بسم الله الرحمن الرحيم
[كيفية تخزين وتوجيه الطاقة
إن أساس ذلك كله هو الوعي والتركيز عند التنفس، ثم توجيه الطاقة بالفكر في المكان المطلوب.. وهذا التمرين يساعد أيضاً على تحقيق الإرادة والانتباه، والتركيز العقلي.
التطبيق: لاحظ ضرورة أن يكون المكان حسن التهوية، وأن لا تكون المعدة مليئة (بعد الأكل بثلاث ساعات على الأقل) وبملابس لا تضغط على الجسم.
الجلسة: وأنت نائم على ظهرك على الأرض، على حصيرة أو سجادة، والرأس مستعلى مع اتجاه الجسم، ومتجه إلى الشمال.. والرجلان متجهتان إلى الجنوب.
النفس: ابدأ بتنفس هادئ متناغم. تنفس من الأنف، خذ النفس من الأنف وأخرجه من الفم، وكأنك تحرك لهب شمعة ولا تطفئه، أي بهدوء وكأن الشمعة تبعد عنك بحوالي 50 سم.
التمرين: عند الوصول إلى انسجام التنفس، واسترخاء جميع عضلاتك، ركز اهتمامك بمجهود إرادي نحو البرانا، وهي الطاقة الحيوية التي تدخل في أنفك مع النفخة.. اعتبر أن هذه القوة التي تدخل الجسم، ستغذيه وتقويه.. ويجب عند كل نفس، أن تعمد إلى تخزين أكبر قدر من البرانا، بالتنفس الهادئ المستمر وتخيل عند كل نفس: أن هذه القوة الحيوية الناشرة للطاقة، تخترق كل عضلة وكل عصب، وكل خلية في جسمك.. ويجب أن تحس في كل جسمك، وكل ناحية منه، بهذا التيار يخترقه، مع كل نفس محمّل بالبرانا.
تصور هذا التيار من القوة: يمر في جسمك من رأسك إلى قدميك، وأنه ينشط ويزيد حيوية كل مركز عصبي في الجسم، وأن الطاقة تنتشر قليلاً قليلاً، لتغطي الجسم كله.
- كيف تقتصد في استخدام الطاقة؟
يجب أن تعرف كيف تحافظ وتستخدم هذه الطاقة.. فاعلم أن كل فكر يستخدم الطاقة، لذلك فإن أي فكر مشتت أو لا لزوم له، ضياع لها، وكذلك الأعمال الخالية الواهية والأعمال الآلية، التي تتم دون رغبة أو حاجة حقيقية.. فعليك أن تقود مشاعرك، واحتفظ بخيالك للشيء الإيجابي.
وحينما تريد الاقتصاد في استخدام الطاقة: فاعلم أن السبيل الوحيد هو التركيز التام المادي والعقلي على نقطة واحدة.. والعم أن المشاعر كلما عبرت عنها، فقدت جانباً من القوة، وبالعكس إذا احتويتها زادت من قوتك.. ويجب أن تتدرب على أن تسود كل أعمالك غير الإرادية، وأن تمتنع عن كل شعور داخلي لا لزوم له.. وفي حالة التعبير عنه، فليكن ذلك بإرادتك، ولا تجعل الشعور يخرج عن إرادتك أبداً.. واعلم أن الهدوء والسكينة أحسن حل.
- النوم وسيلة لتجميع الطاقة:
يعتبر النوم وسيلة من الوسائل الضرورية لتجميع الطاقة، فأثناء النوم: تتخذ التيارات الحية في الجسم نشاطاً جديداً، نتيجة الحرية والتحرر من أعمال الفكر فيمكنها بحرية أن تنتقل بين ثنايا الجسم، مما يشكل عملاً إيجابياً بالنسبة للإنسان.. ولذلك يستحسن ألا يكون الجسم ـ أثناء النوم ـ مشتغلاً بالهضم لغذاء كبير، ويحسن أن تنام مبكراً، وتستيقظ مبكراً، وتنام في غرفة مهواه، أي التهوية فيها كافية والشبابيك تكون نصف مفتوحة، كما يجب أن يكون النوم بعد ثلاث ساعات على الأقل من الأكل، وتكون القدمان ناحية الجنوب، والرأس نحو الشمال، والنوم على الجانب الأيمن.. وقبل النوم يكون الإنسان قد ذهب إلى بيت الخلاء.. ومن المهم النوم قبل منتصف الليل بكثير، والفم مغلق.
- تمارين لتقوية الطاقة الجسدية والعقلية:
قبل أن نذكر تلك التمارين، نحب أن نذكر تلك القواعد العامة لكل التمارين:
الوضع: تتم هذه التمرينات والجسم واقف أو جالس أو مستلقى.
عند الوقوف: تكون الرأس والسلسلة الفقرية على استقامة واحدة، والقدمان بعيدان عن بعض قليلاً.
عند الجلوس: يجلس بحيث أن القدم اليمنى فوق اليسرى.
وعند الاستلقاء: تكون الرأس مع الجسم على خط واحد.
وأحسن الأوقات هي: ما بين منتصف الليل، والظهر، وفي الصباح.
التنفس: يلاحظ دائماً في هذه التمارين التنفس الهادئ، وكتم النفس.. ولا يكون التمرين بعد الأكل، ويكون الاتجاه نحو الشمس عند بزوغها (أي اتجاه الشرق) والملابس خفيفة.
المعوقات: يوجد لدى الانسان ثلاثة أمكنة فيها المعوقات:
1 ـ واحدة في القلب، يشعر فيها الإنسان بأن تحت القلب، أي داخل المعدة ممتلئ.
2 ـ واحدة داخل الأمعاء، ويشعر فيها أن داخل الأمعاء ممتلئ.
3 ـ مكان تحت السرة بأربعة أصابع.. وهذه يمكن للإنسان أن يقتحمها بالإرادة الثابتة، وبعد ذلك يشعر بأن النفخة تمر بالجسم كله.
- ولكن كيف يقتحم الإنسان هذه المعوقات؟
من المعروف أن سير النفخة يخضع تبعاً لإرادة الشخص داخل الجسم، بعد أن يأخذ النفس من الأنف.. ويجب على الشخص أن يركز في تخيل خط سير النفخة، بأن يتخيل بعد أخذ النفس: أن النفخة تأخذ طريقها في الجسم بالتدريج مارة بالقلب ثم المعدة ثم الأمعاء ثم الكلى، ثم الأعضاء الداخلية، ثم الأذرع.. وبعد صعودها عن طريق العمود الفقري إلى الرأس، تعود إلى القلب.. ويجب الوعي جيداً عند عمل ذلك، وأن يتابع المرء سير النفخة بإرادة.. وهكذا يمكن للإنسان بعد ذلك، أن يسير بالنفخة إلى أي جهة، يريد تقويتها بإرادته وروحه.
وننتقل بعد ذلك إلى شرح التمرينات:
والتمرينات التالية: الغرض منها تعبئة العمود الفقري على كل المستويات، وفي كل الاتجاهات، وتقوية العضلات التي تحمله.
- تمرين تحريك الرقبة:
ـ قف وقدماك متفرقتان قليلاً، والأيدي مسدلة.
ـ حرك رأسك إلى اليمين، ثم إلى اليسار، ثم إلى الأمام، ثم إلى الوراء بدون شدة.. إلى أن تسخن عضلاتك.
ـ بعد ذلك دوِّر رأسك من اليمين إلى اليسار بهدوء، ثم بالعكس، ثم زد سرعة الدوران.
- تمرين التنفس:
ـ في البداية: أخرج النفس من فمك للآخر.. ثم خذ النفس من الأنف تدريجياً وبعمق.. ثم قف عن التنفس، والفم مغلق تماماً.
ـ اعمل التمرين أكبر وقت ممكن، وأنت محتفظ بالنفخة.
ـ عند انتهاء كتم النفس، أوقف التمرين، ثم أخرج النفس من فمك، ثم خذ النفس ثلاث أو خمس مرات.
- تمرين تحريك الأكتاف:
ـ حرك صدرك، دون أن تحرك ساقيك، وأنت واقف، إلى اليمين، ثم إلى اليسار، والأذرع سائبة، والجذع يتحرك معها، والرأس تتحرك، وتتبع الحركة.
ـ عندما تصل إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه (إلى اليمين أو إلى اليسار) ارجع رأسك إلى الوراء.
ـ التنفس يكون كما شرحناه، ويمكن أن تخرج النفس (بعد كتمه) حينما يكون الجسم في أقصى الدوران نحو الخلف، وبذلك تخلى الصدر تماماً من النفس.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي