المراتب النفسية لعملية الوفاق والتضاد في العقل البشري
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
المراتب النفسية لعملية الوفاق والتضاد في العقل البشري
Psychological Steps of equilibrium process and Negative Tips in the
Mental Map
سلامة خريطة الدماغ بين الممارسة والقدح الذهني
-الاهتمام بسلامة الآخرين
-توازن مداخل النفع العام والخاص.
-التركيز على الجماعية في صناعة الرأي.
-أدوات الانتماء وتوحيد الأهداف.
مراتب الوفاق :
•نية الصلح ( إن يريدا إصلاحاً )
•إمعان النظر الإيجابي
•مداخل التيسير اللغوي
ومن بعد المراتب الثلاث يحسن الفهم ويكتمل الاتصال الوفاقي
أولاً : نية الصلح
وهي عقد العزم على إنجاز أمر ما ، ولكنه عزم يستخدم قوى الإيجاب في النفس ، ولأن قوى الإيجاب في النفس مرتبطة بصلاح النفس ، فإنه يصبح من الضروري أن تكون لدى المرء نية صلح ولا تحتمل غير ذلك ، فالمبادئ الاستهلالية لتوجيه السلوك تنحصر في الصلح ولا تحتمل غيره ، لإنها إن احتملت غير ذلك تغيرت بوادر الصلح إلى بوادر عداء ، وكان هذا سبباً لاختلال في خريطة الدماغ الموجهة لحركة الصلح .
مراتب التضاد :
عملية عكسية تماماً
•نية العدوان
•المتابعة الساخطة لتجميع العيوب
•مداخل الشقاق والتعدي
المراتب النفسية في عملية الوفاق ومداخل التضاد في العقل البشري
2- الشعور بالتوازي مع الآخرين : وهو طور يشير إلى انتهاء الصراع داخل العقل ، والإشارة إلى انتهاء الصراع بكلمة توازي ، فالتوازي يعتبر نفسياً من أعلى مراتب التوازن ، وهو يحقق الشعور بالنجاح مع الاعتراف بنجاح الآخرين ، على عكس الشعور بالتفوق أو الدونية ، لأن الأول يقوم على التنافس ، والثاني يقوم على الانهزام والاستسلام . فالتوازي مرحلة بين المحاولة والعزيمة ، والعزم مرتبط بالتفوق ، والمحاولة إذا فشلت مرتبطة بالدونية وإذا نجحت فهي مرتبطة بالتوازن . ومن مزايا الشعور بالتوازي لدى الآخرين أنه يفتح أبواب التحمل لما يصدر من الآخرين لمجرد شعور الفرد بالتوازي ، لأن من يتفوق لا يتحمل فشل من معه ، ومن يفشل لا يتحمل نجاح الآخرين . والشعور بالتوازي فيه جهد نفسي أكبر من تحقيق الشعور بالتفوق كما هو أكبر من الشعور بالدونية بطبيعة الحال . فلنأخذ مثالاً واقعياً من الحياة الاجتماعية السياسية socio-political life ما أن يتحقق الشعور بالتوازي مع الآخرين في أي كيان سياسي إلا وينجح أهل ذلك الكيان في تحقيق الوفاق المنتج في الحياة الاجتماعية السياسية ، ولقد ربطنا بين المجتمع والسياسة لأن الساسة قد جعلوا جل أحلامهم في محبة الناس في حركة المجتمع والتفاعل في كل الأنساق الاجتماعية كموروث ثقافي ، كالأفراح والمآتم ، والمناسبات الاجتماعية والرياضية المختلفة ، فلا يستقيم الأمن لأي كيان سياسي إلا بالشعور بالتوازي مع الآخرين في حركة المجتمع دون شعور بالدونية فيحرجون وتنكمش أنفسهم أو الشعور بالتفوق ، فيتعدون على الناس وتمقتهم العامة . فالذي يدور في عقلية الكيان السياسي مثلاً ، طلب التوازي في الخبرة في التعامل مع الأحداث والمستجدات من وقت لآخر ، والشعور بالتوازي مفاده زيادة حركة الإنتاج السياسي والتفاعل الاجتماعي والمكاسب الاقتصادية .
ننتقل إلى الطورالثالث ، وهو طور الشعور بالدونية ، والهزيمة تبدأ من النفس ، والنصر من عند الله
المراتب النفسية في عملية الوفاق ومداخل التضاد في العقل البشري
المحاور :
أطوار النفس الاربعة :-
1/ الشعور بالتفوق
2/الشعور بالتوازي
3/ الشعور بالدونية
4/ الشعور بالاحباط
مداخل الاحباط من خلال الاطوار الاربعة :-
1/ إكتمال عملية التوافق
2/ نقص التوافق والشعور بالقلق
3/ إنحسار التوافق والشعور بعدم الإتزان
4/ فقدان التوافق والشعور بالضياع
سلامة خريطة الدماغ بين الممارسة والقدح الذهني :-
1/ الإهتمام بسلامة الاخرين
2/ توازن مداخل النفع العام والخاص
3/ التركيز على الجماعية في صناعة الرأي
4/ أدوات الإنتماء وتوحيد الأهداف
المراتب النفسية الاربع :-
الإحباط :-
وهو المرتبة الرابعة في تطور النفس البشرية إذ لا يقع الإحباط إلا بعد الشعور بالفشل والإستسلام للهزيمة .
ولكنه من الضروري التفصيل العلمي لآليات الحالتين :فالشعور بالفشل :
يبدأ كاحساس ويكون دور التخزيل فيه عالياً إذا إستجاب الإنسان للمخذلين أو الوؤثرات التي تقود للتخذيل .
فلأصل في النفس السوية المناعة من التخذيل ومن ثم عدم الشعور بالفشل إذا ما ورد أمر فيه صعوبة .
تبدأ بالسماع أو الرؤية . كأن يسمع الإنسان عن شخص ما يشابهه قد فشل في نفس الظروف فتتلبسه روح الشعور الفشل .
إلا أن يخاطب عقله بأنه يسمي ذلك الشخص إنما هو شخص آخر له ظروفه وله عزيمته .
فالآلية تبدأ بالسماع والرؤية وتنتهي بالتسليم والإستسلام
أما آلية الإستسلام للهزيمة:
تبدأ من قبول فكرة الهزيمة فتحاصر النفس حتى تملأها تماماً ولا تترك مجالاً لشعور غير الهزيمة . وتنتهي فكرة القبول بعدم قبول غير الهزيمة لذلك كانت فكرة الهزيمة (تبدأ من النفس ) صحيحه لأن دواخل الفرد تحرك ظواهره وجوارحه.
وهذا هو سبب تفسير ثبات الناس على الفشل ومعاندة النفس وكذلك معاندة الآخرين إذا ما أرادو تفسير حاله .
وهنا نجدر الإشارة للأيتين من كتاب الله سبحانه وتعالي(( إن الله لا يغير ما بقوم حتى ما يغيرو ما بأنفسهم )) لأن عنصر التغيير يبدأ من النفس فتتهيأ لخبر قادم فتجده وتتلقفه وتنتقل من الفشل الى النجاح فلأمر عزيمة قبل حركة التغيير.
وهنا نجدر الإشارة الي أن حركة التغيير في الإتجاه حتى يقع بعد ذلك تغيير من عند الله سبحانه .
بينما الأية الاخرى التغيير فيها في الإتجاه السلبي وهي
(وما كان الله مغيراً نعمةً أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسكم)
وهنا لابد من الإشارة الى مداخل التضادفأي إنسان يجد نفسه في حالة خير لا ينزعه الله سبحانه منه إلا إن يتنكر هو للخير الذي هو فيه أو يجحد نعمة الله سبحانه بالتنكر للخلق وعدم شكر الناس على ما يعرفون به والآيه التي يتخذها من في حكم الآيه الاولى هي مداخل للتوافق والوفاق .
بينما الآيه التي يتخذها من في حكم الآيه الثانيه هي مداخل تضاد
والتوافق في علم الإدراك هو تجسيد رغبات النفس الى مواطن تنفيذ القرار الصادر من العقل .
بينما التضاد قفل الابواب التجسيد بين الرغبات ومواطن التنفيذ في العقل البشري .
فحركتا التجسد والقفل كلاهما إرادة مغلغة برغبة لا يتمكن صاحبها من إعلانها إلا بعد التبرير لها .
والتبرير هو جهد عقلاني يقوم به صاحبه لاقناع الآخرين به على صحة ما ذهب اليه.
مداخل الاحباط من خلال الاطوار الاربعه :-
مداخل الإحباط متعدده في النفس البشريه ولكل فرد مدخله للإحباط وان اتفق عامة الناس على مداخل عامة ومع ذلك يكون المكون الشخصية أهم آلية في صنع الإحباط .
مثال ارتباط الإحباط لدى نفر من الناس بعدم تحقق الإنتقام ممن يريد الإنتقام منه وقد يرتبط بعدم تحقيق النجاح المتوقع سوى للفرد أو للأخرين .
كما قد يرتبط بعدم فشل من يراد أن يفشل فقط بالاماني وهنا لابد من الإشارة إلي أنه لا تكتمل عملية التوافق إلا بالتنازل عن اسباب الإحباط المفتعل . دون الإحباط القهري ، والفرق بينهما شائع .
الإحباط المفتعل هو الإرادة السالبة لتوقع سير الأحداث وهي إرادة مرضية وليست من الصحة الفعلية في شي اذ أن صاحبها تعتريه حالة من القلق الشديد الذي لايزال إلا بفشل الآخرين الذي يتمناه
بينما الإحباط القهري :
يقع علي غير توقع وهو فشل لا يتوقع صاحبه حدوثه . وعدم التوقع هنا يصبح من أهم اسباب الإحباط وذلك لعدم وجود إحتماله ويعرف ذلك في علم الإدراك Bloking Probubility .
نقص التوافق والشععور بالقلق :-
يعتبر نقص النواقص من أهم مداخل الإحباط بصفتيه المفتعل والقهري وما أن يشعر الفرد بنقص في التوافق مع المعطيات التي أمامه إلا ويزداد عنده الشعور بالقلق .
يعرف هذا النوع من القلق بالقلق الإرتباطي بمعنى أنه قلق مرتبط بمؤثر يزيده ويقلله حسبما تكون حالة الفرد في تناوله لأمر ما بعينه .
فالشعور بالقلق قد يقود إلى النجاح والسعي لتحقيق مسببات النجاح ولكن هذا النوع من القلق الإرتباطي قلما يكون ذلك إذ لا يقود صاحبه لتحقيق مسببات النجاح . لكنه يقود إلى محاولات سد النقص في الأمر المطروح .
إنحسار التوافق والشعور بعدم الإتزان ، فهي خطوة تالية لنقص التوافق ، وينحسر التوافق في العقل البشري إذا كانت النفس غير مهيأة لقبول الأفكار البنائية (Productive ideas ) وبفقدان الافكار البنائية يصبح الإنسان في حالة عدم إتزان ، فلا يستطيع أن يتخذ قراراً يفضي إلى التوافق أو يساعد في تحقيقه . في الشعور بعدم الإتزان إشارة سالبة لتطورات النفس البشرية ،إذ تنفتح بعدم الإتزان أبواب التردد وعدم الثقة في النفس فوجدنا في العلم أن من ضعفت ثقته في نفسه كان ضعيف الثقة في الآخرين مع زيادة الإنكسار لهم ، ينكسر لغيره ولا يثق به ، ويقود عدم الإتزان إلى صناعة التشتت في المجتمع فلا يثق طرف بالآخر ، ولا يأت الناس بعضهم بعضاً ، وتظل هذه الحالة في المجتمع في تصاعد إلا أن يتدارك الناس أنفسهم بقوة الثقة في النفس التي تتضح في السلوك المنتج .
والسلوك المنتج يتم الحكم عليه بالإنتاج أطراف متعددة وليس فقط صاحبه .
فقدان التوافق والشعور بالضياع :-
وما إن تصل المداخل هذا الحد من فقدان التوافق إلا ويلازم الفرد شعور بالضياع مهما كانت التقديرات ، ولا يأتي الشعور بالضياع إلا من فقدان التوافق الذي نبع في حياة الفرد بأربعة أسباب أساسية :-
1.إذا خلت حالة الفرد في إيجاد بدائل عمليه تخرجه من المآزق .
2.إذا تشبط الفرد وخارت عزيمته من كثرة ما يجد من الممواد المشبطة سواء في تجربته الشخصية أو سلوك الآخرين معه .
3.إذا رأى نماذج حيه من فقدان التوازن وتكررت دون تغيير على تتتتت شبه طويل.
4.إذا تعرض لتجارب معاكسة قصد منها للطرف الآخر أن يفقدة التوازن ، وتتكرر العدوان المائل ، عندها ينتاب الفرد شعور بالضياع إلا أن تتداركه رحمة الله ومنها بتغيير البيئة المحيطة الجغرافية والبشرية ، ووسائل تغيير البيئة الجغرافية (أم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا منها )والبيئة البشرية ( ربنا أرنا اللذين أضلان ) فقغيير أي من البيئتين يقوم على عزيمة.
تكلمناعن اطوار النفس الاربعة:-
1/ الشعور بالتفوق
2/ الشعور بالتوازي مع الاخرين
3/ الشعور بالدونية
4/ الشعور بالاحباط
مداخل الاحباط من خلال الاطوار الاربعة:-
الشعور بالتفوق يصبح امر لازم لكل من أحسن الظن في ما يمتلك وفي ما يجيد من عمل .
وإيجادت العمل لا يحكم عليها بنفسه بل يحكم عليها عليها الاخرون وهنا يأتي الشعور بالرفعه بين الناس فيقود الشعور بالتفوق الى إتجاهين :-
أ/ إتجاه منتج من النفس السويه التي تهتم بنفع الناس
ب/ إتجاه آخر سلبي تقوده النفس التي بها مرض مدرك واخر غير مدرك
يتحول الشعور بالتفوق الي تعالي غير مبرر وغرور في التعامل فيبخس صاحب التتفوق الناس أشياءه ولذلك جاء في النهي في الاية الكريمة ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الارض مفسدين).
بأن الفساد علي وجه الارض سببه الشعور بالتفوق المرضي من النفس التي بها علة لاننا وجدنا في العلم أن من تغره نفسه في الشعور بالتفوق في الاتجاه السلبي لا يكن له حد في الفساد علي وجه الارض الي أن يبلغ غايته التي يريدها وهو على النفس المريضة وهو على القلب الذي له مرض وعلة.
فالدليل على ذلك الطغيان على وجه الارض لا يقف صاحبه الا
بسببين :-
أ/ إما قوة تردعه بسلطان لا قبل له بتحمله
ب/ أو يعيش في الارض فساداً بإستسلام الضعفاء له وعندها يوقف الطغيان ويفتح الباب له طغيان أخر وهو ضياع النواميس الإنسانية في سلامة الناس .
ومن هنا كان الضغيان جاهلية ويحقق هذا الإتجاه العلمي الايه ( ولو تدلوا بها الي الحكام ولتأكلوا اموال الناس بالباطل).
والنهي في الاية واضح في إستخدام أساليب الطغيان ومرد ذلك الشعور بالتفوق في الإتجاه السلبي.
مقارنة في الشعور بالتفوق في الجانب الفقهي في الاية ( والذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانيةً يرجون تجارة لن تبور ).
وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( نعم المال الصالح عند العبد الصالح).
الجانب الاخر في الاية ( الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين نجد أن في الاية ثلاثة درجات :-
أ/ كظم الغيظ
ب/ العفو
ج/ درجة الحب والإحسان
فكظم الغيظ في العقل البشري يقوم على جهد فيه تضاد في بداية الامر ويقع التضاد بين التوافق وإيقاع الهزيمة فمن جنحت نفسه لتوافق دون إيقاع الهزيمة بالاخرين كان متمكناً من كظم الغيظ لان الموجهات التوافقيه قد غطت علي موجهات الإنتصار بالنفس ففي موجهات التوافق إنتصاراً للقيم الإيمانية العليا بينما فيها إلحاق الهزيمة بالاخرين إنتصاراً للقيم الدنيا في النفس البشرية .
ووجدنا في العلم أن الجهد المبزول في تحقيق القيم العليا أقل بكثير من الجهد المبذول في تحقيق القيم الدنيا وتربية النفس.
ومن هنا يتضح جلياً أن مراكز النفس بين الوفاق والتضاد صراع مستمر في تحقيق التوازن في السلوك البشري وتقودنا هذه الغاية السامية في تفوق الإنسان في سلوكه إحقاقاً للاية ( فإذا فرقت فأنصب وإلى ربك فأرغب).
وما أن يفرغ الإنسان من عمل الا ويراجعه للتوازن بين الوفاق والتضاد حتى يأخذ منهجاً وسطاً حيث تكون الرغبة لله سبحانه وتعالى التي لا تتحقق إلا بالتوازن وإقامة العدل في الرأي وفي إصدار الحكم وفي التقرير وفي السلوك .
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي