كيف السبيل إلى تنمية مهارة التفكير ؟
حين نسلم بأن الطالب هو بؤرة العملية التربوية التعليمية ,فإن جودة هذا المنتج تصبح هدفنا الأسمى وأملنا المنشود , فهو المعيار الحقيقي لجودة المنظومة التعليمية بكل مكوناتها. وما لم تتحقق هذه الجودة فإننا نكون بعيدين كليا عن الهدف , وتحقق هذه الجودة مشروط بمدى تحقق مهارة التفكير لدى الطالب , وقدرته على مواجهة التحدي المعرفي والتفاعل مع محيطه بشكل سليم .و شعوره بالثقة في النفس عند مواجهة المهمات المدرسية والحياتية .
وبالرغم من تعدد وتنوع العناصر المشكلة للعملية التعليمية , فإننا نجد ثلاثة أسس هي عماد التشكل المعرفي الذي يحدث أثناء الموقف الصفي ضمن إرسالية تتكون من :
1- المعلم (المرسِل ) 2- المحتوى المدرسي (الرسالة) - 3 الطالب (المرسَل إليه )
إن هذه الإرسالية حين تتم في مناخ صفي تقليدي تنعكس سلبا على طرفيها ( المعلم والطالب) بشكل مباشر حيث يتعطل النمو الفكري والمعرفي لديهما .أما فيما يخص الرسالة فموضوعها يصبح شيئا مبتذلا مستهلكا معرض للنسيان في أي لحظة . وهذا ما اعتدنا عليه في مدارسنا , فكثرت حولنا الأسئلة التي تبحث في الأسباب والعوامل والحلول والنتائج . وهذه النظرة التصحيحية لن تستقيم ما لم تبحث في المعطى الفكري الذي تبلوره الأسس الثلاثة السالفة الذكر , ما دام التفكير قوة متجددة تضمن بقاء الفرد والمجتمع معاً في عالم اليوم والغد .
فنحن بحاجة إلى معلم :
- يتنازل عن سلطة القول ,ويوفر مناخا صفيا يكون فيه الطالب مركز الفعل والعمل.
- يخطط لتحقيق فرص التفاعل والتفكير من جانب الطلاب .
- يمتلك القدرة على الإثارة وجذب الخبرات الصفية, من خلال الأسئلة التي يلقيها أثناء أنشطة عرض الدرس.
- له دراية كافية بمهارات التفكير , من حيث تعلمها وممارستها وإتقانها .
- قادر على النفاذ إلى ما وراء المباشر والمألوف من الأفكار .
- يستطيع إنتاج أفكار عديدة لفظية وأدائية لمشكلة نهايتها حرة ومفتوحة .
- ينظر إلى الأشياء المألوفة نظرة جديدة .و يبدع أفكارا جديدة وأصيلة .
- يعالج القضايا بطريقة أكثر مرونة .و ينظر إلى الفكرة بعدة وجوه .
- - يفصل الفكرة ويثريها بمعلومات إضافية واسعة .
ونحن بحاجة إلى طالب :
- يستثمر كل الطاقات والإمكانيات الذاتية استثمارا ابتكاريا وإبداعيا خلاقا إلى أقصى الدرجات والحدود .
- يمتلك الدافعية للبحث والاستكشاف , وقادر على إنتاج أفكار جديدة .
- يعيد النظر في ما يقرأ، أو يسمع، أو يشاهد.
- متمكن من الأدوات التي يحتاجها للتعامل بفاعلية مع أي نوع من المعلومات والمتغيرات التي يأتي بها المستقبل .
- لا يُبق مستوى تفكيره عند الفهم والمعرفة ,ولكن يرقى به إلى التحليل والتركيب والتطبيق والاستنباط والاستقراء .
- يمتلك الكفاية المعرفية لإبداء الرأي وممارسة النقد مع القدرة على البرهنة على صحة رأيه .
- يكتسب مهارات التفكير الناقد الذي يرتكز على : - الملاحظة -التصنيف – القياس – التنبؤ والافتراض – التجربة – الاستنتاج والحكم .
ونحن بحاجة إلى محتوى مدرسي:
- يتسم بالتنوع والتدرج من السهل إلى الصعب , ويستجيب لاحتياجات الطالب الفكرية والمعرفية .
- يواكب التطور ويساهم في توسيع مدارك المتعلم . وتنمية مهارات التفكير العليا لديه .
- يراعى فيه الكيف وليس الكم , فلا يكون هدفا يجب على الطلاب أن يتجرعوا جميع موضوعاته، بل وسيلة لتنمية قدراتهم على التفكير الإيجابي والمنتج.
- يشتمل على معايير تحفز الطالب على إبداء الرأي والمناقشة, كأن يصاغ الموضوع علي هيئة مشكلة يُطلب من المتعلم حلها .
- يستطيع الغوص في أعماق المتعلم ليكشف طاقاته فيغذيها وينميها إلى أقصى حدود الإنماء.
- تتضمن موضوعاته جملة من( المثيرات )تترجم من خلال الموقف الصفي إلى (استجابات ) . فالمفاهيم المجردة لا تتحول إلى مدركات حسية ما لم تحدث الإثارة لدى المعلم والطالب .
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي