لقد تنبهت الدول المتقدمة التي تحتل مكانة رائدة في مجالات عديدة إلى فكرة تربية الموهوبين ورعايتهم. وفيما يلي سوف نتعرض لأهم التجارب العالمية في مجال رعاية الموهوبين :
أولا :الولايات المتحدة الأمريكية
في الولايات المتحدة الأمريكية قام الرئيس (جيفرسون) بتقديم اقتراح وهو تجميع أفضل العباقرة في مدرسة خاصة في ولاية فيرجينيا. وهكذا تم إنشاء مدرسة «توماس جيفرسون الثانوية للعلوم »، وكذلك أنشئت مدرسة «برونكس الثانوية» ، التي تعتبر من أقدم المدارس التي أنشئت لرعاية ذوي القدرات الخاصة ويقوم العمل في هذه المدرسة على فكرة الإثراء التعليمي، وتقديم مواد مكثفة في مجالي العلوم والرياضيات.بالإضافة إلى المدارس الخاصة التي ذكرت فإنه يوجد عدد من المراكز التي تهتم بشؤون الطلبة المتفوقين، والتي تهتم بتقديم برامج إثرائية خلال فصل الصيف، ومن تلك المراكز: مركز القرن الحادي والعشرين الذي يهتم بتقديم أنشطة إثرائية للطلاب المتفوقين في المرحلتين المتوسطة والثانوية، وهي عبارة عن قراءات إضافية في مادة الرياضيات تسمح لهم بالانتقال من خلالها لصفوف أعلى.
هذا ويكشف التقرير المسحي للمركز القومي لأبحاث المتفوقين والموهوبين NRC /GT عام 1999 عن تميز الطلاب المتفوقين والموهوبين في ثلاثين ولاية أمريكية في المدارس الثانوية، ويشير التقرير إلى ضرورة الاهتمام باحتياجات هذه الفئة والعمل على تلبيتها.
ثانيا: اليابان
تعتبر اليابان أمة المئة والعشرين مليون متفوق، أما أسرار التفوق الياباني في الإنتاج والإبداع والإدارة صناعة الآليات والإلكترونيات فتتمثل في:
- اهتمام المعلمين في اليابان بالأطفال الموهوبين عن طريق تنمية القدرات والمهارات لديهم.
- المساعدة على تنمية المواهب والقدرات للأطفال قبل سن الالتحاق بالمدارس.
- النظر إلى كل طفل على أنه يمكن أن يكون موهوبًا ومتفوقًا.
- تعاون الآباء والمعلمين في تنمية المهارات التي تؤدي إلى الابتكارية من العناصر الأساسية في العملية التربوية.
- البحث الدائب عن أفكار وإبداعات جديدة.
ثالثا :ستراليا
تقدم استراليا برنامجًا تقوم بتنفيذه سبع مدارس لتعليم الموهوبين وهو برنامج الطلاب ذوي القدرات العقلية العاليـة، ويهدف هذا البرنامج إلى تدريب المعلمين على عمليات الكشف عن الموهوبين كما يهدف إلى تحقيق الأهداف التالية:
- زيادة فهم المدرسة والمجتمع وقبولهم لحاجات التعليم لدى الطلاب الموهوبين.
- زيادة معدلات استيعاب جميع الطلاب في برامج تعليم الموهوبين.
- التركيز على استراتيجيات التعليم لزيادة نواتج التعلم للطلاب الموهوبين في البيئات المحرومة.
رابعا:فرنسا
تتبع فرنسا نظام السماح للطفل الموهوب بالدخول في رياض الأطفال قبل السن القانونية، وفي عام 1971 تأسست جمعية وطنية للأطفال المتفوقين عقليًا وبدأت وزارة التربية الفرنسية بالتخطيط لبعض البحوث التي تتصل بالطفل المتفوق في المدرسة.
خامسا :المملكة المتحدة
يمكن عرض التجربة البريطانية في رعاية الموهوبين عن طريق مدرسة «بيلين لتعليم المتفوقين» حيث تقدم هذه المدرسة برنامجًا يهدف إلى إحراز التلاميذ المتفوقين نجاحًا وتزويدهم بخبرات أكاديمية متقدمة في العلوم الطبيعية والإنسانية والرياضية، ويتعاون الكثير من المؤسسات البحثية والجامعية مع المدرسة في تطوير المناهج الدراسية، وآليات تعليم وتعلم الأطفال الموهوبين.
سادسا :الدول العربية
إدراكًا من الدول العربية بأن الموهوبين هم الخامة البشرية التي يجب أن تهتم بها الدولة وترعاها لأنها ثروة المستقبل وعدته في بناء تقدمه العلمي، ومواجهة تحديات العصر، فقد أخذت تهتم بإعداد هذه الفئة إعدادًا حسنًا وتقدم الرعاية لهم.
سابعا :السعودية
وقد خطت المملكة العربية السعودية خطوات حضارية في هذا المجال تتمثل في برنامج الكشف عن الموهوبين ورعايتهم وهي مبادرة تعتبر ترجمة لما نصت عليه السياسة التعليمية التي حددت من ضمن أهدافها: الاهتمام باكتشاف الموهوبين ورعايتهم وإتاحة الفرص والإمكانات المختلفة لنمو مواهبهم في إطار البرامج العامة ووضع برامج خاصة لهم، وقد اكتمل لهذا البرنامج الأساس العلمي من خلال البحث العلمي الذي تم بدعم وإشراف وتمويل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وبتعاون مع وزارة التربية والتعليم التي استمرت خمس سنوات، وخرجت بتسعة مجلدات تضمنت المقاييس العلمية المقننة على المجتمع السعودي التي سيتم بواسطتها الكشف والتعرف على الطلاب الموهوبين، كما تضمنت نماذج لبرامج في الرعاية الإثرائية في العلوم والرياضيات.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي