ظاهرة الادمان على المخذرات من اصعب الظواهر التي تعرض علينا كمختصين نفسانيين لأن علاجها يتطلب تدخل جميع الاطراف من اطباء واطباء الامراض العقلية ومختصيين نفسانيين بالتنسيق الدائم مع الاسرة والاهم من كل هذا رغبة المدمن في العلاج تكون رغبة ذاتية ولا يكون مرغما عليها..... والشيئ الذي جعل علاج المدمن من اصعب العلاجات النفسية، هي الاثار السلبية والخطيرة الناتجة عن هذا السم والتبعية الدائمة له واللذان يؤديان بصاحبه الى الانتحار البطيئ
....ومن خلال هذا الموضوع اوجه ندائي لابنائنا بالحذر ثم الحذر والتجنب الكلى لرفقاء السوء المؤديين الى التهلكة الحتمية........ لاني وحسب تجربتي مع هذه الفئة والله هي فئة تثير الشفقة بل هي في بئر عميق ومظلم وتنتظر بصيص الامل للنجاة وكذلك هم يعتبرون انفسهم كالقطن الناعم العالق في اشواك ويريدون الخلاص من هذه الحالة وهذا الوصف قاله لي احد المدمنين اثناء فترة علاجي له.......ولكم ان تتخيلو كيف يكون خلاص القطن من الأشكوك...... وسأكمل طرح بقية موضوع دراسة نفسية لظاهرة الادمان واتمنى الاستفادة للجميع
وتجدر الإشارة إلى أن متعاطي المخدرات ليسو كلهم سواء ، حيث يميل بعض الباحثين إلى توزيعهم في أربع زمر رئيسية هي :
1- المتعاطي المجرب 3- المتعاطي المنتظم
2- المتعاطي العرضي 4- المتعاطي القهري
وهذا شرح لكل زمرة منها :
1-المتعـاطي المجربهذا إنسان دفعه الفضول إلى تجربة عقار مخدر فتعاطاه مرة واحدة لإشباع فضوله ، ولمعرفة هذا المجهول الخطير ، وهذه الفئة لا تكرر التعاطي عادة ، لذلك لا علاقة بين هذا النوع وبين الإدمان .
2-المتعاطي العرضي :
هذه الفئة تمثل جماعة من الناس تقدم على تعاطي بعض المخدرات إذا توفرت لهم دون عناء ، أو مجانا ، وعادة ما تتم العملية بشكل عفوي ودون تخطيط وذلك مع مجموعة من الأصدقاء كتعاطي الكحول بين الحين والآخر مجاراة للعلاقات الاجتماعية السائدة ، أو تدخين بعض اللفافات في مناسبات معينة دون شرائها وغير ذلك ، وهذه الفئة تمثل مجموعة المتعاطين المعرضين للانزلاق في الإدمان ، لكن أفرادها لازالوا خارج نطاق الإدمان .
3-المتعاطي المنتظم :
وهو الإنسان الذي يتعاطى المخدرات في فترات منتظمة سواء كان تكرار ذلك متقاربا أو متباعدا ، ويشعر المتعاطي هنا بالتعاسة والتوتر إذا لم يتوفر له المخدر ، ويبذل بعض الجهد للحصول عليه ، وهذا النوع من المتعاطين يمثل المدمنين الحقيقيين .
4-المتعاطي القهري :
يتميز عن المتعاطي المنتظم بـأن المدمن هنا يتعاطى المخدر بفترات متقاربة جدا ويسيطر المخدر على حياته سيطرة تامة بحيث يصبح الشيء الأهم بالنسبة له ، فيصرف معظم أو كل وقته وتفكيره وطاقته وإرادته في سبيل الحصول على المخدر ، لذلك فإن الإدمان يعتبر ظاهرة مرضية بالنسبة للنوعين 3-4 أما النوعان الأول والثاني فهما فئة تخرج عن نطاق الإدمان المرضى.
أسباب الإدمان : إن الإدمان كما اتضح علميا ظاهرة معقدة متعددة الأسباب ، فالإدمان يعتمد على ثلاث عوامل أساسية وهي شخصية المدمن، نوع العقار، وكذلك طريقة استعماله لهذا العقار
ويقول بعض الباحثين إن كيان الإنسان النفسي الخاص يلعب دورا رئيسيا في احتمال أن يكون الشخص مدمنا أم لا ، وبتعبير آخر، إن المدمن هو إنسان لديه استعداد نفسي لكي يكون مدمنا ، ومعظم الذين يقعون في دائرة الإدمان هم بالدرجة الأولى الأفراد الذين لم يتمكنوا من التوافق مع حالتهم ، والذين يخفون اضطرابات نفسية عميقة ، قد تعود إلى طفولتهم الأولى وأساليب التربية المعتمدة في مرحلة الطفولة ، إضافة إلى الاضطرابات العائلية بين الزوجين وتأثيرها على النحو النفسي والانفعالي سواء في مرحلة الطفولة أو في مرحلة المراهقة أو مرحلة الرشد فيما بعد
ويمكن أن أوضح أهمية العلاقات القائمة بين الطفل وأمه في طفولته الأولى ، إذ أن الأم تعتبر مصدر الحماية بالنسبة للطفل ، وهي التي تؤمن له الحاجات البيولوجية والنفسية وبالتالي تؤمن له الاستقرار النفسي والنمو المتكامل ، وفي غياب هذه العلاقة الإيجابية توجد علاقة من نوع معاكس وهي التي تكون مسؤولة بدرجة أو بأخرى عن كل إحساس بالدونية والنقص وعدم الثقة ، وتكون السبب في الكثير من الانحرافات السلوكية والأمراض النفسية والعقلية .
في حين يرى باحثون آخرون أن الإدمان يعود إلى أسباب ومواقف اجتماعية وحياتية بحتة ، ولكن السؤال المطروح لماذا يستمر البعض في تعاطي المخدرات ؟ في حين يتوقف البعض الآخر عن الاستمرار في ذلك
يقول الخبراء في جوابهم على السؤال : إن الأمر الطبيعي هو استمرار الإنسان في تعاطي المخدر، بالإضافة إلى توفر العوامل المساعدة التي تساعد على الاستمرار ، أما التوقف فهم يرجعونه إلى شخصية المتعاطي وثقافته وخلفيته الاجتماعية ، وخاصة إلى الضبط الاجتماعي القوي الذي يكون له دور فعال عند بدء تعاطي المخدر ، وقبل استفحال العادة وانقلابها إلى الإدمان .
وعلى العموم ، فإن العوامل المساعدة على حدوث الإدمان عديدة جدا ، يمكن أن نقسمها إلى ثلاث مجموعات رئيسية وذلك لتبسيط دراستها وهي :
أ. العوامل المساعدة التي تتعلق بالعقار المستعمل .
ب. العوامل المساعدة التي تتعلق بشخصية المدمن نفسه .
ج. العوامل المساعدة التي تتعلق ببيئة المدمن الاجتماعية
و عن أسباب الإدمان أكد التقرير أنها متنوعة ووفقاً لظروف كل مريض منها :
* المعاملة القاسية داخل المنزل .
* التجارب المريرة التى مر بها المريض .
* سيطرة بعض الأصدقاء على المريض أو أصدقاء السوء .
* اللجوء للمخدرات على أساس أنها دواء .
* الهروب من المشاكل كحل مؤقت حتى الإدمان .
* الشعور بإحساس النضج الكامل عند المريض و ميله للتجربة المنفردة .
علامات الإدمان على المخدرات وتنبيهات لأولياء الأمور هذا العنصر سيكون في الجزء القادم بحول الله