تختلف النظرة هُنا للموهوب منْ حيثُ طرائق الكشف والتعرُّف عليه إلى أساليب التجميع والضم وأشكال البرامج الإثرائية وتقنيات الإرشاد النفسية والأكاديمية والمهنية؛ إذ ترتكز خصائصه وسماته على ما يُبديه منْ سلوكات إبداعية فريدة، ونتاجات أدائية فذة، باعثها العمليات العقلية التي تحدثُ في الدِّماغ.
وقد ألَّف كلٌّ منَ الدكتور يوسف قُطامي والدكتور مجدي المشاعلة كتاباً قيِّماً في هذا الشأن أسمياه: (الموهبة والإبداع وفق نظرية الدِّماغ/2007م)، اختار منهُ بتصرُّف بعض الخصائص التي يمتاز بها الموهوب وفقاً لما ورد في الأدب التربوي منْ أهمية دراسة الموهبة منْ منظور نظرية الدِّماغ، وسأتناولها على هيئة نقاط؛ كي يسهل استيعابها ومناقشتها، وهي كالتالي:
· إنَّ دماغ الموهوب أكثر وعياً بالمهارات الاجتماعية واستيعاباً لمتطلباتها، وقد ينسحب في بعض المواقف للمحافظة على عملياته الذهنية المتقدمة منَ التفكير وتنظيم الأفكار المحيطة به.
· إنَّ الموهوب لديه فترات نمائية حرجة ومتقدمة، إذ أنَّها تتقدَّم في العُمر عن الأطفال ممن هم في عُمره، وبالتالي متطلباته الحسية والتنظيمية مما قد يُصادف إهمالاً منَ الوالدين؛ لفقدان خبرة التعامل مع الأطفال الموهوبين.
· المتعلِّم الموهوب متعلِّم طيلة العُمر.. إنَّ هذا يفترضُ امتلاك عقل الموهوب عمليات نشطة وأداة لمخزونات الطفل الأولية العالية، مما يجعله يشعُر بالأمن، فلديه أكثر منْ عيْنيين في رؤية الأشياء، وتبقى هذه الإمكانات حتى عُمر متأخِّر منْ حياته.
· إنَّ الموهوب مزوَّد بآليات بيولوجية لمَّاحة ويرد ذلك إلى عمليات التسجيل المميزة التي لا تتطلَّب عمليات تكرار ومراجعة كالفرد العادي.
· تتفوق الذاكرة الضمنية لدى الموهوب بسرعة التخزين لديه، وسرعة عمليات المعالجة الذهنية، واستيعاب الظواهر والأحداث المحيطة به، وهو بطبيعته أميل إلى تجنُّب التحدث عمّا يُدركه أو يُفكِّر فيه، ويعتبرها عمليات استهلاك للزمن غير المُجدية لديه.
· يتجنَّب الموهوب الذاكرة التقريرية ويعتبرها مضيعة للوقت؛ لأنَّه أميل إلى ممارسة تنظيماته الذهنية في معالجة قضايا جديدة تتطلَّب عمليات معالجة أعمق، فهو يسبق منْ حوله في ملاحظة أشياء غير مرئية، وهو يقرأ ما بين السطور في الأحداث الماثلة له وللآخرين.
يتبع............
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي