يعود الاهتمام بالأطفال الموهوبين والناشئة في الصين إلى تاريخ قديم ( 580 إلى 1905 ) عندما كان نظام الامتحان الكتابي الصيني الشهير سائدا بحيث كان ينظر إلى هؤلاء الأطفال والناشئة على أنهم الثروة الوطنية الأكثر أهمية فعليهم تعقد آمال المستقبل .
وكان الأطفال الموهوبون يخضعون لامتحانات ذات مستويات متدرجة كما يسمح لهم أيضاً بالتقدم إلى الامتحانات الخاصة التي تعقد في السرايا الحكومية ، وعند اجتياز هذه الامتحانات الخاصة يحصل الموهوب على منحة دراسة يؤهل بعد تخرجه لتبوأ مركزا حكوميا عاليا أو أحد المراكز الاستشارية .
وفي عام 1978 أنشئت مدارس محورية لتقديم دراسات للموهوبين والمتفوقين . وهي تضاهي مدارس الكوادر التي أنشئت عند قيام جمهورية الصين الشعبية ، والتي تمزج بين الدراسة النظرية والعمل العادي اليومي ، وقد خرجت كوادر وطنية لخدمة الصين .
والتجربة الصينية في مجال رعاية الموهوبين تتم عادة من خلال قصور الثقافة التي توفرها الدولة ومنظماتها الشعبية والمهنية لفئات الشعب المختلفة من أطفال وشباب وعمال وفلاحين ومعلمين حيث يوجد في هذه القصور الثقافية والمسائية الخدمات التربوية والرعاية المناسبة لأصحاب المواهب والميول والاستعدادات والقدرات الخاصة ، وذلك عن طريق تقديم أنشطة منهجية رائدة للطلاب الموهوبين بهدف تنمية مواهبهم . والاهتمام بالموهوبين في جمهورية الصين الشعبية ينصب على القيادات في المجالات العلمية والأدبية والفنية والميكانيكية والتربية البدنية وغيرها .
وتستخدم عادة في قصور الثقافة طريقة تجميع الموهوبين ممن يظهر عليهم التميز في ميل أو استعداد في صفوف خاصة لإثراء معارفهم وتنمية مواهبهم وقدراتهم الخاصة .
أما النظام التعليمي الرسمي فيوفر لكل المواطنين تعليما شعبياً عاما دون تمييز بين الفئات المختلفة ، وبالتالي فالاهتمام بالموهوبين يكون من خلال قدرة المعلمين على مراعاة الفروق الفردية الخاصة للطلاب .
وترى الحكومة الصينية أن التربية وسيلة لتحقيق التطور العلمي والتقني الذي تحتاج إليه الصين الشعبية ، والذي يفترض أن تصل إليه في فترة زمنية قصيرة . وهذا ما حدا بالسياسة التربوية الصينية أن تركز على نوعية التعليم في المراحل المختلفة .
ولذلك طورت برامج جديدة لإشباع حاجات المبدعين الموهوبين ، تم تجهيز المدارس بالوسائل التعليمية الحديثة اللازمة وأيضاً تطوير أساليب إعداد المعلمين وتأهيلهم في الجامعات . هكذا تمكنت الصين خلال فترة زمنية وجيزة من تحقيق تقدم كبير حينما تمكنت من كسب الوقت الذي فقدته في أثناء الثورة الثقافية التي ترتب عليها فقد معارف كثيرة وحقائق علمية هامة وضرورية للتقدم العلمي .
وقد تم التركيز في الصين على اختبارات التحصيل الدراسي منذ القدم باعتبار التحصيل الدراسي محكا مناسبا للتعرف على الطلاب الموهوبين .
أما بالنسبة لأساليب تربية الموهوبين والمبدعين وتشجيعهم في المدرسة الصينية فهي متنوعة فمنها الأساليب الصفية ومنها الأساليب غير الصفية ومنها الأساليب غير المدرسية ، وهذه الأساليب بأنواعها المختلفة هي :
• الصفوف الخاصة للمبدعين في المراحل التعليمية المختلفة .
• إمكانية الدخول المبكر في المدرسة الابتدائية .
• تنفيذ المباريات العلمية في المراحل التعليمية المختلفة .
• إمكانية الدخول المبكر في الجامعات للمبدعين .
• إنشاء الصفوف العلمية للشباب وكذلك الصفوف التقنية التي تتبع الجامعات مباشرة .
• إنشاء الصفوف التجريبية ذات البرامج التعليمية الخاصة بالأطفال المبدعين جداً .
• فرق الدراسة غير الصفية .
• الحصة الدرسية النوعية .
وقد إهتم علماء النفس والتربية بأسلوب الحصة الدرسية النوعية لما له من دور كبير في رعاية المبدعين وتشجيعهم . ولكي تحقق الحصة الدراسية النوعية وظيفتها في الكشف والتشجيع يجب أن تتصف بالصفات والخصائص التعليمية التشجيعية التالية : -
أن تعمل على رفع الدرجة النوعية لفعالياتها من خلال مراعاة المبادئ التعليمية – التعليمية الأساسية فيها مثل :
مراعاة الطفل ودرجة نموه ، وتدرج التعقيد في المهمات التدريسية ، وتنوع الأمثلة التوضيحية ، وتنويع المواقف التقويمية والاختبارية ..... الخ .
إثارة سرعة البديهة في التفكير وتشجيعها ، والتفكير المنتج والقدرة على طرح المشكلة بوضوح ومناقشتها وذلك من خلال تشجيع الحوار المباشر والمبادرة الذاتية للتلاميذ وتشجيع التلاميذ على التعامل الجريء مع محتويات المادة الدرسية .
تقديم معارف ومعلومات متنوعة ومعمقة والتدريب المتقن على المهارات الأساسية كشرط أساس للإنجاز الإبتكاري .
إثارة التفكير المنطقي والمبدع من خلال غزارة الأفكار المطروحة وتنويعها والأمثلة التوضيحية النوعية والتشجيع من خلال التوجيه والمساعدة .
التشجيع من خلال الطلب أي من خلال تكليف التلاميذ المبدعية بمهمات وواجبات محرضة تتناسب مع مستوى نموهم العقلي وتتماشى مع اهتماماتهم وميولهم .
وهكذا يتبين لنا من خلال عرض هذه التجربة أنه على الرغم مما فقدته الصين من معارف وحقائق علمية هامة وضرورية للتقدم العلمي بسبب الثورة الثقافية فان تركيزها على نوعية التعليم في مختلف المراحل وتطويرها لبرامج رعاية الموهوبين وتوفير جميع الإمكانات المادية والبشرية جعلها خلال فترة قصيرة أن تحقق تقدما وإنجازا ، فكيف ونحن في دولة فيها كل فرص التقدم والإنجاز مواتية لها دون وجود عوائق مادية أو بشرية ولله الحمد .
منقول من منتديات موهبة
ليس هناك فشل بل خبرات وتجارب
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي