بعد هذه الانتصارات و الفتوحات الإسلامية للمغرب العربي عاد حسان بن النعمان الى القيروان و شرع في تنفيذ عدة إصلاحيات إدارية نظم بها أمور البلاد لكن والي مصر عزله من دون تدخل دمشق في الأمر لذلك قامت عدة اضطرابات كادت تؤدي بانفصال وخروج الوطن الامازيغي عن الدولة الإسلامية لولا أن تداركت العاصمة دمشق الأمر و عينت موسى بن نصير قائدا على المغرب العربي و تمكن موسى من إعادة الأمن في المنطقة كما مهد الفتح للأندلس و ذلك باتخاذ طنجة المغربية حاليا قاعدة عسكرية ثانية سنة 708 م تابعة للقيروان نظرا لموقعها الإستراتيجي لقربها من اسباني و عين عليها احد قادته المشهورين و المخلصين و ذلكم طارق ابن زياد الذي اقترن اسمه بفتح الأندلس و بتلك التنظيمات المختلفة و الإصلاحات الشاملة التي قام بها موسى بن نصير استمر المغرب العربي و أصبح ولاية من أشهر ولايات الإسلامية الى القرن التاسع ميلادي حيث ظهرت فيه مماليك إسلامية مستقلة.
إن الفتح الإسلامي في المغرب العربي نتج عنه القضاء على الفوضى التي عمت من جراء الغزو الروماني و ما نجم عنه اضطرابات و كانت الفوضى تشتد و تضعف أحيانا الى أن انتظم الامازيغ تحت راية الإسلام و عدالته الاجتماعية السمحة. كما نجم عنه أيضا تحقيق المساواة بعدما كانت في المغرب العربي عدة طبقات اجتماعية مختلفة الامتيازات فهناك الطبقة السياسية الحاكمة و العسكرية و رجال الدين و رجال القطاع و طبقة صغار المزارعين و أخيرا القاعدة الشعبية ذات الامتيازات المحدودة فالإسلام حقق المساواة لا فرق بين مسلم و أخر إلا بالتقوى .
لا ننسى أيضا دخول الإسلام وحد الديانات فكان انتشار 3 ديانات اليهودية المسيحية و الوثنية أما الوثنية فكانت متعددة الآلهة و المسيحية مقسمة الى 3 مذاهب رئيسية اليعقوبية الملكانية و الكاثوليكية و لا يخفى ما كان الانقسام الديني و التعدد المذاهب من اثر على المجتمع ا ذادت الى عدة ثورات دامية علاوة على تقسيم الشعب الى طوائف دينية فنظرا لان الإسلام دين تسامح و مساواة اعتنق الامازيغيون الإسلام أفواجا أفواجا و عدلوا عن غيره بعدها أصبح الامازيغيون و المسلمون الفاتحون إخوة في الله و الوطن و الدين الإسلامي منذ ذلك الوقت وعامل العرب المسلمون الامازيغ معاملة الند للند جريا وراء القائلة لا فضل لعرب أو أعجمي إلا بالتقوى.
ساعد انتشار الإسلام في المغرب العربي على انتشاره باورويا بشكل كبير في الأندلس و ما كان ليكون ذلك لولا اعتناق الامازيغيين للدين الإسلامي و ما قدموه من خدمات و بطولات عظيمة أثناء الفتوحات في جنوب أوروبا بالرغم من الحضارات التي عقبت عليه فينيقية (قرطاجية) الى رومانية ووندالية و بيزنطية لكنه لم يشارك فيها و لم يتأثر بعامل الثقافة و لغة المستعمر إلا بعض الطبقة القليلة كما أن كل أعمالهم كانت تنسب للمستعمر و عند دخول العرب المسلمين وجهت أعمالهم توجيها إسلاميا لخدمة و لمصلحة الإسلام و الإنسانية في الوقت الذي كانت حضارة الرومان تتمثل على الأكثر في المؤسسات العسكرية و الإدارية.
حينها توسعت الدولة الإسلامية من آسيا الى إفريقيا عن طريق ليبيا و لمغرب العربي و ذلك نظرا لعدة عوامل مجتمعة و توجه الفاتحون الى أوروبا عبر مضيق جبل طارق و صقلية بفضل سكان امازيغ المغرب العربي و بذلك أصبح المسلمون قوة لا يستهان بها في البر و البحر معا.