freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19334 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: الكون العجيب- فضاء أعجز العقول السبت يوليو 16, 2011 7:01 pm | |
| عالم كوني جبار أذهل العقول وأدهش الأفكار وحيرت عظمته العلماء وما كل بحوثهم واكتشافاتهم إلا في حيز ضيق جداً من مجرتنا فمتى يعرفون أسرار هذه المجرة ومتى سيخرجون إلى فضاء المجرات الأخرى..
لابد أنهم يحتاجون إلى ملايين السنين من البحث والتقصي من حياة البشر فهل سيتهيأ لهم ذلك؟
لو سمح لك أن تخرج من هذا العالم الأرضي لتعبر آفاق السماء فتتعرف على ما فيها من مجرات وشموس وأقمار وكواكب لهالك أنك تعيش في كرة أرضية تتناهى في الصغر بل هي لا تكاد تذكر إذا ما قيست بأدنى النجوم. فأرضنا هذه عالم ممتد متناسق الألوان والأحجام، مهيئة لتكون صالحة للحياة بما فيها من ماء وهواء وحيوان ونبات، ولكنها كانت الشغل الشاغل للبشرية عبر عشرات بل مئات القرون، إلى أن تهيأ للإنسان أن يخرج من فضائها إلى فضاء سماوي أرحب عن طريق السفن الفضائية، وإذ بالإنسان يتعرف على عوالم أعظم وأعظم بكثير مما هي الأرض عليه.
وعن طريق التلسكوبات العملاقة التي بناها الإنسان عرف أن الشمس تكبر الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة وأن نجم الجوزاء يكبر الشمس بخمس وعشرين مليون مرة وأن نجم المرأة المسلسلة يكبر الجوزاء بـ119 مليون مرة.
هذا في مجرتنا – مجرة درب التبان فقط- ومجرتنا هذه نفسها تحتوي على مئة مليار نجم.
وقد استطاع إنسان القرن الماضي بما صنع من تلسكوبات عملاقة استطاع أن يغوص في أعماق السماء البعيدة حتى اكتشف منذ مدة قريبة نحو 600 مليار مجرة في كل مجرة مئة مليار نجم.
هذا العدد الضخم الذي لا تكاد تستطيع تصوره والعقل بحواسيبه يعيا وهو يحاول معرفة عدد هذه النجوم، كما يصعب على هذا العقل أن يصدق أن كل نجم من تلك النجوم وكل مجرة من المجرات إنما تسير في فلك أو مسار أو مدار لا تحيد عنه شعرة ثم مع كل ذلك لا تجد نجماً يصطدم بنجم لأن المسافة بين نجم وآخر تقدر بمئات السنين الضوئية مما يعني استحالة مثل ذلك الاصطدام.
ومع ذلك يقول لك العلماء إن هذا الاصطدام لن يقع ولو وقع في عالم مجموعتنا الشمسية ومجرتنا مجرة درب التبان- على الأقل لقامت القيامة وفني الكون.
فكيف توصل الإنسان إلى معرفة كل ذلك؟
نقول: لقد درج الإنسان على الأرض وانتظمت مسيرته ضمن تصرفات وعادات وتخمينات ومحاولات في تفسير هذا الكون ونشأته وشموسه وأقماره، ثم تطور هذا الفهم إلى فهم أرقى لآليات هذا الكون وقوانينه، ومن ثم راح يكتشف بعض هذه القوانين الناظمة لهذا الكون، حيث توصل نيوتن إلى قانون الجاذبية وعرف العلماء كروية الأرض؛ في وقت كانت الكنيسة ما تزال تتشبث بما في التعاليم الدينية التي تقول بعكس ذلك ما أدى إلى مقتل أكثر من عالم رفضوا أن يتراجعوا عن الحقائق العلمية التي توصلوا إليها ومنهم من هادن الكنيسة فنجا من الموت، ولكن إصرار هؤلاء العلماء الذين أقاموا أبحاثهم على قوانين رياضية صرفة إلى جانب بعض التلسكوبات البسيطة، استطاعوا بإصرارهم أن يتوصلوا إليه من حقائق وقوانين ما أدى إلى ظهور نهضة علمية عظيمة أدت بالإنسان إلى أن يغزو الفضاء ويتعرف على عالم السماء وما فيه من معجزات وعجائب.
وإذا كان عالمنا الأرضي بما فيه من نبات وحيوان وهواء وأمطار وما ينتظمه من قوانين وقد توصل الإنسان إلى فك معظم ألغازها فرأى عالماً متميزاً بجمع بين الجلال والجمال وبين بديع الصنع والإعجاز ما جعل العقول تحار في كنهه، فإن عالم السماء فيه من غرائب الصنع وعظمة القوانين وتنوع الشموس والنجوم والمجرات ما لا يمكن لعقل الإنسان أن يحيط به إطلاقاً، لأن ما عرفه العلماء حتى اليوم من هذا الفضاء الخارجي ليس إلا ذرة رمل في صحراء الربع الخالي –هكذا يقول علماؤهم- فالـ600 مليار مجرة التي توصلوا إلى معرفتها ليست إلا جزءاً يسيراً يسيراً جداً من هذا العالم الكوني الجبار، رغم أنهم يبحثون ويفتشون في أعماق الفضاء ضمن مجموعات علمية هائلة تشرف عليها مؤسسات علمية ضخمة تعينهم في ذلك تقنيات متطورة وتلسكوبات جبارة ولكنهم يقولون (ما لا نراه من هذا الكون أعظم وأعظم بكثير مما يمكن أن نحيط به).
يتبع ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|