لاتجاهات الحديثة في تدريس الاجتماعيات ودور المعلم فيها

تشكل الدراسات الاجتماعية ميداناً هاماً من الميادين الأساسية في مناهج التعليم الأساسي ، وهذه المادة لم تكن بمعزل عن حركة تطوير المناهج التي نشئت في نظام التعليم الأساسي بسلطنة عمان .

والدراسات الاجتماعية تسهم إلى حد كبير بما لها من طبيعة اجتماعية وامكانات متعددة في تنمية القدرة على حل المشكلات ، والتفكير العلمي وكذا تنمية شعور الفرد بدوره الاجتماعي وخلق الشخصية الاجتماعية بما تهيؤه من معلومات ومواقف تساعد على إدراك الطالب لحقيقة ما يجري في المجتمع سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً من خلال المواقف التعليمية التي تتيح فرصاً من التعلم أكثر فاعلية من خلال أساليب تربوية مختلفة وخاصة للأساليب التي تتيح الحرية للمعلم والمتعلم ، والمرونة في سير الدراسة ، وباستخدام طرق النشاط الذي ينبعث من المتعلم نفسه . ومن هذه النظرة ظهرت طرائق وأساليب جديدة في التدريس تعمل على تحويل التعلم إلى تقنية عملية .

الاتجاهات العالمية التطبيقية لتدريس مادة الدراسات الاجتماعية

قامت لجنة استراتيجية تطوير التربية في البلاد العربية برصد أهم الاتجاهات العالمية التطبيقية وهي :ـ

1- التحول من العفوية إلى القصدية .

2- التحول من الجزئية والتشتت إلى الشمول والتكامل .

3- الانتقال من التعليم إلى التعلم .

4- الانتقال من المعرفة المفتتة إلى المعرفة المتكاملة .

5- التحول من اللفظية إلى الوظيفية .

6- التحول من الجمود إلى الحيوية .

7- الانتقال من التعليم العادي إلى التعليم المتقن باستخدام تكنولوجيا التربية .

8- إبراز دور التغذية الراجعة باستمرار ، لضبط السلوك ضبطاً محكماً.

تصنيف طرائق تدريس الدراسات الاجتماعية

من ملاحظتنا الميدانية في مدارسنا لطرائق وأساليب تدريس الدراسات الاجتماعية أتضح إنها لا تتمشى مع متغيرات العصر التي قد وجهت العملية التعليمية كلها إلى تقنية عملية تهدف إلى إتقان التعلم وتحسين فاعليته ورفع كفاءته .

الأمر الذي يدفعنا إلى إعادة النظر في تلك الطرائق والأساليب واستخدام ما يتفق مع تلك المتغيرات .

دعونا الآن نبحث سوياً ونصف طرائق الدراسات الاجتماعية :

أولاً : الطرايق العرضية :

تلك التي تبدأ بتقديمك البيانات والمعلومات كمثيرات تعليمية تتطلب استجابة غير ظاهرة من الطلاب في ضوء تلميحات واشارات متزايدة منك وصولاً إلى الأهداف المحددة .

ومن أهم الطرائق العرضية في تدريس الدراسات الاجتماعية :

( 1 ) الطريقة الإلقائية : المعلم فيها ايجابياً والطالب سلبياً ـ وممكن استخدامها بشكل مناسباً ومفيداً إذا مزجت بطرائق أخرى .

أما أهم أساليب تدريس الدراسات الاجتماعية التي تتبع طريقة الإلقاء في :

( أ ) أسلوب المحاضرة :

قائم على عرض كمية كبيرة من المعلومات أو المثيرات خلال الحصة الدراسية ، الطلاب مستمعين أو مشاهدين لمثيرات المحاضرة ودورهم في غالبية المحاضرة سلبياً .

كيف تحسن من استخدام أسلوب المحاضرة في تدريس مادة الدراسات الاجتماعية ؟

1- أوجد فترة راحة قصيرة بعد عرض كل وحدة معلومات معينة .

2- غير المثيرات من فترة إلى أخرى ، كأن تغير من نبرات صوتك أو استخدام وسائل متعددة لعرض المثيرات مما يحسن شروط الاستقبال لدي الطلاب .

3- استخدم من تقنيات التغذية الراجعة .

( ب ) أسلوب العرض القصصي :

حاول أن تتخيل ماهية هذا الأسلوب ؟

هو أسلوب عرض حسي معبر - أقدم به المعلومات والحقائق عن ظاهرة أو حادثة معينة - كأن اروي قصة من قصص الإبطال للإثارة والتشويق والانتباة ، ويمكن استخدام هذا الأسلوب كتمهيد للحصة الدراسية .

كيف تحسن من استخدام هذا الأسلوب ؟

- اربطه بطرائق أخرى سمعية وبصرية تجعل المعلومات أكثر تكاملاً .

- أزيد من التغذية الراجعة أثناء عرض القصة .

- أسترشد بالمجلات المتخصصة والكتب المناسبة لكل عمر .

- أستبعد القصص التي تثير انفعالات غير مقبولة تربوياً كمشاعر الخوف والشعور بالإثم الشديد والتشاؤم ، مع التركيز على العمل المنتج والتفاؤل والتفكير العلمي .

( جـ ) الأسلوب الو صفي :

هو احد الوسائل اللفظية التي تستخدم بغية إيضاح ظاهرة ماء أو حادثة معينة ، أوامر غامض ، لا يقع تحت الحواس ، ويتطلب الوصف الكلامي مثل :

( وصف رحلة سير على خارطة - وصف نواحي عرقية - وصف ثورات اجتماعية )

( د ) أسلوب العروض البصرية والبصرية السمعية :

يستخدم فيه أيها المربي وسائل متعددة كمثيرات بصرية ، وبصرية سمعية كآلات العرض .. جهاز عرض فوق الرأس " البروجيكتر" - السبورة الضوئية - السينما الصور الثابتة والمتحركة - التلفاز - أشرطة الفيديو - الأفلام الثابتة والمتحركة .

تدريب :

س1 : حاول أن تضع بلغتك تعريفاً مبسطاً لكل أسلوب من الأساليب التي تتبع طريقة الإلقاء .

س2 : ما هو الأسلوب الذي يتمشى مع طلاب المرحلة الابتدائية ؟

س3 : ما مقترحاتك لتحسين طريقة الإلقاء ؟ .

س4 : علل :

استخدام المعلمين بسلطنة عمان الطريقة الإلقائية في تدريسهم الدراسات الاجتماعية .

ثـانياً : طرائق التفاعل والمناقشة :

وهي تقترب من الطرائق العرضية إذا اقتصرت على نشاط المعلّم في أغلب الأحيان في حين تقترب من الطرائق الكشفية إذا ركّز فيها المعلم على تشاط المتعلم . ومن أبرز هذه الطرائق :

1) طريقة المناقشة :

يقصد بها المحادثة التي تدور بين المعلم والطلاب في موقف تعليمي تعلمي .

وتعتمد على الحوار والجدل بطرح سؤال ثم جواب .

وأهم أساليب تدريس تتبع هذه الطريقة هو :

الأسلوب الحواري الجدلي الذي ابتدعه المعلم الأول أرسطو ، ويستخدم فيها أسئلة التفكير المبدع من خلال - عصف الدماغ - عصف الذهن وعلى المعلم أن يتدرج في الحوار للكشف عن المعلومات واستخراجها عن طريق السؤال والجواب .

ولكي يؤتى هذا الأسلوب ثماره فلا بد من :

أ) صياغة السؤال المطروح تكون بسيطة ومحدودة وواضحة بحيث لا تحتاج لتأويل .

ب) أن يحتوي السؤال على فكرة واحدة .

جـ) الأسئلة المطروحة تكون من خلفيات الطالب التي تعلمها في السابق .

د) يستخدم المعلم أسئلة التفكير المتمايز التي تقوم على استجابة الطلاب استجابات متنوعة لمشكلة أو موضوع معين ولا يكون لها حل واحد صحيح بل إجابات متعددة معظمها صحيح .

إليك مثال للتوضيح :-

- ماذا يحدث لوجفت الافلاج في سلطنة عمان ؟

- ماذا تتوقع لو اكتشف الذهب بكميات تجارية في عمان ؟

هـ)يستخدم المعلم أسئلة فرعية ذات علاقة بأسئلة التفكير المتمايز ، لإتاحة الفرصة لرؤية السؤال المتمايز من جوانب متعددة 0

و) يستخدم المعلم أسئلة التفكير المبدع من خلال عصف الذهن

إليك مثال للتوضيح :-

- كيف تسقط مطراً صناعياً ؟ ثم تبدأ سؤال آخر .

- كم يكلف اقتصادياً ؟

- ما هو تأثيره على النبات ؟

- ما المواد العلمية لسقوطه؟ وهكذا

ز) يستخدم المعلم أسئلة التفكير الناقد وإصدار الأحكام .

إليك مثال للتوضيح :-

- اسأل لو كنت مكان خالد بن الوليد قائداً في معركة اليرموك . هل تختار نفس المكان " الموقع " ؟

- ما مميزات الموقع بالنسبة للمسلمين ؟

- انقد مسلسل الأطفال باباي من حيث المضمون ؟

2) الطريقة الاستنتاجية : -

عبارة عن عملية عقلية ينتقل بها العقل اثنا عملية التفكير من التعميمات والقواعد العامة إلى الوقائع والأحداث الجزئية المفردة- اى ينتقل فيهما المعلم من الكل إلى الجزء ومن العام إلى الخاص .

3) الطريقة الاستقرائية :

عبارة عن عملية عقلية ينتقل بها العقل أثناء عملية التفكير من البيانات والحالات الفردية إلى القوانين والقواعد العامة التي تنظم تلك الحالات .

4) الطريقة الاستدلالية :

تقع تلك الطريقة بين الطريقة الاستنتاجية والطريقة الاستقرائية حيث إن هناك استدلالاً استنتاجياً واستدلالاً استقرائياً .

إليك مثالاً لكل منهما للتوضيح :

- استدلال استنتاجي ( من العام إلى الخاص - من الكل إلى الجزء )

- كل إنسان فان .

- كل معلم إنسان .

- إذن كل معلم فان .

- استدلال استقرائي : من الخاص إلى العام - من الجزء إلى الكل) .

- كل معلم إنسان .

- كل إنسان فان .

- إذن كل معلم فان .

ثالثاً : الطرائق الكشفية العملية :

تتضمن هذه الطرائق في الدراسات الاجتماعية جميع وسائل الكشف والبحث والتنقيب .

ومن أبرز الصور التطبيقية لتلك الطرائق :ـ

1- طريقة المشروع :

فالمشروع هو نشاط هادف ، تصاحبه حماسة نابعة من الفرد ويجري في محيط اجتماعي وهو من أكثر الصور التطبيقية انتشاراً لمنهاج النشاط الذي يقوم على الاهتمام بميول الطلاب ونشاطهم في المرتبة الأولى ، ثم وضع المعلومات والحقائق في المرتبة الثانية.

والغرض من استخدام طريقة المشروع في تدريس الدراسات الاجتماعية . إتاحة الفرص أمام الطلاب ليمارسو أكبر قدر من النشاط الهادف الذي يتيح بخبرات تربوية مربية ، يكتسبون من خلالها معلومات نافعة و اتجاهات مرغوب فيها في جو اجتماعي تسوده المحبة بين أفراد المشروع في الصف الواحد .

وأهم خطواتها :

أ) اختيار المشروع : يتم عادة عن طريق الحوار الديمقراطي والمشاركة النشطة بين الطلاب والمعلم - بحيث يقوم المعلم بدور القائد والمرشد والهادي والموجه لاتحة الفرص الكافية لاقتراح بعض نشاطات المشروع - ثم إجراء حوار ومناقشة مستفيضة لأهمية المشروع بحيث يكون مسايراً لميول الطلاب واهتماماتهم ومشبعاً لحاجاتهم في وقتٍ واحد كي لا يضعف حماسهم ونشاطهم .

شروط يجب توافرها في المشروع الذي يقوم الطلاب باختياره :

- يكون غنباً بالخبرات التربوية المربية المتنوعة .

- مترابطاً مع المشروع السابق وللاحق .

-أن يراعى امكانات الطلاب والمدرسة والبيئة المحلية .

ب) وضع خطة لتنفيذ المشروع :

توزع الأدوار على الطلاب حسب ميولهم واهتماماتهم وكذلك الأنشطة اللازمة .

جـ) تنفيذ خطوات المشروع :

كل طالب يقوم بدورة والمعلم يقدم النصح والإرشاد لمن يطلبه .

د) تقويم المشروع :

يقوم بتقويمه الطلاب والمعلم بمناقشة ماتم عملة والحكم علية وفقاً للنتائج التي توصلوا إليها .

هـ) كتابة تقرير المشروع :

يتم بمشاركة الطلاب تقرير شامل عن المشروع يتضمن النقاط التالية :

- مدى بلوغ الأهداف ، واهم الصعوبات التي صادفت المشروع.

- التعديلات التي طرأت على الخطة سلسلة النشاطات للمشروع .

- المدة الزمنية التي استغرقها تنفيذه الاقتراحات اللازمة والضرورية لعملية تطوير المشروع .

2) طريقة حل المشكلات :

تعتبر من أكثر الطرائق ملائمة في تدريس الدراسات الاجتماعية و المشكلة عبارة عن موقف يتحدى تفكير الإنسان ويتطلب منه حلاً ويمكن اعتبارها أسلوبا تنظيم المنهج بالاظافة إلى إنها طريقة للتدريس .

ما هي عناصر المشكلة :

أ- موقف يتصف بالصعوبة ويتطلب تفكيراً للوصول إلى حل .

ب- هدف يتطلب الوصول إلية بعد الحل .

جـ- رغبة من جانب الفرد للعمل من أجل الوصول إلى الحل .

مثال للتوضيح :

دراسة موضوع مثل :

كفاح العمانيين ضد الاستعمار البرتغالي .

فينظم بطريقة حل المشكلات على النحو التالي :

س: ما الأسباب التي دفعت الاستعمار البرتغالي إلى عمان ؟

س: ما الظروف التي تعرضت لها عمان وأدت إلى احتلال البرتغال لها عام 1507م ؟

س: ما السياسة التي اتبعها الاستعمار البرتغالي في عمان ؟

س: ما دور الشعب العماني في مقاومة الاستعمار البرتغالي ؟

س:كيف تحقق لعمان الاستقلال والحرية من الاستعمار البرتغالي ؟

ومن مزايا طريقة حل المشكلات في التدريس :

أ- تتفق هذه الطريقة مع واقع الحياة الاجتماعية للطالب لأنها تربطهم بالمجتمع والبيئة المحلية وتزودهم بالخبرات اللازمة لمواجهة المشاكل المختلفة .

ب-تشجع الطلاب على البحث والدراسة وتنمي ميولهم وهواياتهم .

جـ- تدفع الطلاب إلى إتباع خطوات التفكير العلمي مما يحقق لهم المهارات المختلفة .

د- تشجع الطلاب على القيام بدراسات وأبحاث جديدة كما تدفعهم إلى تتبع الأحداث الجارية .

أ ما الانتقادات التي توجه إلى طريقة المشكلات :

أ- قد تكون غير مناسبة لقدرات الطلاب ومستوى إدراكهم .

ب- يعتقد بعض الباحثين أنها لا تساعد على تحقيق الترابط والتكامل بين الدراسات الاجتماعية كما يفقد التاريخ عنصر الاستمرار والتسلسل .

جـ- استخدامها قد يدفع الطلاب إلى اختيار مشكلات قليلة القيمة ، لا تحقق الغرض من دراستها ، أو قد تكون فوق مستوى تفكيرهم ، مما يجعل دراستها صعبة ، فيقل نشاطهم وبالتالي يصبح الهدف من الدراسة عديم القيمة .

د- هناك بعض المشكلات التي قد ترجع إلى المعلم من حيث مقدرته على اختيار المشكلات وتوجيه الطلاب إلى دراستها وقد لا يتوافر لدراسة المشكلة المراجع والكتب الرئيسة مما يصعب الوصول إلى حل لها