freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19334 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: الدمج التربوي لذوي الاحتياجات الخاصة. الأحد يونيو 05, 2011 1:54 pm | |
| المقدمة الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد علية افضل الصلاة وأتم التسليم . أما بعد …. السياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية منبثقة من الشريعة الإسلامية التي جعلت التعليم حقاَ مشروعاَ لجميع أفراد المجتمع وأكدت على إنشاء المعاهد والبرامج الخاصة بالمعاقين لتدريبهم وتعليمهم بالوسائل والطرق المناسبة لحالتهم وذلك وفق قدراتهم الحسمية والعقلية ، وعلية هيئات الكوادر الوطنية المؤهلة لخدمة هذه الفئة من المجتمع .وبفضل هذه السياسة المتبعة سعت وزارة التربية والتعليم على توجيه الاهتمام المباشر بالمعاهد الخاصة بأشراف من الادارة العامة للتربية الخاصة بالوزارة والادارات التعليمية التي يتم من خلالها تهئية المعاهد والبرامج الخاصة ووفرت الإمكانيات والاحتياجات الخاصة بالمعاقين .ومن أهم الإنجازات والتجارب التي تحققت في مجال التربية الخاصة دمج المعاقين في مدارس التعليم العام . المملكة العربية السعودية سيقت الكثير من بلدان العالم بعشرات السنين في قضية الدمج وفتحت أبوابها لتعليم المكفوفين في المعاهد العلمية والكليات مع المبصرين على حد سواء. وقد توقف هذا الدمج بعد صدور قرار 1382 الذي يقضي بوقف قبولهم في المعاهد العلمية وتوجيهم إلى معاهد النور. ( عبد الرحمن خلف ، مع المعوقين ، 1416هـ) . وفي عام 1409هـ صدر قرار آخر يقضي بإعادة قبول المكفوفين في المعاهد العلمية ومدارس تحفيظ القرآن ، وعلى إثر هذا القرار أنشئت الفصول الملحقة بالمدارس العادية وتم توفير جميع الإمكانيات والخدمات اللازمة لعملية الدمج وقد لاقت هذه التجربة نجاحاً كبير خاصة في يما يتعلق بالإعاقة البصرية ( المكفوفين ) الآمر الذي نتج عنه تطوير البرنامج ومن ثم تعميمه على الإعاقات الأخرى مع اختلاف المنهج والطريقة بالنسبة (للصم والفكرية )ويعتبر دمج المعاقين ذهنياً في مدارس التعليم العام في المملكة العربية السعودية من اهم التحديات التربوية في مجال التربية والتعليم نظرا لنوع وطبيعة الإعاقة ويمكن لنا قياس هذه التجربة و النجاح الذي تحقق في هذا المجال التعرف على مفهوم الدمج وعلى اهم الخطوات والمحاور التربوية التي تمت في هذا الموضوع ومن ثم فتح العديد من برامج الدمج الملحقة في التعليم العام والتعرف على اهم العوائق التي تعترض عملية الدمج في مدارس التعليم العام . ومن المحاور التي سوف يتم تناولها في هذا المجال : اولاً- مفهوم الدمج ثانياً:انماط الدمج ثالثاً:متطلبات عملية الدمج رابعاً- فوائد الدمج خامساً: تجربة الدمج في مدينة الرياض اولاً- مفهوم الدمج : مفهوم الدمج main streaming)) يعني تعليم المعوقين في المدارس العادية مع أقرانهم العاديين وإعدادهم للعمل في المجتمع مع العاديين . هذا البرنامج المثير شغل الكثير من المهتمين والمتخصصين في تربية وتأهيل المعاقين في أمريكا ظهر بظهور القانون الأمريكي رقم (94 ـــ142) لسنة 1975م الذي نص على ضرورة توفير افضل أساليب الرعاية التربوية والمهنية للمعوقين مع أقرانهم العاديين . وقد راى ((كوفمان ــــKauffman ))إن الدمج أحد الاتجاهات الحديثة في التربية الخاصة ,و يتضمن وضع الأطفال المعوقين عقليا بدرجة بسيطة في المدارس الابتدائية العادية مع اتخاذ الاجراءات التي تضمن استفادتهم من البرامج التربوية المقدمة في هذه المدارس.