في إطار نشاطات اللجنة النسائية للندوة العالمية للشباب الإسلامي ضمن برنامج (نحو جيل قارئ) أقيمت أمسية تفاعلية بعنوان (كيف تجعل طفلك قارئا؟).
وبدأتها الأستاذة أروى الغلاييني الكاتبة والمستشارة في الندوة بلفتة تذكير لما يحدث لإخواننا في فلسطين في غزة وفي العراق ووجوب أن يكون غضبنا فاعلا.
ثم بدأت حديثها بمصاحبة عرض أعدته على الحاسب بوجوب مطابقة الحركة للهدف (ابدأ والمنال في ذهنك)، وضرورة أن نعطي متغيرات العصر حقها من الوعي والإدراك؛ ندرس ونطلع على خصائص النمو لدى الطفل وننتبه للفروق الفردية بين أطفالنا.
ثم أجرت حوارًا مع الحاضرات عن الدوافع والأسباب لشعورنا بأهمية تنمية القراءة عند أطفالنا بعمل تلاقح للأفكار عبر تقسيمهن مجموعات.
وذكرت أن الدراسات توصلت إلى أن الأطفال الأكثر قراءة تفوقوا في الدراسة على أقرانهم.
وتحدثت عن أهم الأمور في كل وقت.
وقالت إنها تنمية عادة القراءة، وتنمية القراءة الناقدة، والعين والعقل الناقدين لديهم؛ إذ أصبحت القراءةُ ضرورة وليست ترفًا أو كماليات.
ثم تحدثت عن العوامل التي تُرغّب الطفل في القراءة، وأهمها:
أن تكون القراءة توظيفية، وأن تكون مشبعة لحاجات الطفل، مناسبة لاهتماماته.
وكل أم تعرف مداخل طفلها؛ فإذا كان اهتمامه بالكرة أو الطُّرَف والفكاهات أو الطبخ أو الزراعة يمكن البدء في اختيار المواد التي نقدمها له للقراءة من المجال الذي يحبه ويهتم به.
وأن نصطحبه إلى المكتبة ليشتري ما يحب وندربه على أن يقرأ ما على علبة الدواء والمرفق بها وما يكتب على الحلوى قبل شرائها.
وتابعت في الطرق المجربة لتنمية القراءة عنده باستخدام سبورة (اكتب وامسح) للترفيه والمتعة عند الطفل في أوقات فراغه مع إخوانه أو أقرانه.
وأكدت أهميةَ استخدامِ الأم أسلوبَ يوسف الصديق -صلى الله عليه وعلى نبينا محمد- لما سأله صاحباه في السجن عن تأويل حلميهما؛ فبدأ الإجابة بدعوتهما إلى التوحيد والإيمان بالله تعالى.
أيضا طريقة التبادل والتواصل معه: تقرئين له يومًا قصة قبل النوم بقراءة تعبيرية فيها تأثير باستعمال الأصوات المعبرة عن الحال، وهذا يشد الأطفال، ويقرأ لك في اليوم التالي على أنه أمك.
وتعليق عبارات في البيت أو كتابتها على المرآة أو في الحاسب كشاشات أو شاشات توقف مثل: (القراءة قيادة)، (الذين يقرءون يقودون العالم)، (الكتاب خير صديق)... إلخ.
في الجزء الثاني الذي قدمته الأستاذة إيمان الخطيب -الأستاذة المحاضرة في جامعة الملك سعود بقسم اللغات والترجمة وكاتبة الأطفال- تحدثت عن الطرق التي نجذبه بها للقراءة لنغنيه عن التلفاز ووسائل اللهو الأخرى.
فحكت أولا عما تسميه (التجربة الكندية)؛ إذ عاشت مدة في كندا، فرأتهم يهتمون ويخططون لقراءة أطفالهم مع وجود نشاطات طبيعية وعلمية وخارجية لهم.
ففي مدارس المرحلة التمهيدية يضعون صندوقا أو سلة في كل فصل فيها قصص أطفال منوعة تناسب أعمارهم، ويأتي الأطفال قبل الدوام في الصباح ليستعير كل منهم قصة ويسجل اسمه واسمها بجانبه، وأي تعليق حر أو ناقد له عليها ليأخذها معه إلى البيت ويعيدها في اليوم التالي ويستعير غيرها.
كما تجتمع المدرسة بالأمهات أو الأهل لتفعيل الموضوع والمناقشة في طرق لاستثماره عند أطفالهن بقراءة القصة للطفل في أثناء حضنه أو جلوسهما جلسة حميمة مرات متعددة في أوقات مختلفة في اليوم تحاول فيها الأم -إذا تولت الموضوع- المرور بإصبعها تحت الكلمات فيربط الطفل بين الكلمة ولفظها، وآخر اليوم تطلب منه أن يقصها هو عليها.
وربما يقترح هو أن يقرأها إذا حفظها، وبهذا يحرص على إعادتها ليلحق قراءة القصص كلها قبل أن تغير المدرسة مجموعة القصص وتجددها.
وتستضيف المدرسة في السنة الأخيرة كاتبا أو كاتبة للأطفال يحدثهم عن الكتابة ويجيب على أسئلتهم واستفساراتهم بعد إعلانها عن الأمر وتشويقهم قبل مدة.
ثم تحدثت عن تجربتها كأم فقالت:
عَرْضُ الحكاية على الطفل أولا يُشوّقه لقراءتها.
ثم إذا تعلم اسم الكاتب فإنه قد يبحث عن قصصه الأخرى.
أيضا أخذهم للمكتبة بنقود محددة وزيارة الجناح الذي يناسب سنه.
وممكن أن أبدأ معه لتقوية قراءته بقراءتي صفحة وقراءته صفحة.
واختيار المواد الممتعة له مهم.
وعدم انتقادنا لذوقه وتوبيخه أو نهره.
ثم تحدثت عن تجربتها ككاتبة؛ فقد نالت دبلوم الكتابة للأطفال من أمريكا، وحصلت على دورات تطويرية في فن الكتابة في كندا، وتعلمت أن الطفل لا يحب الطريقة المباشرة في التوجيه والإرشاد ولا القصة التي تحوي افعل ولا تفعل.
بل إما القصة الخيالية أو الواقعية القريبة من إدراكه وفهمه.
ويجدي ربطهم بشخصيات واقعية جذابة وأمثلة تحسن إيصال بعض الرسائل إليهم.
وقد تعلمت أنه من الضروري لكي يتعلق الطفل بأشخاص القصة أن يحصل نضج للأشخاص مع نهاية القصة.
وكما أن جمال الرسوم والأناقة في الإخراج ضروري لنجاح القصة، فإن وجود مغزى وهدف من القصة ضروري أيضًا.
القراءة وسيلة وليست هدفًا، وهي وحدها لا تربي الحوار عند الطفل، بل يجب تعويده القراءة الناقدة، وهي أن تتذوق الشيء: ميزاته وعيوبه، فإذا قرأنا قصة أسألُه عن رأيه فيها وأستمعُ له وأحاوره فيها وأناقشه في أحداثها ودوافع الأبطال، وما الذي يصلح، وما الصواب برأيه أو الأنفع أو الأجمل بهم، وهذا الحوار بمنزلة التحصين والتطعيم وإعطاء المناعة للطفل أمام التأثيرات الخارجية، وبهذا أرتقي بمستوى العين الداخلية عنده.
وإنشاء الطفل على مناعة داخلية وتكوين الوازع الداخلي ضروري جدًّا.
وختمت الأمسية بحوار من أسئلة الحاضرات ومشاركاتهن.
رابط الموضوع:
http://www.alukah.net/social/0/2826/#ixzz3zzJIzPgp