الحياة البرية:
يمكن تعريف الحياة البرية بوجه عام بإنها البيئة الطبيعية على سطح الأرضالتي لم يمتد إليها النشاط الإنساني بالتغيير إلى حد كبير. وتقوم The WILD Foundation
بتعريف الحياة البرية بشكل أكثر تفصيلية بإنها: "أكثر المناطق الطبيعية البرية فوق كوكب الأرض والمحتفظة بصفاته الطبيعية والتي لم تغيير خصائصها، أو إنها تلك الأماكن البرية الحقيقية التي لا يسيطر عليها الإنسان ولم تمتد إليها المرافق المتمثلة في الطرق وخطوط الأنابيب وغيرها من مقومات البنية التحتية الصناعية. وتعتبر مناطق الحياة البرية
وكذلك الحدائق المحمية مهمة للغاية من أجل بقاء أنواع حية معينة، وكذلك من أجل دراسات العلوم البيئية والقيام بالصيانة اللازمة للغابات والأنهار. وهي أيضًا مهمة لمن يريد الاختلاء بنفسه بعيدًا عن الآخرين أو الاستجمام. وتكتسب الحياة البرية أهميتها لأسباب ثقافية وروحية وأخلاقية وجمالية. ويعتقد بعض الكتاب الذين يؤمنون بالمذهب الطبيعي الواقعي أن مناطق الحياة البرية في غاية الأهمية بالنسبة للروح البشرية وقدرتها على الإبداع.** أما علماء البيئة فيعتقدون أن مناطق الحياة البرية مكونًا أساسيًا للنظام البيئي الطبيعي القادر على البقاء (المجال الحيوي).
وتم اشتقاق كلمة "الحياة البرية" من مفهوم "البرية"؛ بمعنى ما لا يسيطر عليه الإنسان. ويعود أصل الكلمة إلى اللغة الإنجليزية القديمة من كلمة wildeornes التي تم اشتقاقها من كلمة wildeor ومعناها الحيوان البري (wild + deor = حيوان + حيوان الأيل).[61] Wilderness", in{/0 ووفقًَا لهذا الرأي، تكون الحالة البرية الطبيعية للمكان هي ما تجعله مكانًا فيه حياة برية. ومجرد وجود البشر أو النشاط البشري لا يخلع صفة "البرية" عن منطقة ما. فالعديد من الأنظمة البيئية التي سكنها الإنسان - أو التي كان يسكنها أو تأثرت بالأنشطة البشرية - قد تظل "برية". وتشتمل البرية - وفقًا لهذه الوجهة للنظر - على المناطق التي تتم فيها العمليات الطبيعية دون تدخل ملحوظ للإنسان.
الجمال:
صغار سمك السالمون أثناء عملية فقس البيض. وأصل الكلمة اللاتينية "natura" (طبيعة) هو "natus" من "nasci" (ومعناها: أن يولد).
لوحة لأحد الفنانين المنتمين لعصر سلالة سونج الحاكمة، وهو الفنان Fan Kuan (الذي عاش تقريبًا في الفترة ما بين عامي 970 و1020)
دائمًا ما كان الجمال في الطبيعة فكرة مشتركة في الحياة وفي الفن. وتملأ الكتب التي تؤكد على جمال الطبيعة أقسام كبيرة من المكتبات العامة ومتاجر بيع الكتب. وقد تم تصوير الطبيعة والاحتفاء بها في الكثير من صور الفن وأعمال التصوير الفوتوغرافي وكذلك في الشعر والصور الأدبية الأخرى؛ الأمر الذي يدل على الرابطة القوية التي يربط بها الناس بين الطبيعة والجمال. ويختص علم الجمال - وهو أحد فروع الفلسفة - بدراسة السبب وراء هذه الرابطة والأمور التي تتكون منها مثل تلك الرابطة. وبالإضافة إلى بعض الخصائص المحددة التي يتفق عليها العديد من الفلاسفة فيما يتعلق بشرح ما يمكن اعتباره جمالاً، تتفاوت الآراء بشأن هذا الموضوع إلى درجة لا نهائية. وعندما ننظر إلى الطبيعة من خلال عدسات الفنون التصويرية، نجد أن الطبيعة والبرية من الموضوعات المهمة في العديد من العصور في تاريخ البشرية. ونجد أن فن تصوير المناظر الطبيعية قد بدأ في الصين في عهد سلالة تانج الحاكمة (في الفترة ما بين عامي 618 و907). وأصبح تقديم الطبيعة في صورتها الحقيقية واحدًا من أهداف الرسم الصيني كما كان له أثره الملحوظ في الفن الآسيوي. وكان الفنانون يرسمون الجبال والأنهار "من منظور كلي للطبيعة وعلى أساس فهمهم لقوانينها... كما لو كان أحد الطيور هو من يرى هذه الصورة." وفي القرن الثالث عشر، كان رأي الفنان Shi Erji الذي ينتمي لعهد سلالة سونج الحاكمة أن أحد اثنا عشر أمرًا يجب أن يجتنبها الفنان عند الرسم هي "المناظر التي يوجد فيها أماكن تعذر وصول الطبيعة إليها." وقد حظيت فكرة البرية بقيمة حقيقية في العالم الغربي في مستهل القرن التاسع عشر، وخصوصًا في أعمال فناني المدرسة الرومانسية. وقد ركز الفنانان البريطانيان جون كونستابل وجيه إم دبليو تيرنر اهتمامهما على تصوير جمال الطبيعة في لوحاتهما. وقبل ذلك الوقت، كانت اللوحات بوجه عام تصور المناظر الدينية الخاصة بالأشخاص. وتعرض الشاعر ويليام ووردزوورث في قصائده لوصف عجائب الطبيعة التي كان يتم النظر إليها قبل ذلك الوقت كمكان يتهدد الإنسان بالخطر. وأصبح تقدير الطبيعة أحد الجوانب المهمة في الحضارة الغربية، وتزايد بشكل مطرد. وتواكبت هذه الحركة الفنية مع Transcendentalist movement (وهي حركة شملت الدين والأدب والحضارة والفلسفة) في العالم الغربي من بداية القرن التاسع عشر وحتى منتصفه. وشاركهم العديد من العلماء - الذين قاموا بدراسة الطبيعة بطرق تتسم بدقة وتنظيم أكبر - الاقتناع بجمال الطبيعة. فنجد أن عالم الرياضيات الفرنسي - جوليه هنري بوانكاريه (الذي ولد في عام 1854 وتوفي في عام 1912) قد قال:
لا يمكن أن يقوم العالم بدراسة الطبيعة بسبب فائدتها فقط؛ بل يجب أن يقوم بدراستها لأنه يجد في ذلك المتعة التي تتحقق من جمالها. فإذا كانت الطبيعة غير جميلة، فلن تستحق من الإنسان أن يتعرف عليها. وإذا كانت الطبيعة لا تستحق أن يحاول الإنسان التعرف عليها، فلن تستحق الحياة أن نحياها. وبالطبع، أنا لا أقصد بكلامي هذا الجمال الذي يخاطب الحواس بشكل أساسي - وهو جمال الصفات والمظهر؛ ذلك الجمال الذي لا أحاول التقليل من قيمته بأي صورة من الصور. ولكن، ما أحاول أن أقوله هو أن هذا الجمال لا علاقة له بالعلم. فأنا أقصد ذلك الجمال الأعمق الذي ينتج عن الترتيب المتناغم للأجزاء والذي يستطيع العقل المجرد أن يدركه.
وتتعلق أحد الأفكار الكلاسيكية الشائعة عن الفن الجميل بما يعرف باسم المحاكاة أو تقليد الطبيعة. كذلك، في عالم الأفكار التي تتعلق بالجمال الموجود في الطبيعة، يتم اعتبار الكمال أمرًا متضمنًا في التساوق والتوزيع المتساوي وغيرها من الأشكال والمفاهيم الرياضية المثالية الأخرى.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
arrouf
[img]
[/img]
[img]
[/img]