freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19334 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: ساركوزي.. ديك فرنسا "ايعوعش" من على خيمة القذافي الأربعاء مارس 23, 2011 10:35 am | |
| دافعت باريس بشكل مستميت عن إدارتها للعملية العسكرية الجارية ضد ليبيا، ردا على انتقادات قوية لدول الحلف الأطلسي المجتمعة أول أمس في بروكسيل، لهيمنة فرنسا على تسيير العملية، والتي ذهبت إلى حد التهديد بوقف مشاركتها في العملية، لأنها تدرك أن قيادتها الفعلية للحلف العسكري الدولي مكسب كبير، يأتي بعد قرارات كبيرة وصفت بالخطيرة اتخذتها باريس بشأن الأزمة الليبية، وتحركات دبلوماسية في مجلس الأمن، وأيضا تكرم واشنطن بتفويض فرنسا وبريطانيا في هذه المهمة العسكرية الدولية الجديدة، التي اعتبرتها أصغر من أن تتدخل أمريكا العظمى، حيث وجد ساركوزي نفسه وهو يعلن للعالم عن بداية العملية العسكرية.
* موقف الرئيس الفرنسي يكرس مفارقة غريبة في إستراتيجية ومنظور باريس للعلاقات الدولية، فكما يذكرنا بمواقف الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، المتهورة والمهددة للأمن والاستقرار العالميين، ولسيادة الدول، فانه يناقض تماما رؤية باريس التقليدية في مثل هذه الأزمات، والتي عبر عنها الرئيس السابق، جاك شيراك، بقوة خلال أزمة العراق، صانعا قناعة فرنسية متميزة في العلاقات الدولية، كسبت الكثير من التأييد والتقدير. * تعامل ساركوزي، مع تطورات الأحداث في ليبيا، والذي أخذ شكلا استباقيا، عندما استقبل ممثلي الثوار وإعلان اعتراف باريس به كممثل شرعي ووحيد لليبيا، وذهب إلى حد الإعلان أيضا عن تعيين سفير في طرابلس، وذلك في سابقة دبلوماسية فرنسية وأوروبية، لن تخلو من التهور والمغامرة، والذي يحمل بصمة شخصية أكثر منه قرارا مؤسساتيا، ويشبه إلى حد بعيد دور الأرنب، يسعى إلى التظاهر والبروز كشخصية كارزماتية وجادة في الساحة الفرنسية الداخلية وأبعادها الخارجية، من شأنها ملء الفراغ الرهيب الذي تركه شيراك وقبله ميتران في أروقة قصر الإليزيه، خاصة وأن فرنسا مقبلة على انتخابات رئاسية في 2012 ، وسط تكهنات تتقاطع كلها في تراجع شعبية ساركوزي وتضاؤل حظوظه، لعب فيها الظهور الباهت لساركوزي فور مجيئه إلى الرئاسة، وارتباطه بأمور تافهة وطريفة استصغرته في أعين الرأي العام الفرنسي والدولي، الدور الكبير. * كما أن الموقف يعتبر محاولة واضحة لاستدراك فشل تعامل الأليزي مع تطورات الأحداث في تونس، ومن ثمة التفريط في بعد استراتيجي مجاور محسوب كمنطقة نفوذ فرنسية تقليدية، والذي انتهى بإسقاط وزيرة الخارجية، وتوسيع نطاق التواجد الفرنسي في شمال أفريقيا، وخاصة منطقة الساحل، وذلك بعد تثبيت أقدامها في كل من موريتانيا، النيجر، ومالي، وقبلها التشاد، حيث تبدو الجزائر الرافضة للتدخل الأجنبي في المنطقة مطوقة بالاستخبارات الفرنسية، الأرضية والجوية. * ولعل أهم ما في الأمر، هو إعطاء باريس مكانة في البحر المتوسط بعد فشل مشروع الإتحاد المتوسطي، والتحضير لتحولها إلى دركي غرب المتوسط، وخاصة الضفة الجنوبية، بينما تمارس إسرائيل نفس الدول في الجهة الشرقية، وما يؤكد ذلك هو اتخاذ موقف قوي مسبق بشأن الوضع في ليبيا، من خلال إلغاء معمر القذافي ونظامه من الخارطة السياسية في ليبيا بشكل انفرادي، وبعيدا عن إجماع أممي، وهي القناعة التي ترجمتها فرنسا بخرق مضمون قرار مجلس الأمن القاضي بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا لمنع القذافي من استعمال الطيران الحربي، وحماية المدنيين، من خلال توسيع الضربات العسكرية وتركيزها على محيط تواجد معمر القذافي، وتدمير كل قواته المتحركة والثابتة تمهيدا لسيطرة الثوار وزحفهم على طرابلس، ومن ثمة الاستحواذ على السلطة. * كما لا تخلو خرجة باريس، التي فاجأت الرأي العام الإقليمي، من أبعاد اقتصادية لا تعد ولاتحصى، يدركها الجميع، ولا تتعلق بالنفط وباقي الثروات، بل تمتد إلى إبراز قوة السلاح الفرنسي ونوعيته، والكفاءات العسكرية الفرنسية. * والمهم في هذا كله، وفيما لم مذكره، هو أن ساركوزي يريد أن يكون ديك فرنسا، ويترقب بشغف كبير أن يصيح من على خيمة القذافي، ليقول للرأي العام الفرنسي الإقليمي لا تستصغرونني، إنني هنا.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|