نقدم هذه المادة التعليمية للتعريف بتقنية التصميم والتوظيف التربوي الفاعل للخريطة الذهنية؛ لما لها من أثر إيجابي في تسهيل عملية التعليم والتعلم لكل من الطالب والمعلم من خلال توصيل والتوصل إلى المعلومات بسهولة ويسر، وتوفير الوقت والجهد؛ لذا يمكن لمعلمي الدراسات الاجتماعية عامة، ومعلمي مبحث التاريخ خاصة الإفادة من هذه التقنية بتوظيفها في عروض دروسهم.
تضمينات تربوية
أصبحت الخريطة الذهنية واسعة الاستخدام في المجال التربوي والتعليمي لما لها من خصائص فريدة في التعليم والتعلم؛ فهي تعرف المتعلمين على الشبكة الترابطية علاقات متداخلة من جوانب شتى بين عناصر الموضوع المراد عرضه. هذه التقنية تساعد في تحسين عملية التعليم والتعلم في مُختلف المباحث الدراسية، وذلك في مجال توصل المتعلمين للمعلومات وتطويرها. فبواسطة الخريطة الذهنية يتضح البناء المعرفي والمهاري لدى المتعلم في فهم وتفسير المنظومة التركيبية لذلك الموضوع.
وقد وظف الرسول صلى الله عليه وسلم الخريطة الذهنية في تعليم صحابته الكرام، عندما رسم لهم خطاً مستقيماً وقال (هذا سبيل الله). وخط خطاً عن يمينه، وخطاً عن شماله، وقال (هذه سبل الشيطان).
الفوائد التربوية للخريطة الذهنية
تساعد الخريطة الذهنية المتعلم والمعلم في تحقيق التالي:
1- تنظيم البناء المعرفي والمهاري لدى كل منهما.
2- المراجعة للمعلومات السابقة: فالفضاء الفسيح الذي ترسمه الخريطة الذهنية للمتعلم تمنحه فرصة مراجعة معلوماته السابقة عن الموضوع، فترسخ البيانات والمعلومات الجديدة في مناطق تعرفاتها الذهنية.
3- المراجعة المتكررة للموضوع: إذ إنها توسع الفهم وإضافة بيانات ومعلومات جديدة لما هو موجود. فبعض المتعلمين قد يجدون صعوبة في رسم خريطة ذهنية للدرس أثناء عرضه، ولكن يسهل عليهم ذلك عند مراجعته.
4- مراعاة الفروق الفردية عند الطلبة: إذ إن كلا منهم يرسم صورة خاصة للموضوع بعد مشاهدة خريطة الشكل الذي توضحه حسب قدراته ومهاراته.
5- تطوير المتعلمين لأسئلة جديدة عن بيانات ومعلومات قد حصلوا عليها من خلال الخريطة، التي تطور أيضاً العمق المعرفي والمهاري للمتعلم في موضوع ما.
6- إعداد الاختبار المدرسي، وذلك من خلال وضوح الجزئيات التفصيلية للموضوعات.
7- تلخيص الموضوع عند عرضه - الملخص السبوري.
8- توثيق البيانات والمعلومات من مصادر بحثية مختلفة.
9- المراجعة السريعة للموضوعات من قبل المتعلمين، عندما لا يجدون متسعاً من الوقت لمراجعة تفصيلية.
10- سهولة تذكر البيانات والمعلومات الواردة في الموضوع من خلال تذكر الأشكال المرتسمة في أذهانهم.
11- رسم صورة كلية لجزئيات الموضوع التفصيلي.
12- تنمية مهارات المتعلمين في الإبداع الفني لتوضيح البيانات والمعلومات المكونة للموضوع.
13- توظيف التقنيات الحديثة في التعليم والتعلم كالحاسوب، وجهاز العرض فوق الرأس، والشرائح والتسجيلات الأخرى وغيرها.
14- تقلل من الكلمات المستخدمة في عرض الدرس؛ فتساعد في شدة التركيز، وتسهل فهمه بوضوح من قبل المتعلمين.
كيف تعد خريطة ذهنية؟
لإعداد خريطة ذهنية ينبغي مراعاة الخطوات التالية:
* تخيل المساحة التي يحتاجها توضيح العلاقات المتداخلة لعناصر موضوع ما.
* استخدم الكلمات المفتاحية لكل من المكونات الرئيسة والفرعية للموضوع.
* ضع الفكرة الرئيسة المراد توضيحها في مركز الخريطة المقترحة.
* تعرف على العلاقات التي تربط بين أطراف الموضوع.
* فكر بطريقة ثلاثية الأبعاد، وليس باتجاه البعد الواحد؛ لشمول وتكامل الشبكة العلائقية للموضوع.
* استخدم الخطوط والأسهم والأيقونات في توزيع العناصر المكونة للموضوع.
* وظف الألوان في التمييز بين العناصر الرئيسة والفرعية.
* اعمل على جانبي الخريطة وليس في جهة واحدة.
* اجعل منها لوحة فنية خلابة، ومشوقة.
* ضع الأفكار كما حصلت عليها ولا تشوهها بالاختصار المخل أو الطول الممل، وابتغ بين ذلك سبيلاً.
* احرص أن تناسب حجم الأيقونة حجم الفكرة أو المعلومة.
* اترك فضاء أرحب للمتعلم كي يتمكن من إضافة بيانات أو معلومات جديدة؛ وذلك لتطوير ما هو قائم.
تذكر أنه عند بناء الخريطة الذهنية أنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار النقاط التالية:
* الكلمات المفتاحية والعلاقات المتداخلة والذاكرة البصرية والرموز والأيقونات والفضائية والأسهم.
* التنظيم الإحاطة بالمكونات ووضوح الرؤية.
وأخيراً؛ إذا أردت أن تستخدم هذه التقنية ما عليك إلا أن تُحط مدركاتك الذهنية بكافة العناصر التفصيلية للموضوع المُراد عرضه، وإجراء التصميم اللازم له، ثم اعرضه أمام الطلبة واكتشف المستويات المعرفية والوجدانية والمهارية التي اكتسبوها من عرض هذا الموضوع، ثم اطلب من الطلبة تصميم نماذج لموضوعات دروس أخرى لعرضها أمام زملائهم.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي