بسم الله الرحمن الرحيم
أسلوب القبعات الست
من الأساليب الشائعة والشيقة لتنمية الإبداع وتحسين التفكير عموما هي طريقة (( القبعات الست للتفكير )) حيث أبدع هذه الطريقة طبيب بريطاني ( من مالطا أصلا ) اسمه ( ادوارد دي بونو ) انتقل في تخصصه من جراحة المخ إلى الفلسفة واستعمل معلوماته الطبية عن المخ وأقسامه وعمله في تحليل أنماط الناس وصار دي بونو أشهر اسم في العالم في مجال التفكير وتحليله وأنماطه واخترع عدة نظريات في هذا المجال ومن أشهرها ( التفكير الجانبي ) و ( القبعات الستة )
مفهوم القبعات الست
وخلاصة طريقة القبعات الستة هي تقسيم التفكير إلى ستة أنماط واعتبار كل نمط كقبعة يلبسها الإنسان أو يخلعها حسب طريقة تفكيره في تلك اللحظة ولتسهيل الأمر فقد أعطى دي بونو لونا مميزا لكل قبعة حتى نستطيع تمييزه وحفظه بسهولة وهذه الطريقة لتقسيم التفكير إلى أنماط مميزة بحيث يستطيع المبدع أو المفكر أو المحلل أن يستخدم كل نمط متى شاء أو أن يحلل طريقة تفكير المتحدثين أمامه بناء على نوع القبعة التي يرتدونها .
ويعتقد ( دي بونو ) أن هذه الطريقة تعطي الإنسان في وقت قصير قدرة كبيرة على أن يكون متفوقا وناجحا في المواقف العملية والشخصية وفي نطاق العمل أو نطاق المنزل وأنها تحول المواقف السلبية إلى مواقف إيجابية والمواقف الجامدة إلى مواقف مبدعة إنها طريقة تعلمنا كيف ننسق العوامل المختلفة للوصول إلى الإبداع .
آلية عمل القبعات الست
إن القبعات التي نتحدث عنها ليست قبعات حقيقية وإنما قبعات معنوية نفسية أي أن أحدا لن يلبس أي قبعة حقيقية ، وبعد استيعابك لهذه الطريقة ستتوقف عن منع الناس من التفكير وإنما إعطاء كل نوع من التفكير اسمه فهذه الطريقة تعطيك الفرصة لتوجه الشخص إلى أن يفكر بطريقة معينة ثم تطلب منه التحول إلى طريقة أخرى كأن يتحول مثلا إلى تفكير القبعة الخضراء التي ترمز إلى الإبداع . وحتى إذا لم يكن المشتركون في الجلسة يحسنون الإبداع فنقول لنخصص ثلاث دقائق لتفكير القبعة الخضراء لنقم بذلك كأننا ممثلون نقوم بهذا الدور هذا التوجيه يجعل الحاضرين يفكرون دون حواجز ودون خوف وحينما نتحول من نوع من التفكير إلى أخر عن اتفاق وقصد فإن الذي يكون في موقف الناقد دوما ( وهو تفكير القبعة السوداء ) يصبح في وضعضعيف ما لم يغير طريقته ، إنه سينخرط في نوع التفكير المطلوب منه تفكير القبعة الخضراء مثلا وسيضطر إلى ترك طريقته المعتادة ويتوقف عن والهجوم على الآخرين .
خصائص القبعات الست
يذكر دي بونو في كتابه (Serious Creativity ) : إن التفكير له أنماط ستة نعبر عنها بقبعات ست وكل قبعة لها لون يميز هذا النمط وعندما تتحدث أو تناقش أو تفكر فأنت تستعمل نمطا من هذه الأنماط أي تلبس قبعة من لون معين .
القبعات الست :
اللون نوع التفكير الوصف
البيضاء المحايد: التركيز على الحقائق المجردة ، والمدعمة بالأرقام والإحصائيات ، وتمثل دور الكمبيوتر في إعطاء المعلومات وتلقيها .
الحمراء العاطفي: طريقة لإخراج العواطف والأحاسيس ، ولكن ضمن المراقبة والملاحظة والضبط ، لكي تصبح العواطف جزءً من عملية التفكير الكلية الشاملة للموضوع
السوداء الناقد: يبرز النواحي السلبية في الموضوع ، فهو من جهة تفكير منطقي ومن جهة أخرى سلبي ناقد
الصفراء المتفائل: يبحث عن الجوانب الإيجابية في الموضوع ، فهو عكس القبعة السوداء
الخضراء الإبداعي: تفكير ابتكاري يطرح البدائل المختلفة والأفكار الجديدة
الزرقاء الموجه: ( التفكير في التفكير) ويكون بمثابة الضابط والموجه والمرشد الذي يتحكم في توجيه أنواع التفكير الخمسة السابقة وهو الذي يقرر متى يبدأ نوع من التفكير
ومتى ينتهي ؟
أهدافها :
1- توضيح وتبسيط التفكير لتحقيق فعالية أكبر .
2- التحول من عرضية التفكير إلى تعمد التفكير .
3- المرونة في تغيير التفكير من نمط إلى أخر .
مميزاتها :
1- سهلة التعلم والتعليم .
2- تستخدم على جميع المستويات .
3- تغذي جانب التركيز والتفكير الفعال .
4- تعترف بالمشاعر كجزء مهم للتفكير .
5- يمارس فيها أنواع مختلفة من التفكير ، مثل التفكير الناقد والإبداعي والعاطفي .
- تتطلب المواقف المختلفة تسلسلا مختلفا تطبيقيا لقبعات التفكير الست ، فالمواقف العاطفية مثلا تتطلب تسلسلا يختلف عن التسلسل الخاص بتصميم جهاز أو فكرة ما ويفضل الإبتداء
–عند تطبيق تسلسل معين- بالقبعة الزرقاء والانتهاء بها كذلك ،كما يفضل تطبيق القبعة السوداء بعد الصفراء مباشرة .
مثال حول تسلسل تطبيق القبعات في موقف معين
المواقف العاطفية :
تتطلب تطبيق التسلسل التالي :
أولا - القبعة الحمراء: لتحديد المشاعر .
ثانيا -القبعة البيضاء: لمعرفة المعلومات والحقائق حول المشاعر.
ثالثا- القبعة الخضراء: للبدائل المحتملة لدوافع العواطف.
رابعا- القبعة الزرقاء: لتوجيه البدائل نحو ترتيب معين ، ثم الخاتمة.
التتابع التسلسلي التطبيقي للقبعات في حالة التطوير لفكرة أو جهاز .
قد تم استخدام هذا الأسلوب في تدريس مادة اللغة العربية في قسم نقد القصائد تحديداً ... وأظهرت تفاعلاً واستجابة من الطلاب فهي تساعد على تنظيم التفكير وتغيير الروتين المتعود عليه في التعليم ... وكل معلم بإمكانه أن يبدع في استخدام أسلوب القبعات الست ...