة , وكما قيل إن معرفة السؤال أو تحديد المشكلة يمثل نصف الإجابة ..!
2- الميل الى تحديد المشكلة بشكل ضيق :
كما أنه من الصعب في بعض الأحيان تعيين المشكلة وعزلها , فإنه من الصعوبة أيضا تجنب الميل الى تحديد المشكلة بشكل ضيق جدا .
3- الخوف من الخطأ أو النقد :
لقد تعلمنا دائما أن نعيش في الأمان فعصفور فاليد خير من عشرة على الشجرة ؛ وذلك بسبب الخوف من التعبير عن النفس أو من حكم الأخرين ونقدهم وفي بعض الأحيان يكون من التفكير السلبي ونقد الذات , وإن صحت التسمية جلد الذات والتهوين من شأنها .
أضف الى ذلك أن صاحب الإجابة الصحيحة هو الذي يكافأ …بينما يعاقب صاحب الخطأ ..!
لقد أخطأ العالم اديسون مئات المرات قبل أن يصل الى اختراع المصباح الكهربائي وهكذا هي البحوث العلمية التي تجرى هنا وهناك ..
إن من الأفضل دائما للتخلص من هذه العقبة أن نفكر في جملة من الأثار السلبية المحتملة المولدة , كأن نسأل أنفسنا : ماهي توقعاتنا للكارثة أو الداهية وراء هذه الفكرة ؟ أو ماهي الخسارة المحتملة من محاولة التفكير بهذه الطريقة ؟
وهذه جملة من الإقتراحات تعينك على أن تصبح أكثر ارتباطا وألفة بالمخاطر والمجازفة وعدم الخوف من الإخفاق :
ü جرب أن تطرح سؤال في محاضرة كبيرة .
ü اذهب الى مكان لم تذهب اليه من قبل .
ü جرب رياضه بدنية جديدة .
ü تطوع لتكون مسؤول جمعية أو لجنة خيرية .
ü تذكر أن هناك فرصة لنتيجة سلبية عند قيامك بالمخاطرة .
ü في كل مرة تخاطر فإن هناك آخرين يتأهبون للنقد .
4- الحكم على الأفكار بدلا من توليدها :
يفضل بعض الناس دائما الحكم أو نقد الأفكار أكثر من توليدها , فالحكم المبكر على الأفكار الجديدة سيؤدي الى رفض أفكار كثيرة ؛ بسبب أن الأفكار الجديدة تكون غير مكتملة تماما . فالحكم على الأفكار يكون عندما يكون هناك إجابات كثيرة و متنوعة .
5- الإفتقار الى التحدي والحماس :
لا يمكن لأحد أن يقدم جهده الأفضل مالم يحفز نفسه ويحمسها لذلك , فبعض الناس يتحمس بالمال أو المنصب أو الشهرة ليحقق النجاح . إن وجود القدرة على عمل شيء ما لا يعني بالضرورة إنجاز هذا الشيء , وهذا ما يدعو الباحثين الى اختبار المحفزات لدى الأفراد .
تمثل المسائل والمشاكل التي يتصدى لها المبدعون تحديا كبيرا لهم , والأستجابة المستمرة لهذا التحدي تنمي عند هؤلاء روح الإبداع والإبتكار .
6- العادات :
تمثل العادات استجابات متكررة نمطية وغير إبداعية لعمل شيء ما بالطريقة نفسها وعند الظروف نفسها كالأكل والشرب والخلود الى النوم والاستيقاظ ..الخ , بالإضافة الى ذلك فنحن نملك عادات تفكير نمطية متكررة في النظر الى الأشياء .
7- الوقت :
يتعذر الكثير من الناس بضيق الوقت بالرغم من أن المبدعين منهم قد أسسوا إبداعهم من نفس ساعات اليوم والليلة الأربع والعشرين التي يملكها الناس جميعا على حد سواء .
إن الذي يقطع الأخشاب بمنشاره اليدوي يستطيع أن يقلل من الوقت الذي يمضيه في نشر كومة الأخشاب إذا أمضى جزءا من وقته في سن المنشار . والناس يستطيعون أن ينجزوا أهدافهم ويحققوا طموحاتهم بأقل جهد ممكن إذا سمحوا لقدراتهم الإبداعية أن تأخذ نصيبا من أوقاتهم .
المرجع :
الحيزان،عبدالاله ابراهيم .(٢٠٠٢) لمحات عامة في التفكير الابداعي
(ط١) الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي