عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من أصبح منكم اليوم صائما ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه أنا. قال فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر رضي الله عنه أنا . قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه أنا . قال فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟ قال أبو بكر رضي الله عنه أنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة “
زيارة المريض : -
حرص النبي – صلى الله عليه وسلم – على زيارة المرضى وتفقّد أحوالهم ، بل جعل ذلك من حقوقالمسلمين المكفولة في الشرع ، فعنأبي هريرةرضي اللهعنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال): حق المسلم علىالمسلم خمس – وذكر منها – عيادة المريض )رواهالبخاري.
وقد ذكر – صلى الله عليه وسلم – الفضائل العظيمة التي يجنيها المسلم إذا زار أخاه ، فمن ذلك قوله – صلى اللهعليه وسلم) : من أتى أخاه المسلم عائدا ، مشى في خرافة الجنة – أي طرق الجنة – حتى يجلس ، فإذا جلس غمرته الرحمة ، فإن كان غدوةً صلّى عليهسبعون ألف ملك حتى يمسي ، وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح( رواهابن ماجة، وقوله (منعادمريضاً أو زار أخا له في الله ، ناداه مناد : أن طبت وطابممشاك ، وتبوأت من الجنة منزلاً)رواهالترمذي،وقوله) ما من عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله ، فيقول سبع مرات : أسأل الله العظيمرب العرش العظيم أن يشفيك ، إلا عوفي)رواهالترمذي
ولم تكن زياراته – صلى الله عليه وسلم – مقتصرة على أصحابه الذين آمنوا به ، بلامتدت لتشمل غير المؤمنين طمعاً في هدايتهم ، كما فعل مع الغلام اليهودي الذي كانيعمل عنده خادماً كما كان إذا سمع بمرض أحد بادر إلى زيارته والوقوف بجانبه ، وتلبية رغباته واحتياجاته، ثم الدعاء له بالشفاء وتكفير الذنوب إن كان مسلما ، ودعوته للإسلام إن كان غيرذلك ، ومن دعائه ما ذكرتهعائشةرضي الله عنها أن رسولالله – صلى الله عليه وسلم – كان يقول إذا أتىمريضاً ( أذهبِ البأس ، رب الناس ،اشفِ وأنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما)متفق عليه .
وإذا احتاج المريض إلى رقية بادر عليه الصلاة والسلام إليها ومن إرشاده عليه الصلاة والسلام إلى التداوي بأنواع العلاجات المختلفةالتي يعرفها ، كالحثّ على الحجامة ، ووضع الماء البارد على المحموم ، والإرشاد إلىالعلاج بالعسل والحبة السوداء ، وغير ذلك من العلاجات المباحة غير المحرّمة التي يشملها قوله – صلى الله عليه وسلم) يا عباد اللهتداووا ؛ فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواءً( رواهالترمذي
اتباع الجنائز : -
يقول صلى الله عليه وسلم: ( وإذا مات فاتبعه ) ، ضريبة المسلم على المسلم حتى بعد أن أصبح جثماناً، وأصبحت روحه في عليين، تتبعه وتقوم بحقوقه، وتشفع له وأنت تصلي على جنازته ، وتترحم عليه وهو في الثرى، وتواصله بالدعاء، وتدعو له بظهر الغيب.
هذه أخوة الإسلام، وهذا ميثاق الإيمان، وتلك حقوق المسلم على المسلم التي لا تقتصر على الحياة فقط، بل تشمل المسلم بعد موته أيضاً وقال: (من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل: وما القيراطان؟
قال: مثل الجبلين العظيمين
) .
فانظر ما أسهل العمل، وأعظم الأجر
هذه بعض جسور المحبة التي أتى بها محمد صلى الله عليه وسلم، والتي اتصف بها أصحابه رضوان الله تعالى عليهم فوصلوا بذلك إلى القمة وإذا فعلنا ذلك فسوف نصل إلى أرقى صورة بشرية يمكن أن يصل إليها الإنسان على وجه الأرض، صورة الإنسان الذي توشك أن تصافحه الملائكة!!