" قصة فارس وجيلان بث مباشر !!! "
للكاتب المبدع محي الدين محمود حافظ
"من الحب ماقتل" مقولة معروفة تجسدت في هذه القصة التراجيدية التي رسمها لنا الكاتب بكل احترافية ببراعة الساحر في جلب انتباه المتفرج في عرضه المسرحي
هنا تكمن قوة الراوي حيث تفنن في اثارة مشاعرنا و تعاطف مع هذا العاشق المنتحر في سبيل ان يحافظ على هذه المشاعر العذرية التي نمت بين اضلعه لسنوات و الوفاء للمحب و خوف عليه حتى اخر لحظات عمره التي وضع لها حد عندما انقطع دابر الأمل داخله.. لم يكن أنانيا في حبه لمحبوبته فضل ان تكمل حياتها حتى وان كانت ستكون لغيره ...
طفل يتيم عاش في كنف عمته الحنون ..يكبر ليصبح شابا في مقتبل العمر خلوق يجتهد لنجاح انه فارس حقق ذلك بعزيمته ومثابرته رغم ظروفه
يصادف في هذه الرحلة فتاة احلامه جيلان يحبها في صمت ويكتفي بصداقتها الى ان يقرر مصارحتها ينصدم انه يوم
"وأد هذا الحب "
انها صاعقة ستتزوج غيره... و نبرة اللوم والعتاب تظهر في صوتها المتحسر لما تاخرت في الافصاح ؟! .. تسبقها دمعة حرقة لما هذا اعتراف المتاخر.. ؟! بعد فوات الاوان لتنهي الحديث بكلمات تسقط على مسامعه كصاعقة ستبقى أخي... صديقي... يالموهوب !
قمة الألم والحزن و الأسى عاشه هذا شاب لم يتحمل الفكرة .. كانت تعني له الكثير الامان الاحتواء ، الدفء الراحة ، الأمل، الاستقرار ، المستقبل ... بالنسبة له أميرة توجها على قلبه . ملكها حصونه لكن تاخر كثيرا ...
واختار عبر بث مباشر اخير يهيء نفسه معترفا للعالم كله أنه سيموت لانه لم يتحمل أن يستمر من دونها حاول أن يوصل رسالة لكل محب
حينما تجد نصفك الثاني في الحياة لا تترد تقدم وصارح و ظفر بمن تحب .. فالحياة لن تنتظرك لوقت ان تقرر قد تتغير ظروف فقد تصادفك معوقات .. تشجع دام لك نية صادقة نحو طرفك الثاني
نعم انه بث مباشر اخير يسدل ستار لقصته المأساوية ليعلم الشرطة وعمته و يطلب ابعاد الاطفال .. استطاع الكاتب أن ينقل لنا المشهد باستعمال عبارات جلوسه على كرسي أسلاك كهرباء الابتوب حوله هذه أسلاك ... الادلاء بتوقيت دقيقة .. حالة خوف تتملك قارئ طلبه اخير لا تهكم او تنمر من القرار الذي اتخذه لانه يخصه وانه لم ياذي احدا في حياته .. و يبرهن انه شاب خلوق عاش ويموت يحترم الناس بكلمات احترام ..اعتذار.. مسامحة .. و اعترف في أخير أنه لم يفقد ايمانه بقوة الحب عد تنازلي وينقطع الاتصال انتهت حكاية فارس و عاش حبه لأميرته جيلان ...
الكاتب تناول قضية اجتماعية مستفحلة في المجتمعات انها ظاهرة الانتحار ولو اختلفت أسبابها و دوافعها وهنا كان دافع الشاب الحب العذري الذي عرفناه من خلال قصص مشهورة لكل من قيس و ليلى و روميو وجوليات ... مستعملا أسلوب سلس و سرد مشوق كما عودنا دائما طريقة مميزة في شرح الأحداث و التعريف بشخصيات فارس و جيلان بطلا القصة و محورها
قصة مؤثرة تحمل الكثير من المشاعر السامية .. والمواقف .
دمت بهذا الرقي و التميز والتفرد في معالجة قضايا واقعية بمجتمعنا و علاقاتنا الانسانية
تحياتي وتقديري استاذنا الفاصل محي الدين محمود حافظ
بقلم زهيرة بن عبد المومن الجزائر
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي