العصر الفرعوني - الديانة - [/sizeالأنظمة [/url]
اللاهوتية مع مرور الوقت ونتيحة للاندماج المركب والتزامن والقرابة الجغرافية بين المعبودات أقام الكهنة من المعبودات مثانى وثواليث وثوامين وتواسيع كانت أقرب إلى مجموعات تكمل بعضها بعضا من كونها أسرا مقدسة ليس غير أو كانو أعضاء فى هيئات مؤلفة من طبقات انسلكت فى أنظمة فسر بها خلق الكون .
لذلك ظهر الاختلاف بين المعبودات الكونية والمعبودات المحلية ، وكان للاخيرة أن ترقى إلى الدرجات العلا عن طريق التوافق السياسي .
وكان النظامان قد نشأ بتأليف التاسوع فى هليوبوليس والثامون فى هيرموبوليس.
تاسوع هليوبوليس
اعتقد ال
مصريين أن
اتوم بمعنى التميم كان قد نشأ بذاته من اللج الازلي هيولي نون ، وكان عادة فى هيئة رجل معصب بالتاج المزدوج ، ولكنه مع ذلك وهو الكيان الكونى الذى قد يتجلى فى هيئة الثعبان أو العجل - قد استولد نفسه -.
وأول زوجين مقدسين هما شو الهواء وتفنوت الرطوبة فأما شو فقد مثل بشرا متوفا بريشة فى حين مثلت تفنوت ، امرآة أو لبؤة ، ومن هذين الزوجين نشأ جب رب الأرض عن السماء ، وفصل بينهما شو ، أى فصل الأرض عن السماء حيث صورت أنثى تنتشر النجوم فى جسدها العارى مظلة باستناءها على يديها وقدميها رب الارض الذى صور رجلا مضجعا ، ومن جب ، ونوت ولد أرباب أربعة هم أوزير وايسة وست ونبتجت فكان مجموع هذه الالهة جميعا تكون تاسوعا هيلوبوليس .
وقد عد أوزير الحكم وفق الاسطورة فيما بين خلق الارض وحكم الانسان ومن ثم نشأ تاسوع صغير من أرباب أقل منزلة على رأسهم حور ، إلى جانب التاسوع تطورت عن لاهوت هليوبوليس عقيدة الشمس فى عصر الدولة
القديمة ، وإذا بهذا الجرم السماوى الذى حمل اسم رع وظهر قلب سوسنة لحظة رفع فيها شو السماء عن الارض يتمتع بعقيدة مستمرة ونفوذ عظيم.
هيروموبوليس (الأشمونين)
وكان تحوت فى لاهوت الأشمونين حيث جاء متأخرا هو المعبود المحلى وحامى المعارف وهو الذى خلق بكلمته الثامون من أرباب ثمانية أزليين ، وهى أزواج من كائنات
عضوية كانت الذكور فيها ضفادع والإناث حيات ، وكونت قوى عناصر الطبيعة الاساسية ، فهناك نون ونونة أى اللج أو المحيط الازلى ، وحوح وحوحة اللانهاية وكوك وكوكة الظلمة ، و
آمون و
آمونة أى الخفاء .
وقد أقام هؤلاء الازواج الاربعة فوق التل الازلى وخرجو من لج هيروموبوليس نفسه ، حيث صوروا بعد ذلك من البيضة التى شرقت الشمس منها ، ومن ثم خلق الآله العالم ونظمه بنفسه وذلك بعد أن هزم الاعداء.
أما العقائد الاخري فقد اختلفت عن ذلك أو جائت نتيجة لهاتين العقيدتين إذ شاع أن كل معبد
مصري أنما أقيم علي تل أزلي ، وأن كل مجموعة أو ثالوث من الارباب فى منطقة ما انما تالف من اجتماع أربابها مع أرباب ما جاورها أو من أرباب محليين مع أرباب عليا حظيت بالتفاصيل واقتضى ضمها.
منـف
كان معبودها المحلى
بتاح رب الارض والاشياء ، وكان يصور فى هيئة مومياء معصبا بقلنسوة ضيقة ثم صار بعد ذلك معبودا للعاصمة وخالقا للكون وقدس معبودا حاميا لل
فنانين والصناع ثم تألف منه فى عصر الدولة
الحديثة ثالوث مع المعبودة اللبؤة سخمت القوية ، والمعبود نفرتم الجميل الكامل الذى صور شابا على رأسه سوسنة ترمز لولادة الشمس حيث تألف من هذه المعبودات غير المتجانسة أسرة مقدسة.
ومع ذلك فقد رأينا منذ عصر الدولة
القديمة أن
بتاح قد اتحد مع كل من سوكر معبود الجبانة وتاتنن الارض البارزة من اللج الازلى ومع الثوار بيس رب الاخصاب فى منف ، وقد نتج عن ادخال عقيدة أوزير أن اتحد بتاج مع سوكر وأوزير حيث عبدو فرادى أو فى كيان مقدس واحد.
أبيـــدوس
كان
الثالوث مجموعة أو أسرة بحق إذا كان أوزير المعبود المتوفى ولم يكن أصلا محليا فى أبيدوس فقد دعى هناك بالطبع حيث دفن أوائل ملوك الدولة الموحدة فلما أندمج بمعبود الجبانة المحلى امنتيو أصبح فى الدولة
القديمة ربا للموتى وإمام أهل الغرب حيث ألف وكون هنا مع زوجته ايسة وابنه حور ثالوثا مستوردا وذلك فى المنطقة التى دفن فيها أول ملك ل
مصر .
ثم تتوج خليفته لأن ست كما روت الاسطورة قد تآمرعلى أخيه أوزير أول حاكم ل
مصر حسدا أو طمعا فى العرش ، ثم عمد فمزقه وبعثر أشلاءه فى أنحاء
مصر حيث تمكنت أخته وزوجته إيسة وكانت قد حملت منه بمولودهما حور فى إلتقاطها ودفنها حيث وجدتها .
ثم تنتبذ مكانا قصيا فى أحراش الدلتا لتضع حملها وتقوم سرا على تربيته وتحرضه على الإنتقام لأبيه وإسترداد عرشه فكان ذلك له حين بلغ سن الشباب ، وهنا وقفت الأسطورة بذكاء فى دمج أول حاكم
تاريخي للبلاد بأوزير على حين اصبحت إيسة أرملة أوزير هى الربه الأم وتجسيدا للعرش وحلت فى حور الذى كان معروفا قبل أوزير روح أوزير ووعي منتقما لأبيه ووارث العرش علي القطرين وأصبح كل ملك بعد ذلك تجسيدا له فإذا مات صار تجسيدا لأوزير .
وقد عبدت أرباب أخري في أبيدوس مثل
بتاح المنفي ورع حور آختي العنشمي وأمون رع الطيبي وكل وفق خصائص عقيدته.
طيبة
امون بمعني (الخفي) يشبه فى البداية معبودا كونيا للاقاليم الطيبي حيث إرتقى منذ الأسرة الحادية عشرة إلي مصاف الآلهه العظمى ثم اتحد مع رع العظيم أعظم المعبودات الكونية في
مصر ، ولئن كانت أمونة شبيهه المتمم فقد كانت إلى جانبه الربة موت متمثلة فى هيئة آدمية بالتاج المزدوج علي مفرقها مع خنسو ولدا لها ممثلا للقمر فكانوا
الثالوث الأعظم منذ الدولة
الحديثة وما بعدها .
وفى الكرنك عبد كذلك رب الشمس رع ورب إقليم طيبة مونتو فضلا عن حور وسوبك وربات مناطق مجاورة مثل حتحور ربة دندرة ، وبذلك ألف ال
مصريون هنا مجمعا من خمسة عشر معبودا.
وثمة عقائد أخري فى طيبة مثل منتو وشركاؤه ورعيت تاوي وحور فضلا عن
بتاح وسخمت وأوزير بألقابه المتعددة ثم أوبت فى هيئة فرس النهر والام المرضعة وماعت تجسيد الحق والعدل.
كما قدست فى البر الغربي من طيبة حية أزلية وبقرة اسمها حتحور فى قلب الجبانة وأنوبيس رب التحنيط وإمتنت ربة الغرب .
ولا ينبغى نسيان تقديس الملوك أو مظاهر
آمون المتعددة على ضفتى النيل فى كافة المعابد وذلك مع
آمون رع ملك الأرباب الذي يستجيب للدعاء فى شرق الكرنك و
آمون صاحب الحريم فى الأقصر ، ومين-
آمون رب التناسل و
آمون الكبش الطيب ثم
آمون ملك الآلهة فى المعابد الجنزية في خاتمة المطاف.
علي ان تلك المجامع المعقدة من الأرباب لم تكن تظهر علي التوالي بل كانت التجربة الحسية سبيل إدراكها فتحظي بالقداسة علي نطاق واسع وفي آن واحد ولذلك يصعب تتبع
تاريخ الديانة ال
مصرية .
ومع ذلك فقد نستطيع تتبع ارتفاع شأن المعبود بمقدار حظوته وما يتبوأ في المجتمع من منزلة على مر ال
تاريخ فقد ارتفع
بتاح فى الدولة
القديمة بحكم احتلاله موقع الصدارة فى العاصمة كما لم يكن من سبيل منذ الأسرة الخامسة لعقيدة رع حيث اعتنق ملوك الأسرة الخامسة عقيدة أون وجعلوها دين الدولة الرسمي .
أما حور فقد اتحد مع رأس التاسوع باسم حور آختى وأعلن ملوك هذه الحقبة انهم أبناء رع وذلك حرصا على مزيد من توثيق الصلة بالأرباب ، ولذلك طفقت أشكال الإتحاد تتولد وفق الحاجة فكان من ثم منتو رع سبك رع وخنوم رع ثم كان فى خاتمة المطاف
آمون رع فكان صاحب المنزلة الكبري والدرجة العليا .
غير أن كلاً من
بتاح وأوزير قد أفلتا من هيمنة رب الشمس وسطوته فلقد كان
بتاح معبودا أزليا كما كان كذلك بفضل اسطورته الشعبية والتى حفظت له قدرا من المكانة عظيمة إذ كان المتوفي يتخذ فى العالم الآخر شخص أوزير.
على أن الكتابات ال
مصرية لم تحو ما يشرح تعاليم عقيدة بعينها ، والمصدر الوحيد عن طبائع الآلهه ما سجل من الصلوات والتراتيل وشعائر كان بعضها على الأرجح معروفا منذ
العصر الباكر .
فضلا عما كشف عنه من نصوص جنازية ظهرت في الأسرة الخامسة ولعل أقدمها وأوفاها ما عرف بمتون الأهرام إذ ظهرت أول مرة مسجلة على الجدران فى هرم أوناس وتضم صيغا يبدو تواترا بعضها عن عصور سحيقه سابقة لقائده الملك المتوفي في رحاب أوزير في الغرب وفق عقيدة ذلك الزمان .
غير ان عصر الإنتقال الأول وعصر الدولة الوسطي ما أن أظلا
مصر حتي كان مصير أوزير حقا لل
مصريين كافة وكذلك ظهرت يومئذ متون التوابيت التي تضم من تلاوات ما يربو علي الألف إختلطت فيها متون الأهرام بما استحدث بعد ذلك من تعاويذ وذلك فضلا عن كتاب السبيلين بما حوي من مواقع العالم الآخر ومقام أوزير.
ثم كان في عصر الدولة
الحديثة أن استعد الناس للآخرة بما كان يشيع معهم الي القبور من فصول مصوره يقوم قدر منها على متون الأهرام ومتون التوابيت سميناها كتاب الموتى كذلك تمتع الملك فى قبرة بمصنفات أو كتب كثيرة ومناظر حافلة تصور العالم الآخر .
فتمثله بين يدي أوزير أو في صحبة رب الشمس في زورقه وسط حاشيته من الآلهه مبحرا فى محيط السماء الأسفل فيما يمثل الليل مرتحلا من العالم الأسفل وهناك كذلك كهوف سته تتعاقب الشمس على إنارتها كهف بعد كهف ثم كتاب النهار والليل بما يستعرض من السماوات النهارية واليلية وهي كتب تعين الملك المتوفي بما يحتشد فيها من صور علي معرفة محاط مركب الشمس وتمده بأسماء الأرباب ومن يسكن من الجن هناك.
وكانت شعائر العبادات الرسمية تجري فى المعبد حيث يتولاها الملك أو يتولاها عنه الكهان إذ كان الفرعون بما يجسد من قوى الأرباب كاهنها الأوحد كما كان المنوط بإنشاء المعابد وتأسيسها وإجراء أرزاقها فضلا عن إقامة موازين العدل بالقسط فى كافة مرافق الحياة.
على أن الجماهير و إن لم يكن لها حق الدخول إلى قدس الأقداس فى المعابد قد سبحت على طريقتها لما قدست من آلهة وأرباب وملوك وأبطال وما قر في نفسها من تجله لما ورثت من تعاويذ وأساطير وتمائم ومع ذلك فقد كان يؤذن لهم في الأعياد بالإلمام بالمعبد ليشهدوا خروج تمثال الآله في زمرته محمولا في زورقه علي مناكب الكهان
مصريين عن تقواهم بين يديه في مسيرة .
أما علية القوم فيدخلون إلى
الفناء الأول من المعبد وكان قد أتيح لهم منذ الدولة الوسطى إيداع تماثيل لهم فيه أملا في الحظوة من قرابين المعبد بنصيب وأكتساب المنزلة عند الآله فيمكنهم من الشفاعة لمن لم يحظ بهذا التكريم بل عمدوا إلي مزيد من القوة بما عمدو إلي إيداعه في كوبري بأفنية المعابد من الواح عليها آذان منحوته أملا في أن تستمع الالهه في مقاصيرها وتستجيب للدعاء .