الأسرة الصغيرة ظاهرة أفرزتها متطلبات الحياة الحديثة
مي العانـي
الخميس 28/8/2008
أدى التطور الاجتماعي وزيادة ضغوطات الحياة الى تغيير الكثير من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في المجتمع ومن تلك العادات إنجاب عدد كبير من الأولاد باعتبارهم عزوةوسند إذ أصبح الأزواج الجدد
يفكرون مرارا وتكرار قبل الإقدام على خطوة الإنجاب وهذا ما تؤكده دراسات إحصائية وتوجيهات تربوية اجتماعية وذلك لاعتبارات كثيرة منها ان الزوج والزوجة موظفان لا يملكان الكثير من الوقت لتوزيعه على أكثر من طفلين وإن جيل اليوم ليس جيلاً سهلا فهو جيل في حاجة إلى العناية والاهتمام الزائد وخصوصاً وسط هذا الانفتاح الذي نشهده .
وكل ما تحلم به الأسرة الإدارة في تلقيهم أفضل تعليم وتأمين لهم أفضل حياة وهذا ما يجعل أن تقسيم ما يستطاع منحه لإثنين أفضل من ثلاثة أو أربعة سواء من الناحية المادية او العاطفية وهذا لم يعد هدف الآباء ان ينجبو الاولاد فحسب بل كذلك ان يقوموا بتأمين حياة أفضل لهم سواء من الناحية الاجتماعية أو الثقافية أو التعليمية أو الاقتصادية حيث ان هناك تحولات تحدث على الثقافة المجتمعية الكلية وان كانت بطيئة منها الاهتمام بالنوعية وليست الكمية في سائر مجالات الحياة ( باتت الاسرة الحديثة تتجه كذلك للاهتمام بالنوعية وذلك عن طريق تقليص عدد الابناء ) واوضح ان هذا لايعني ابدا قلة في العواطف عند الأبوين بل زيادة فيها الاانها تحولت الى عواطف عصرية اصبحت الاسرة تخطط تخطيطاً عقلانياً للمستقبل وانه لم يعد اجاب الابناء دلالة على المكانة الاجتماعية وعلى الغزوة كما لم يعد نزعة قبلية إضافة إلى تراجع مفهوم على (البركة والرزق معهم) قد تغيرت المعاني المرتبطة بإنجاب الأولاد واصبحت مرتبطة بالتخطيط العقلاني حيث ان انجاب الاطفال اصبح في هذا العصر المتسم بالخصخصه والعولمة والتنافس أمر مخيفاً وصعب لما يترتب عليه من اعباء ثقيلة مادية ومعنويةتوضع على كاهل الأبوين بسبب ارتفاع مستوى المعيشة مبيناً ان الدولة الحديثة لم تعد دولة رفاهية فحتى الخدمات الأساسية اصبحت الآن بمقابل وهذا يؤثر كثيراً على عملة التخطيط للمستقبل وعلى التحكم وضبط عدد الابناء هوان المرأة لم تعد تنظر إلى نفسها كآلة تفريخ بل أصبحت تهتم بالعمل والتعليم واصبح لديها طموحها واحلامها الخاصة .
وحلل الخبراء تلك المعطيات ليخرجوا بالنتيجة القائلة أن عوامل انخفاض نسبتها الانجاب و ارتفاع نسبة الطلاق جعلت حجم الأسرة صغيرا