كما راى كل من ((مادن_Madden)) و((سلانبن_Slanin))إن الدمج يعني ضرورة أن يقضي المعوقون أطول وقت ممكن في الفصول العادية مع إمدادهم بالخدمات الخاصة إذا لزم الأمر . وهناك جماعة من المختصين اختاروا مصطلح التكامل((Integration )للتعبير عن عملية تعليم المعوقين وتدريبهم ورعايتهم مع أقرانهم العاديين ويميز أصحاب هذا الرأي بين أربعة أنواع من التكامل ( عبدالرحمن خلف سالم، مع المعوقين 1416هـ ): 1- التكامل المكاني الذي يشير إلي وضع المتخلفين عقليا في فصول خاصة ملحقة بالمدارس العادية. 2- التكامل الوظيفي و يعني اشتراك المتخلفين عقليا مع التلاميذ العاديين في استخدام المواد المتاحة. 3- التكامل الاجتماعي ويشير إلى اشتراك المتخلفين عقليا مع التلاميذ العاديين في الأنشطة غير الأكاديمية مثل اللعب والرحلات والتربية الفنية. 4- التكامل المجتمعي ويعني إتاحة الفرصة للمتخلفين عقليا للحياة في المجتمع بعد تخرجهم من المدارس أو مراكز التأهيل بحيث نضمن لهم حق العمل والاعتماد على أنفسهم بعد الله قدر الإمكان . ثانياً:انماط الدمج تختلف أساليب أدماج المعوقين من بلد إلى آخر حسب إمكانات كل منها حسب نوع الإعاقة ودرجتها، بحيث يمتد من مجرد وضع المعوقين في فصل خاص ملحق بالمدرسة العادية إلى إدماجهم كاملا في الفصل الدراسي العادي مع إمدادهم بما يلزمهم من خدمات خاصة… 1- الفصول الخاصة : حيث يلتحق الطفل بفصل خاص بالمعوقين ـــــ ملحق بالمدرسة العادية ــــ في بادئ الأمر، مع إتاحة الفرصة أمامه للتعامل مع أقرانه العاديين بالمدرسة أطول فترة ممكنة من اليوم الدراسي. 2- حجرة المصادر : حيث يوضع الطفل في الفصل الدراسي العادي بحيث يتلقى مساعدة خاصة بصورة فردية في حجرة خاصة ملحقة بالمدرسة ـــــ حسب جدول يومي ثابت… وعادة ما يعمل في هذه الحجرة معلم أو أكثر من معلمي التربية الخاصة الذين أعدوا خصيصا للعمل مع المعوقين. 3- الخدمات الخاصة : حيث يلحق الطفل بالفصل العادي مع تلقيه مساعدة خاصة ــــ من وقت لآخر ـــ بصورة غير منتظمة ــــ في مجالات معينة مثل : القراءة أو الكتابة أو الحساب .. وغالبا يقدم هذه المساعدة للطفل معلم تربية خاصة متنقل (متجول) يزور المدرسة مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً. 4- المساعدة داخل الفصل : حيث يلحق الطفل بالفصل الدراسي العادي، مع تقديم الخدمات اللازمة له داخل الفصل حتى يمكن للطفل أن ينجح في هذا الموقف، وقد تتضمن هذه الخدمات استخدام الوسائل التعليمية أو الأجهزة التعويضية، أو الدروس الخصوصية. ثالثاً:متطلبات عملية الدمج أن دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين ليس عملية سهلة، بل أن هناك عدة متطلبات لابد من مواجهتها: (1) التعرف على الاحتياجات التعليمية: فأول متطلبات الدمج التعرف على الحاجات التعليمية الخاصة للتلاميذ بصورة عامة والمعوقين منهم بصفة خاصة حتى يمكن إعداد البرامج التربوية المناسبة لمواجهتها من الناحية الأكاديمية والاجتماعية والنفسية في الفصول العادية… فلكل طفل معوق قدراته العقلية وإمكاناته الجسمية وحاجاته النفسية والاجتماعية الفردية التي قد تختلف كثيرا عن غيره من المعوقين. (عبد العزيز الشخص: 1987، 206). وفي دراسة أجراها محمد عبد الغفور (1999) للتعرف على المتغيرات التي تسهم في تدعيم الاتجاه نحو سياسة إدماج التلاميذ ذوى الاحتياجات الخاصة في الفصول العادية، وذلك من وجهة نظر المعلمين والإداريين في التعليم العام أوضحت أن الدمج يهيىء فرصا للتفاعل الإيجابي مع العاديين داخل المدرسة وكانت أهم الاحتياجات التعليمية للدمج تتمل في : 1 - تحديد الإعاقات القابلة للدمج. 2- توفير الخدمات الطبية المناسبة للمعاق، والمنهج ومرونته، والمدرس وإعداد للتعامل مع الطفل المعاق، والوسائل التعليمية الخاصة بالمعاق. وعلى ذلك فإن تنفيذ برامج الدمج يتطلب التركيز على أربعة نواحي : 1) إعداد هيئة التدريس، واختيار المناسب. 2) وضع الأطفال في الصفوف المناسبة ويتضمن : قيد المعوقين منهم، واختيار غير المعوقين لهم، أو العكس. 3) تخطيط وتنفيذ الاستراتيجيات المناسبة : التقييم التربوي، البرنامج الفردي التربوي، قواعد ضبط الفصل، البيئة، التخطيط داخل الفصل، الخطة والجداول، اللعب، الاستراتيجيات داخل وخارج الفصل. 4) المشاركات بين الوالدين والعاملين (فاروق صادق: 1998، 11). (2) إعداد القائمين على التربية : فيجب تغيير اتجاهات كل من يتصل بالعملية التربوية من : مدرسين، وموجهين، وعمال، وتهيئتهم لفهم الغرض من الدمج، وكيف تحقق المدرسة أهدافها في تربية المعوقين بحيث يستطيعوا الإسهام بصورة إيجابية في نجاح إدماجهم في التعليم وإعدادهم للإندماج في المجتمع (عبد العزيز الشخص: 1987، 206) فمن خصائص مشروعات الدمج الناجحة أنها : 1- وفرت القيادات الإدارية . 2- عملت على تحسين ونجاح التواصل والمشاركة بين أفراد المشروع. 3- وفرت مصادر كافية من كل من الكوادر والتكنولوجيا المستخدمة. 4- قامت بتدريب كاف كما ونوعا ومساندة المعلمين في عملهم. (3) إعداد المعلمين : فقبل تنفيذ أي برنامج للدمج يجب توفير مجموعة من المعلمين ذوي الخبرة في تعليم ذوى الاحتياجات الخاصة وإعدادهم إعدادا مناسبا للتعامل مع العاديين والمعاقين ومعرفة كيفية إجراء ما يلزم من تعديلات في طرق التدريس لمواجهة الحاجات الخاصة للمعوقين في الفصل العادي، إلى جانب معرف أساليب توجيه وإرشاد التلاميذ العاديين بما يساعدهم على تقبل أقرانهم المعاقين (عبد العزيز الشخص: 1987، 206) (4) إعداد المناهج والبرامج التربوية : من متطلبات الدمج ضرورة إعداد المناهج الدراسية والبرامج التربوية المناسبة التي يتيح للمعوقين فرص التعليم، وتنمية المهارات الشخصية والاجتماعية والتربوية، ومهارات الحياة اليومية ــــ إلى أقصى قدر تؤهلهم له إمكاناتهم وقدراتهم، وبما يساعدهم على التعليم والتوافق الاجتماعي داخل المدرسة أو خارجها … كما يجب أن تتيح هذه البرامج التربوية والأنشطة الفرص المناسبة لتفاعل التلاميذ المعوقين مع أقرانهم العاديين بصورة تؤدي إلى تقبلهم لبعضهم البعض (عبد العزيز الشخص: 1987، 207). بالإضافة لذلك يجب أن ترسم الخطة التربوية في مدارس الدمج خصائص الممارسات الخاصة بالدمج ــــ وتشمل : أ- ضرورة دمج كل طفل معوق في البرامج العادي مع التلاميذ العاديين لجزء من اليوم الدراسي على الأقل. ب- تكوين مجموعات غير متجانسة كلما كان ذلك ممكناً. ج- توفير أدوات وخبرات فنية. د- تعديل المنهج عند الضرورة. هـ- التقييم المرتبط بالمنهج وإعطاء معلومات حول كيف يتعلم التلاميذ بدلا من تحديد ما بهم من أخطاء. و- استخدام فنيات إدارة السلوك. ز- توفير منهج لتنمية المهارات الاجتماعية. ح- تطبيق الممارسات التعليمية المعتمدة على توافر البيانات. ط- تشجيع التلاميذ من خلال استخدام أساليب مثل : تدريب وتعليم الأقران، التعليم التعاوني، والقواعد التي من شأنها تنمية الذات وتطويرها (برادلى وآخرون: 2000، 25-26). (5) اختيار مدرسة الدمج : تطلب عملية الدمج اختيار إحدى مدارس الحي أو المنطقة التعليمية لتكون مركزا للدمج ويرتبط اختيار المدرسة بالبيئة المدرسية التي يجب أن تتحدد وفقا للشروط التالية : أ*- قرب المدرسة من أحد مراكز التربية الخاصة. ب*- استعداد مدير المدرسة والمعلمين لتطبيق الدمج في مدرستهم. ت*- توفر الرغبة والتقبل لدى الإدارة والمعلمين. ث*- توفر بناء مدرسي مناسب. ج*- توفر خدمات وأنشطة تربوية. ح*- تعاون مجلس الأباء والمعلمين بالمساهمة في نجاح التجربة. خ*- أن يكون المستوى الثقافي الاجتماعي لبيئة المدرسة جيدا. د*- أن تكون استعدادات المعلمين مناسبة لقيام تجربة الدمج وأن تكون لديهم الرغبة للمشاركة، أو الالتحاق ببرنامج تدريبي خاص بتطبيق برنامج الدمج. ذ*- ضرورة تهيئة التلاميذ العاديين، وتهيئة جو من التقبل والاستعداد أو للتعاون في تحقيق أهداف البرنامج. ر*- ضرورة تهيئة أولياء أمور التلاميذ العاديين، وشرح أبعاد التجربة للأهل والأبعاد الإنسانية والتربوية والنفسية والاجتماعية لها (ماجده عبيد: 2000، 208-209). (6) أعداد وتهيئة الأسر : من الأهمية بمكان إشراك الأسر في تحديد فلسفة مدرسة الدمج الشامل بالإضافة إلى مشاركتهم في اتخاذ جميع القرارات التي تؤثر في البرامج التعليمية لأطفالهم … ويطلب من أسر الأطفال المعوقين أن تجرى تعديلا في تفكيرها حول تربية أطفالها : لقد أخبرت هذه الأسر سابقا بأن الفصول الخاصة أو المدارس الخاصة هي أفضل البدائل التربوية التي توفر خدمات تربوية لأبنائهم. (7) إعداد وتهيئة التلاميذ : لنجاح تجربة الدمج ـــ فإن من حق التلاميذ أن يكونوا على وعي كامل بالتغييرات الجوهرية في النظام المدرسي. فبالنسبة للتلاميذ في التربية العامة : يجب تقديم حصص محددة توضح لهم مفهوم عملية الدمج، ولابد أن تتوفر لهم الفرصة لمناقشة أسئلتهم، ومخاوفهم، واهتماماتهم، ومن حقهم معرفة : كيف، ومتى، ولماذا يتعين عليهم أن يساعدوا رفاقهم المعوقين. كذلك كان التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة: فإنهم يحتاجون إلى أن يتعرفوا على التغيرات، والمسئوليات الجديدة المترتبة على الدمج الشامل.. أن يتوفر لهم الوقت الكافي للتكيف مع التغيرات الجديدة : فقد يحتاجون إلى تعليم أكثر لإعدادهم لبيئة الفصل العادي مثل: اتباع البرامج المحددة، والتعرف على المواقع في المدرسة، وإيجاد شبكه من الأقران الداعمين. ( انتقاء الأطفال الصالحين للدمج : يتطلب الدمج ضرورة انتقاء الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة الصالحين للدمج … فالأطفال في الفئات الخاصة لهم خصائص متعددة: فمنهم من تكون إعاقته بسيطة أو متوسطة أو شديدة، ومنهم من تكون مهاراته في التواصل جيدة ومنهم المتأخرون لغويا، ومنهم من يعاني من الانسحاب أو بعض المشكلات النفسية والسلوكية والاجتماعية بسبب عدم تفهم الوالدين للإعاقة أو تقبلها، ومنهم من يكون والداه متفهمين للإعاقة متقبلين لهم ويعملان على مساعدته وفق أسس تربوية سليمة (ماجده عبيد: 2000، 206). * وهناك شروط يجب أن تتوفر في الأطفال القابلين للدمج : 1- أن يكون الطفل المعاق من نفس المرحلة العمرية للطلبة العاديين. 2- أن يكون قادرا على الاعتماد على نفسه في قضاء حاجاته. 3- أن يكون الطفل المعاق من نفس سكان المنطقة المحيطة بالمدرسة أو تتوفر له وسيلة مواصلات آمنة من وإلى المدرسة. 4- أن يتم اختيار الطفل من قبل لجنة متخصصة للحكم على قدرته على مسايرة برنامج المدرسة التكيف معها. 5- ألا تكون إعاقته من الدرجة الشديدة وألا تكون لديه إعاقات متعددة. 6- القدرة على التعلم في مجموعات تعليمية كبيرة عند عرض مواد تعليمية . رابعاً- فوائد الدمج الدمج له فوائد ومزايا متعددة منها : 1- فوائد الدمج للطفل المعاق: إن دمج الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة مع العاديين سوف يكون له آثار إيجابية. إن الطفل المعاق عندما يشترك في فصول الدمج ويلاقى الترحيب والتقبل من الآخرين فإن ذلك يعطيه الشعور بالثقة في النفس، ويشعره بقيمته في الحياة ويتقبل إعاقته، ويدرك قدراته وإمكاناته في وقت مبكر، ويشعر بإنتمائه إلى أفراد المجتمع الذي يعيش فيه (لينش وآخرين 1999، 81). كما أن الطفل المعاق في فصول الدمج يكتسب مهارات جديدة مما يجعل يتعلم مواجهة صعوبات الحياة، ويكتسب عددا من الفرص التعليمية والنماذج الاجتماعية مما يساعد على حدوث نمو اجتماعي أكثر ملاءمة، ويقلل من الوصم العلاقات التي سوف يحتاج إليها للعيش والمشاركة في الأعمال والأنشطة الترفيهية ويشجعه على البحث عن ترتيبات حياتية أكثر عادية (برادلى وآخرون 2000، 31). والدمج يمد الطفل بنموذج شخصي، اجتماعي، سلوكي للتفاهم والتواصل، وتقليل الاعتماد على المتزايد على الأم، ويضيف رابطة عقلية وسيطة اثناء لعب ولهو الطفل المعاق مع أقرانه العاديين (إيمان كاشف، عبد الصبور منصور: (1998 ، 822). 2- فوائد الدمج للأطفال العاديين : إن الدمج يؤدي إلى تغير اتجاهات الطفل العادي نحو الطفل. أضف إلى ذلك: أن الدمج يساعد الطفل العادي على أن يتعود على تقبل الطفل المعاق ويشعر بالارتياح مع أشخاص مختلفين عنه.. وقد أوضحت الكثير من الدراسات على إيجابية الأطفال العاديين عندما يجدون فرصة اللعب مع الأطفال المعاقين باستمرار وفي نظام الدمج هناك فرصة لعمل صداقات بين الاشخاص المختلفين (لينش وآخرون: 1999، 19). 3-- فوائد الدمج للأباء : فنظام الدمج يشعر الأباء بعدم عزل الطفل المعاق عن المجتمع، كما أنهم يتعلمون طرقا جديدة لتعليم الطفل … وعندما يرى الوالدان تقدم الطفل الملحوظ وتفاعله مع الأطفال العاديين فإنهما يبدأن التفكير في الطفل أكثر، وبطريقة واقعية .. كما أنهما يريان أن كثيرا من تصرفاته مثل جميع الأطفال الذين في مثل سنه ــــ وبهذه الطريقة تتحسن مشاعر الوالدين تجاه طفلهما، وكذلك تجاه أنفسهما (لينش وآخرون: 1999، 19-20). 4- فوائد الدمج الأكاديمية : للدمج فوائد تربوية وأكاديمية لكل من الطلاب والمعلمين على النحو التالي : فالأطفال المعاقين في مواقف الدمج الشامل يحققون إنجازا أكاديميا مقبولا بدرجة كبيرة في الكتابة، وفهم اللغة، واللغة الاستقبالية أكثر مما يحققون في مدارس التربية الخاصة في نظام العزل. أضف إلى ذلك : أن العمل مع الطفل المعاق وفق نظام الدمج يعتبر فرصة للمعلم لزيادة الخبرات التعليمية والشخصية .. فالدمج يتيح الفرصة الكاملة للمعلم للاحتكاك بالطفل المعاق ـ والطريقة التي تستخدمها للعمل مع الطفل مفيدة أيضا مع الطفل العادي الذي يعاني من بعض نقاط الضعف. 5- الفوائد الاجتماعية : للدمج فوائد اجتماعية متعددة : أنه ينبه كل أفراد المجتمع إلى حق المعوق في اشعاره بأنه إنسان وعلى المجتمع أن ينظر له على أنه فرد من أفراده، وأن الإصابة أو الإعاقة ليست مبررا لعزل الطفل عن إقرانه العاديين وكأنه غريب غير مرغوب فيه (عادل خضر: 1992: 88). أن الدمج الطلاب المعاقين مع أقرانهم العاديين له قيمة اقتصادية تعود على المجتمع إذ توظف ميزانية التعليم بشكل أكثر فاعلية بوضعها في مكانها الصحيح وبما يعود على الطلاب بفوائد كبيرة .. فتحول الانفاق من الاستخدامات التعليمية غير المناسبة (مثل: استخدام وسائل النقل لمسافات طويلة للوصول إلى المدارس الخاصة). مما يعتبر توظيفا للأموال بشكل أكثر انتاجية ونفعا للمجتمع (برادلي وآخرون : 2000، 22-23). خامساً: تجربة الدمج في مدينة الرياض : قامت تجربة الدمج في مدينة الرياض على خطة تربوية تم اعدادها من قبل قسم التربية الخاصة وقد تكونت الخطة من ثلاث مراحل اساسية هي: 1- مرحلة التشخيص والتخطيط . 2- مرحلة التنفيذ. 3- مرحلة التقويم والمتابعة . برنامج الخطة التربوية لدمج اذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس التعليم العام انطلاقاً من توجهات وزارة المعارف والممثلة في الأمانة العامة للتربية الخاصة نحو الارتقاء بمستوى أداء العملية التربوية والتعليمية وتفعيل دور قسم التربية الخاصة ، قام القسم بالإدارة بعمل آلية عمل لفتح برامج تربية خاصة في مدارس التعليم العام لكل عام دراسي شملت العديد من الأهداف والمهام التربوية والتعليمية، وقامت الخطة على آلية تنفيذ شملت على العديد من الإجراءات التي نتج عنها فتح اكثرمن (72) برنامج دمج في مدارس التعليم العام،حتى الان ،(40) برنامج للتربية الفكرية,(20) برنامج للصم وضعاف السمع و (12) برامج للمكفوفين، وقداشتملت هذه الخطة على ثلاث مراحل اساسية : المرحلة الاولىً : مرحلة التشخيص والتخطيط : تضمنت هذه المرحلة العديد من الإجراءات يتم فيها الوقوف على اجتياجات برامج الدمج الفعلية كما يتم فيها عقد اجتماع ولقاءات مع مديري المدارس والمعلمين المنقولين للبرامج .ومن خلال ما يحدد ه المشرف التربوي من اهداف في المرحلة القادمة . وفد تضمنت هذه المرحلة التالي: 1- تحديد أهداف وشروط برامج الدمج في مدارس التعليم العام . 2- حصر الطلاب في الأحياء حسب مستوياتهم ومراحلهم الدراسية في المعاهد والدين سيتم فتح برامج للتربية الخاصة لهم في مدارس التعليم العام . 3- مخاطبة مركز الإشراف التربوي لترشيح (3) مدراس مقترحة مناسبة لفتح فصول تربية خاصة 4- زيارة مشرف التربية الخاصة للمدارس المرشحة واختيار الأفضل منها. 5- توجيه خطاب لمركز الإشراف موضحاً فيه اسم المدرسة وعدد الفصول التي سيتم اعتماد فتحها للعام الدراسي القادم . 6- توجيه خطاب للمعاهد لإشعار أولياء أمور الطلاب الذين سيتم نقلهم إلى البرامج الجديدة في مدارس التعليم العام . 7- توجيه المعاهد بتحديد احتياجات الطلاب من الحافلات ورفعها لشئون الطلاب بالإدارة لاتخاذ اللازم قبل بداية العام الدراسي . 8- توعية مدارس التعليم العام التي يلحق بها برامج تربية الخاصة بأهداف وأساليب الدمج . المرحلة الثانية: مرحلة التنفيذ: تتضمن هذه المرحلة تنفيذ عدد من الأساليب الإجرائية لفتح برامج التربية الخاصة في مدارس التعليم العام: 1- إعطاء معلومات كاملة لإدارة المدرسة عن فئة الطلاب التي سيتم نقلهم للفصول في المدرسة مع توضيح الطرق والأساليب التي يمكن دمج طلاب التربية الخاصة مع أقرانهم العاديين في المدرسة . 2- اختيار المعلمين المتميزين من المعاهد والمعلمين المنقولين من خارج المنطقة وتوجيهم للمدارس التي بها دمج بما في ذلك معلمي التربية الرياضية والفنية. 3- تجهيز فصول برامج التربية الخاصة في مدارس التعليم العام من الوسائل التعليمية والأثاث قبل بداية العام الدراسي . 4- اختيار معلم متابع متميز من المعاهد مع بداية كل برنامج لمتابعة احتياج البرنامج والتنسيق مع قسم التربية الخاصة والمعاهد في نقل الطلاب للبرامج ومن ثم الرفع بالمعوقات والمشكلات التي تواجه البرنامج . 5- تكوين لجنة متابعة في كل برنامج مكونة من الوكيل والمرشد الطلابي والأخصائي النفسي ومعلم من البرنامج في المدرسة .لمتابعة الجوانب التالية : 1- وضع الخطط الدراسية لفصول برنامج التربية الخاصة . 2- استقبال الطلاب وتطبيق شروط القبول في البرنامج . 3- دراسة الحالات الخاصة وعلاجها . 4- دراسة الحالات الطارئة ورفع تقرير عنها بعد فترة الملاحظة . 5- دراسة الملاحظات من معلمي البرنامج وضع الحلول المناسبة . المرحلة الثالثة : مرحلة المتابعة والتقويم: عملية مستمرة تصاحب كل مرحلة ، وتنفذ بأسلوب الزيارات الأسبوعية من قبل ادارة التعليم العام للبرامج الملحقة في مدارس التعليم العام ، والغرض منها قياس مدى تقدم البرنامج نتيجة لمآتم في الخطوات السابقة . وتتضمن هذه المرحلة الجوانب التالية : 1- تقييم ومتابعة برامج التوعية لطلاب والمعلمين في المدارس التي افتتح بها برامج للدمج ، أثناء العام الدراسي؛ ومن ذلك متابعة الطرائق التالية : الإذاعة المدرسية، المطويات، الصحائف الحائطية، المسابقات، الاشتراك في المناشط الطلابية .وكذلك حضور المعلمين في التعليم العام والبرامج للدورات التدريبية والندوات والمحاضرات وورش العمل . 2- التحقق من مدى استفادة طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة من برامج الدمج . 3- متابعة وتقويم اعمال لجنة القبول في البرنامج لتأكد من متابعة الحالات السلوكية، ومتابعة الطلاب الجدد في فترة الملاحظة ورفع تقارير دورية عن حالاتهم . 4- متابعة تفعيل ما جاء في الاجتماعات الدورية لمديري ووكلاء المدارس التي يوجد بها برامج للدمج مع مشرفي قسم التربية الخاصة المشرفين المتعاونين . 5-تقييم برامج الدمج عن طريق استبانة تعبأ من قبل معلمي التعليم العام في المدرسة ومعلمي برنامج التربية الخاصة في نهاية العام __________________
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|