الإبداع بالتفكير الجانبي
ادوارد دي بونو هو الذي طور أساليب التفكير الجانبي، وهو طبيب من مالطا هاجر إلى بريطانيا وأصبح من مواطنيها. تركز اهتمامه على آليات التفكير الإبداعي، وألف العديد من الكتب في هذا المجال. مؤلفات هذا المفكر وأعماله يغلب عليها الطابع التجاري، ولا تجد فيها الصبغة الأكاديمية من حيث البحث. كما ان كتبه يغلب عليها التكرار، فمن الممكن عملياً ان تعصر هذه الكتب الكثيرة ويؤول أمرها إلى مجموعة صغيرة، لأنك تجد نفس المواضيع وقد تكررت بشكل واضح في كثير من كتبه.
التفكير الجانبي
اعتمد دي بونو في بلورة مفهوم التفكير الجانبي على أبحاث علم الأعصاب، واستفاد كثيراً من معطيات علم النفس. وهو يرتكز بشكل أساسي على فهم الآلية التي يعمل بها الدماغ، ووظيفة الدماغ هي العقل وكيف يتعامل مع المعلومات. للعقل بهذا المعنى مزايا وعيوب، وهي متلازمة لا ينفك أحدها عن الآخر، والتفكير الجانبي هو الذي يصلح العيوب مع الاستمتاع بالمزايا في نفس الوقت.
كيف يعمل الدماغ؟
ينظم الدماغ المعلومات التي ترد إليه بطريقة آلية ذاتية، حيث يعمل على تشكيل النماذج العصبية وتنظيمها والبحث عنها فيما بعد. والمقصود بالنموذج العصبي أو النمط هو التشكيلة المنظمة للخلايا العصبية التي يتألف منها الدماغ، وذلك في استجابته لما يرد إليه من إحساسات، حيث يتيح لها المجال لتنظيم نفسها بنفسها على سطحه. وهو في ذلك أشبه ما يكون بالماء الساقط من السماء على ارض رخوة تتخذ المسالك المتاحة لها، أو تشكل بنفسها المسالك التي ستجري فيها، حيث يعتمد شكل هذه المسالك على طبيعة المعلومات الواردة والطريقة التي وردت بها .
إن قدرة الدماغ على تشكيل النماذج والتعرف عليها والتعامل معها يجعله فعالاً في تعامله مع ما يحيط به . وهذا يعطيه القدرة على سرعة التعرف على الأشياء وسرعة التفاعل معها مما يتيح له المجال لاستكشاف ما حوله بفعالية كبيرة. وعلى الرغم من فعالية الدماغ هذه إلا انه في تشكيله للنماذج والتعامل معها يكتسب عيوباً محددة تؤثر على أدائه، وتجعله أسير هذه النماذج مما يحد من قدرات الإبداع لديه وانطلاقها. وتتلخص هذه العيوب في أن النماذج تميل إلى الرسوخ والثبات مع الزمن ويصعب تغييرها والخروج من دائرة سيطرتها، كما أنها تتمركز حول نمط معين وتصبح باقي النماذج تابعة له ويتكون ما يشبه حالة الاستقطاب، كما أن هذه النماذج تصبح مثل القوالب الجاهزة الجامدة.
من أجل التغلب على هذه العيوب قام دي بونو بابتكار مجموعة من الأساليب والوسائل التي تمكن الشخص من الخروج من سيطرة النماذج والانطلاق في عالم الإبداع.
التفكير الرأسي والتفكير الجانبي
عندما يفكر الإنسان بشكل رأسي فهو أشبه بمن يحفر حفرة ويستمر في حفرها ويظل في نطاقها، ولا يمكن له والحالة هذه أن يأتي بجديد طالما انه يحفر في اتجاه واحد. فإذا ما كان عليه أن يأتي بجديد فعليه أن يخرج من هذه الحفرة إلى غيرها, وهذه هي الفكرة الأساسية في التفكير الجانبي. أي انه عليك أن تبحث عن اتجاه آخر تسير فيه، لأنك أن بقيت تحفر الحفرة السابقة ستظل في اتجاه واحد, أما إذا خرجت منها فتكون قد غيرت اتجاهك. ولهذا سمى دي بونو ذلك بالتفكير الجانبي لأنه يخرجك من الاتجاه الأحادي في التفكير الرأسي.
عيوب التفكير الرأسي:
• ينتقي الحل المطلوب ويكتفي بذلك.
• يسير في اتجاه واحد محدد.
• تحليلي.
• يسير في خطوات متتابعة.
• يعتمد على صحة أي خطوة يسير فيها أي لا مجال للخطأ المتسلسل.
• يعتمد فقط على الشيء الذي له علاقة وينبذ غيره.
• يتخذ المسار الواضح أو المألوف.
التفكير الجانبي يتجنب هذه العيوب، فهو :
• ينتج أكبر قدر ممكن من الحلول والبدائل.
• ينظر إلى أكثر من جهة.
• ابتكاري.
• يقفز من خطوة إلى أخرى.
• قد يكون خاطئاً في مرحلة أو خطوة.
• يبقي على كل المعلومات المتاحة.
• لا يعتمد على المسار الواضح.