يرسب كثير من الطلاب في الجامعة والمدرسة الثانوية، لا لنقص ذكائهم أو قدراتهم العملية، وإنما لأنهم لا يعرفون كيف يستعدون للامتحان . إنهم بحاجة ماسة إلى المذاكرة الفعالة كي ينجحوا، ولإتقان المادة، واختصار وقت المذاكرة. والمتفوقون من الطلبة يذاكرون مذاكرة فعالة، وعلى الرغم من أنهم يحققون نتائج باهرة في امتحاناتهم إلا أن طرق مذاكرة بعضهم أفضل من طرق مذاكرة البعض الآخر.
ومع اقتراب موعد أي امتحان، يشعر بعض الطلبة بالقلق والخوف، الأمر الذي يؤدي إلى تشتيت الذهن وفقدان الثقة في النفس لبناء الثقة في النفس، والتأكد من القدرة على اجتياز الامتحان بتفوق.
يجب أن تمر المذاكرة المثالية بالمراحل التالية:
القراءة الإجمالية
ابدأ المذاكرة بقراءة الدرس قراءة عامة وسريعة للإلمام بموضوع الدرس ومحتوياته.
الفهم والاستيعاب
قسّم الدرس إلى وحدات، وضَع عناوين رئيسية بكل وحدة. وإذا كانت الوحدات كبيرة عاود تقسيمها إلى فقرات أصغر باستخدام عناوين فرعية. الآن اقرأ الدرس لتفهم محتواه وتتعرف على النقاط الرئيسية فيه. وسوف يساعدك التقسيم الذي قمت به على الربط بين أجزاء الدرس المختلفة.
الحفظ
الكثير من المعلومات الدراسية يجب حفظها، مثل التواريخ وأسماء الشخصيات التاريخية، والمواقع الجغرافية، والقوانين الرياضية، والمعادلات الكيميائية، وغيرها كثير. لذلك يجب الاهتمام البالغ بالحفظ في هذه المرحلة من المذاكرة، خصوصًا وأن أغلب أسئلة الامتحان تدور حول تلك المعلومات المحفوظة.
التسميع
التسميع هو الوسيلة التي تؤكد لك فوراً مدى قدرتك على تذكرة المادة. وهو الوسيلة التي تعرفك بأخطاء التذكر، وبإعادة التعلم المطلوبة منك، والتسميع يفيدك بأن يشدك إلى المادة، ويركز انتباهك عليها، ويمنعك من السرحان والاسترسال في أحلام اليقظة، كما يساعدك على إتقان المواد الصعبة، وعلى إنفاق الوقت بحكمة.
إن التسميع أهم خطوة في المذاكرة الفعالة، ومع ذلك يهمله كثير من الطلاب وهم على الأغلب من الطلاب المقصرين، وهؤلاء يهملون التسميع لأنه يتطلب جهداً ويفجعهم بإنجازاتهم الوهمية إذ أنه يكشف لهم أنهم لم يتعلموا شيئاً، ولا يتذكرون إلا أقل القليل.
إن الطريقة الوحيدة للتأكد من أنك تستطيع الآن تتذكر ما قرأته هي التسميع، اختبر نفسك كلما رأيت ذلك مناسباً. إن التسميع تقييم للجهود التي تبذلها في سبيل السيطرة على ما تقرأ. ويكون التسميع للمعنى وليس للمبنى. وهو إجابة الطالب بكلماته وليس بكلمات المؤلف أما إذا كان هناك قواعد وقوانين ومعادلات وتعاريف فاحفظها بنصها، إذ أنك لن تجد أنسب من كلماتها لتعبر عما بها من أفكار رئيسة.
ويكون التسميع بإحدى طريقتين:
الأولى :
تكون بإشاحة النظر على الفقرة، أو بقلب الكتاب، ثم تسميع محتوى الفقرة، ومقارنة ما سمعته بما جاء في الكتاب لتعرف أخطاءك.
الثانية:
تتم بإزاحة الكتاب جانباً، ثم تلخيص الفقرة على ورقة، وذلك بكتابة النقط الهامة التي جاءت فيها، وعندما تفرغ من ذلك قارن ما كتبته بمحتوى الفقرة، فإذا وجدت أنك نسيت بعض النقاط ضع إشارات عليها لتعيد استظهارها أو قراءتها، ثم تسميعها من جديد، وعندما تحفظ الفقرة انتقل إلى الفقرة التالية. ويستحسن أن تسمع فقرة فقرة، ثم أن تعود فتجمع هذه الفقرات في كل متكامل، أو في وحدات ذات معنى تام، وأن تسمعها دفعة واحدة.
المراجعة:
عندما تتعلم شيئاً جديداً ولا تعيد مطالعته فإنك ستنسى الكثر منه بعد سويعات وما دام مصيرك متوقفاً على ما تتذكره فعليك باتباع القواعد التالية لتتذكر ما قرأت:
1. أفضل وقت للمراجعة هو بعد الدراسة مباشرة وكذلك قبل الامتحان.
2. يفضل أن يكون هناك مراجعتان بين المراجعة الأولى والأخيرة. سمِّع بعد المراجعة الثانية لتقف على أخطائك وتصحيحها، وكرس المراجعة الثالثة لتثبت التعلم، أما المراجعة الرابعة أو الأخيرة فهي لاكتشاف النسيان الحاصل أو الخلل في التذكر ثم إصلاحه.
3. يجب ألا تكون المراجعة الأخيرة قبل الامتحان بدقائق أو في الساعات الأخيرة. إن مراجعة كهذه ترهقك وتوتر أعصابك ولا تفيدك كما لو كانت قبل ذلك.
التدرب على الامتحان
أكثر الطلبة لا يعطي أهمية لهذه المرحلة المهمة من مراحل المذاكرة المثالية. وكثيراً ما يتوقف طالب في لجنة الامتحان أمام سؤال ما، ويردد: ما المقصود بالسؤال، وكيف تكون الإجابة ؟! مع العلم أنه قرأ موضوع السؤال من قبل وفهمه جيداً. لذلك لا بد من التدريب العملي على الإجابة على أسئلة الامتحانات كتابة، وفي ظروف مشابهة لظروف الامتحان، مع الالتزام بنفس التوقيت.
ويمكن تقديم الإجابة إلى مدرس المادة أو إلى أحد الوالدين لتقييمها. وهذا النوع من التدريب يعتبر تسميعاً تحريرياً. وفائدته عظيمة في كشف مواطن الضعف قبل خوض تجربة الامتحان فعلياً.
هذه الطريقة في المذاكرة قد تحتاج منك إلى وقت أطول وإلى جهد أكبر، خصوصاً في بداية تطبيقها. ولكن مع مرور الوقت سوف تصبح سهلة التطبيق، وسوف تجعل المذاكرة متعة ذهنية. لأن رصيدك من المعلومات التي تستطيع تذكرها سوف يزيد بدرجة تدهشك. وهذا من شأنه أن يزيد ثقتك بنفسك، وكذلك يزيد فرصتك في النجاح وإحراز التفوق إن شاء الله.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي