فيلسوف اغريقي عاش بين 399 و 470 قبل الميلاد .. و أول من أعدم في التاريخ بسبب أفكاره..
اتهم باللاوطنية وبإفساد عقول الشباب بتعاليمه وعدم احترامه لدين ومعتقدات قومه.
رفض الهرب لأن هربه سيكون عملاً مناقضاً للمبادئ السقراطية، فهو عندما وافق على العيش وفقاً لقوانين المدينة قد ألزم نفسه باحترامها حتى وإن كان على حساب حياته.
كما رفض النفي بدلاً من الإعدام لأن النفي بالنسبة له أشد ألماً من الإعدام:
" لن أغادر أثينا! ليس من عادة الثور العجوز تغيير زريبته المعتادة".
شخصية هذا الفيلسوف تعتبر لغزاً تاريخياً. فحتى لو كان قد كتب حرفاً واحداً فلم يصلنا منه شيء. وكل ما يعود لسقراط يستقى من أعمال تلميذه أفلاطون وأرسطو وأريستوفان وزينوفون ولهذا كل المعلومات المتوفرة عنه يمكن أن تعتبر احتمال وليس حقيقة مطلقة:
"استيقظ أفلاطون، أخذ يتنفس يتقطع تماما كالمريض. شعر أن الموت يهدده هو وليس سقراط. بدأ يتذكر، مرهقاً نفسه، مناقشات وجدل سقراط مع السفسطائيين الآثينين والعابرين. لقد اعترف يوماً ما أنه يرغب في تسجيل مناقشات سقراط لكي يعطيها حياة أخرى. اعترض الحكيم على ذلك: إن الكتب تهترئ يا عزيزي افلاطون. يجب الكتابة في نفوس البشر وقلوبهم بالحبر الأزلي، وليس بالحبر الذي يجف كينبوع ماء ربيعي."
متزوج من كسانتيبا ولديه ثلاثة أولاد. يصف زينوفون زوجة سقراط بالمرأة السليطة وان سقراط يشهد بأن تعوده العيش مع كسانتيبا جعله قادرا على التعايش مع أي كائن بشري آخر، تماما كمروّض اعتاد على خيول برية فأصبح أكثر كفاءة من مروّض اعتاد على خيول أليفة.
شارك في عدة معارك وكان يتحمل الظروف الصعبة فقد تجده يمشي دون أحذية أو معطف في الشتاء.
لم يكن لديه عمل محدد وإنما كان يعتقد أن مناقشة الفلسفة وتكريس نفسه لها أهم مهنة. كما كان يرفض المال مقابل ما يبذله من تعليم وتربية.
عاش سقراط في الفترة بين ازدهار الامبراطورية الآثينية وهزيمتها على يد اسبارطة، وفي الفترة التي كانت فيها أثينا تحاول استعادة توازنها بعد تلك الهزيمة المشينة. قام ثلاثة من الوجهاء بتحريض الحكومة الأثينية على سقراط واتهامه بعدم التقوى وإفساد عقول الشباب. في تلك الفترة التاريخية كان الإغريقيون يؤمنون بتعدد الآلهة ويعتقدون أن لكل مدينة إله يحميها ، وأن الآلهة التي تحمي مدينتهم والتي سميت المدينة باسمها (أثينا) قد تخلت عن حمايتها لفقدان التقى والورع منها ولذلك هزموا في الحرب.
سأل سقراط الاثنينين عن معنى الخير والجمال والفضيلة فوجد أنهم لا يعرفون شيئا عنها بينما يعتقدون أنهم يعلمون الكثير، ومن هنا استنتج سقراط أنه كان حكيما فقط لأنه يعرف أنه لا يعرف شيء.
رغم دفاع سقراط عن نفسه وحديثه الشهير إلا أنه اعتبر مذنباً وحكم عليه بالموت بشرب السم.
كان موته هادئاً ، تحمل تنفيذ الحكم بجلد وصبر:
"لا تحزن يا كريتون. فالإنسان يبدأ بالموت منذ أن يولد. والبكاء اليوم يعادل البكاء يوم الميلاد."
أهم ما قدمه سقراط للفكر الغربي هو ما يسمى بالمنهج السقراطي حيث أخضع للتساؤل المفاهيم الأخلاقية العامة كالخير والعدالة وغيرها من المفاهيم المستخدمة بشكل مستمر دون أن يكون لها تعريف حقيقي.
يعتبر سقراط أب الفلسفة السياسية والأخلاقية.
ومنهج سقراط لا يقوم على التلقين والوعظ وإنما يعتمد على طرح مجموعة أسئلة تدفع محدثه إلى تحديد معتقداته ومدى معرفته ويجبره على إعادة النظر بصحة ومصداقية ما يعتقد به وبالتالي التخلص من الفرضيات التي تؤدي لنتائج متناقضة لتحل محلها فرضيات أكثر صحة وثبات..
. In fact* Socrates once said* "I know you won't believe me* but the highest form of Human Excellence is to question oneself and others"
يكمن تفوق الإنسان في مقدرته على طرح الأسئلة على نفسه وعلى الآخرين.
كان سقراط يعلن دائماً أن حكمته نتجت عن معرفته بجهله. ويعتقد أن الشر هو نتيجة الجهل، وأن أولئك الذي يمارسون الأذى والضلال لا يعرفون شيء أفضل لفعله.
كما يعتقد أن أفضل أسلوب للحياة أهو ن يسعى الانسان لتطوير ذاته بدلا من السعي وراء المكاسب المادية.
والفضيلة من أثمن الممتلكات والحياة المثالية هي التي تستثمر في البحث عن الخير. ومهمة الفيلسوف أن يري البقية أن ما يعلمونه قليل جدا..
الفضيلة هي المعرفة، إذا عرف الانسان الخير فإنه سيمارسه دوماً. ولذلك فإن من يمارس الشر لا يعرف أصلاً ما هو الخير لكي يمارسه
.
إعدام سقراط الفيلسوف !
* اثينا عام 399 قبل الميلاد
(( يجب إنهاء الحياة بكلمات سعيدة ))
آخر عبارة تلفّظ بها فيلسوف الإغريقي الكبير سقراط قبل
ان يتجرّع كأس السم تنفيذاً لحكم الإعدام الذي أصدرته بحقه في ذالك الوقت هيئة
محلفين من الشعب .. قوامها 501 مواطن أثيني .
واغرب ما في حكم الإعدام أنه اتٌخذ بأكثرية ضئيلة جداً * إذ صوّت معه 251 محلفاً في حين ضده
( أي ضد حكم إعدام سقراط ) 250 محلفاً .
وسـيـق الفيلسوف الكبير صبيحة هذا اليوم من سجـنـه إلى حيث جرت محاكمته مكـبـّلاً
بالسلاسل.
وبعد أن تلي الحكم بإعدامه وطُلب إليه تجرُّع كأس السم بدا سقراط في غاية الهدوء فلم
تظهر عليه ..آثار الخوف من الموت . لكن أغرب ما صدر عن الفيلسوف اليوناني أنه
طلب ان يغتسل ..قبل إعدامه..
كي يوفِّــر على النساء مشقِّة غسل جثّته بعد مماته .
وفور تجرُّعه السم راح سقراط يتمشى
أمام تلامذته حتى بدأت ساقاه تتخدّران فأستلقى على أريكة *
وإذ أخذ بعض تلامذته بالنحيب عليه ( زجرهم )
بقوله :
(( إن كنت قد أبعدت النساء عن حضور إعدامي فلكي أتجنب سماع البكاء * يجب إنهاء الحياة بكلمات سعيدة )) .
عاش سقراط 71 سنة وتحدّر من ابوين عاميين : الام قابلة والأب نحّاة حجارة .
لم يكن سقراط ميالاً للكتابة والتأليف بل ظل يفضِّل أسلوب التعليم الشفهي *
لذا أطلق عليه لقب (( الصعلوك الثرثار ))
وسمِّيت طريقته في التعليم ودرس الأمور بــ (( الجدلية ))
التي تعتمد على مراحل ثلاثاً :
1طرح الموضوع
2 الرأي المعاكس
3 استخلاص الحل
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي