لم تكن للامازيغ رغبة في التوسع أو التسلط أو الاستعمار, و مقابل ذلك فهم غير مستعدين للخضوع أو الخنوع للاستعمار أو لأي سلطة أجنبية و على هذا الأساس عاشوا في مدن حرة يسودها النظام الديمقراطي الشبيه بذلك الذي لاحظناه عند القبائل العربية إذ كانت كل مدينة تنتخب أو تعزل رئيسها.
لكن ما إن لاحظ الامازيغيون تكالب الاستعمار على الشعوب , حتى شرعوا في الاتحاد و أسسوا المماليك العظمى كالمملكة الموريتانية الامازيغية في شرشال حاليا بولاية تيبازة الساحلية التي تبعد عن العاصمة الجزائر بحوالي 75 كلم غربا و أصبح تسمى القيصرية في عهد يوبا الثاني و ساهموا أيضا في تأسيس الحضارة العالمية فقد اخترعوا خط التيفيناغ احد الخطوط العالمية القديمة و الذي لا يزال منقوشا في المغارات و الكهوف في الصحراء و الشرق الجزائري ولم يقف الإنسان الامازيغي فقط عندها فحسب بال شارك في بناء صرح الحضارة.
ولم يحاول القرطاجيون فقط استعمار الامازيغ , و إنما حاولوا تحقيق مصالحهم و مراعاة منفعة الامازيغيين كذلك, و لما غير القرطاجيون سياستهم تجاه الامازيغيين, قاموا بعدة ثورات كانت نتيجتها توحيد شمال إفريقيا تحت الملك ماســـينيســــــــــــا و أصبحت قرطاجة عبارة عن ولاية صغيرة مهلهلة الأمر الذي شجع الرومانيين على استعمار قرطاجة, و كان ذلك بداية الاستعمار الثلاثي اللعين الروماني والوندالي و البيزنطي الذي كبد الوطن المغرب العربي خسائر في النواحي الاقتصادية و الاجتماعية, و سبب الاضطرابات العنيفة في النواحي السياسية و الدينية, حتى غدا الوطن الامازيغي قلعة للثوار , دفاعا عن الحرية و استرجاع الكرامة, لكن هذه الكرامة و تلك الحرية لم تتحقق إلا بالدخول العرب تحت راية الإسلام