أقام موقع لها أون لاين مؤخراً حواراً حياً مع الأستاذ مناع بن محمد القرني "مشرف التدريب التربوي بالإدارة العامة للتربية والتعليم" تحدث فيه عن سر ومهارات التفوق في الاختبار طارحاً خريطة للوصول إلى النجاح والتي تبدأ من:
- الاستعانة بالله سبحانه وتعالى وتذكر فضله ونعمه وكرمه. وحسن الظن به.
- التفاؤل والنظر الإيجابي للاختبارات على أنها مؤشرات وفرص لإثبات الذات أو تصحيح المسار.
- استخدام أساليب إدارة العقل وطرائق التعامل معه بشكل أمثل.
- بذل الجهد والتركيز على النتائج.
- المثابرة المستمرة وتجاوز فترات الملل أو الإحباط.
الطريقة الصحيحة للمذاكرة
يرى الأستاذ مناع القرني أن لكل شخص طريقته المناسبة في المذاكرة، لكن هناك قواعد عامة يمكن للجميع اتباعها، على سبيل المثال يمكن أن تكون إدارة الوقت بشكل جيد، أحد عناصر المذاكرة الجيدة، كما يمكن استخدام خرائط المفاهيم أو الخرائط الذهنية، والتلخيص، والمراجعة، والتكرار والتخيل.
هذه جوانب حول إستراتيجيات المذاكرة. وقبل ذلك التهيئة النفسية من خلال اختيار الوقت الجيد والمناسب، وتذكر النتائج الإيجابية التي يتم الحصول عليها، والإجابة عن سؤال مهم: لماذا أتعلم؟. كل هذه يمكن أن تساهم في أن تكون المذاكرة فعالة وإيجابية.
حتى لا تتسرب المعلومات
لتحفيز الذاكرة ومقاومة صعوبة الحفظ يؤكد "القرني على أن الإنسان يحفظ الأشياء الغريبة والأشياء المهمة. وأوّل الأشياء وآخرها، أكثر من سائر المعلومات".
لذلك ينصح الطلاب عند مذاكرة مادة ما بالتركيز على جوانبها المهمة، وأثناء المذاكرة يمكن للطالب أن يتخيل بعض المعلومات على صورة أشكال. أو جعلها في شكل خرائط، باستخدام الألوان، فهذا يجعلها أقرب إلى التذكر.
كما يبين "الأستاذ مناع" أن التذكر والتركيز أمران مرتبطان ببعضهما، فضعف التركيز يؤدي إلى النسيان، وزيادة التركيز تؤدي إلى التذكر الجيد، ويمكن رفع مستوى التركيز لدي الطالب من خلال الخطوات التالية:
1ـ تقليل المشتتات الأخرى مثل الارتباطات غير الإضافية، أو النشاطات الإضافية في أوقات الاختبارات، إشغال الذهن بمسائل متنوعة ومتفرقة.
2ـ المذاكرة في جو هادئ، وتركيز الوعي على الكلام المقروء، استخدام تقنيات التذكر مثل الخرائط الذهنية وخرائط المفاهيم والتلخيص.
ماذا على الطالب فعله قبل يوم من الامتحان
يرى الأستاذ "القرني" أن الطالب إذا استعد بشكل جيد، فيمكن له أن يقوم بمراجعة عامة أو عمل بعض التلخيصات، والدخول في اختبارات تجريبية ووضع أسئلة لها.
أما أن لم يكن قد استعد بشكل جيد، فيمكن أن يعطي المذاكرة مساحة أوسع من بذل الجهد ليحصل أكبر قدر ممكن من المعلومات والمهارات المهمة.
تنظيم الوقت في فترة الاختبارات
يبين " القرني" أن بعض المختصين يرون أن وقت ما بعد صلاة الفجر هو المناسب للمذاكرة، لكون الجسم أخذ قسطاً كافياً من الراحة، وأعاد الذهن ترتيب ملفاته، ولنشاط أحد موجات العقل تسمى (ألفا). وأيضاً أخذاً بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (بورك لأمتي في بكورها)(1).
وعن حسن الاستفادة من الوقت خلال فترة الاختبارات يُجمل "القرني" أجابته في إدارة الوقت بشكل جيد، وترتيب الأولويات، وعدم الاستسلام لمضيعات الوقت.
وعن طريقة المذاكرة يوضح "القرني" للعقل قدرة معينة على الاستيعاب المتواصل، فمن المناسب له التوقف لفترات بسيطة ثم العودة مرة أخرى. مبيناَ أن بعض المختصين يقدرون استمرار دورة التركيز والاهتمام الواحدة من خمسين إلى ستين دقيقة، ثم تحتاج بعض ذلك فاصلاً لمدة عشر دقائق، ثم تعود مرة أخرى.. لكن هذا الأمر لا يفضل أن يكون بشكل حرفي ودقيق، مع أهميته.
تنظيم الوقت أثناء الاختبار
من المهم جداً أن يتقن الطلاب تنظيم وقتهم أثناء الاختبار، إذ يكون الطالب محاصراً بوقت محدد ليكتب إجاباته ويسلم ورقته، وبالتالي قد تشكل عدم معرفته بالطريقة المثلى لتنظيم وقته خلال الاختبار خطراً كبيراً على نجاحه، وإن كان قد تجاوز مرحلة المذاكرة والإعداد بشكل جيد.
ينصح "القرني" لتنظيم الوقت أثناء الاختبار بقراءة الأسئلة والبدء بالإجابة على السؤال الأسهل. هكذا حتى الوصول إلى إلى الأسئلة الأصعب، فإن شعر الطالب بالتوتر فبإمكانه أن يتنفس بعمق ويسترخي؛ إذ غالباً ما يكون الضغط والتوتر داخل قاعة الاختبار هو العامل الرئيس في عدم التذكر، لذلك يُنصح بتعلم طريقة الاسترخاء من خلال التنفس العميق الهاديء، وتركيز الوعي على الإجابة، لا على المعلومات الفائتة. والتهيئة المسبقة بالتطمين والتفاؤل والتركيز الإيجابي، لأن زيادة التوتر يباعد المعلومة عن التذكر. وفي أحيان كثيرة يكون تذكر طرف الإجابة مساهماً في استرجاع الكثير من الإجابات الأخرى.
مواد لا أحبها فكيف أتقبلها
من ضمن الأسئلة التي وردت للأستاذ مناع القرني شكوى بعض الطلاب والطالبات من صعوبة يجدونها في مذاكرة بعض المواد التي لا يحبونها.. وهنا يرى "القرني" أن صعوبة المواد تكمن في طبيعة المادة أو رؤيتنا نحن لهذه المادة، ومناسبتها لأنماطنا الشخصية.
وفي هذه الحالة ينصح الأستاذ مناع بتذكر النتائج الإيجابية التي يمكن أن يحصل الطالب عليها إذا أنجز وتجاوز هذه المادة، أو تفوق فيها.
كما يقترح "القرني" كتابة جملة من الفوائد التي يمكن أن تقدمها هذه المادة، على سبيل المثال ربما يشعر البعض بصعوبة مادة الرياضيات، مع أهميتها، فكيف يمكن للخياط أن يتم القياسات دون العمليات الرياضية، وكيف يمكن للمهندس أن ينجز مهامه الدقيقة دون العمليات الرياضية، وكيف يمكن للطالب أن يبدأ مشروعه الصغير في المستقبل لو أراد ذلك ما لم يكن عنده بعض المهارات الأساسية في مادة الرياضيات.
ويرى "القرني" المساهمة في تدريس الطالب لمن هو أقل منه مهارة وتمكناً في المادة الغير محببة له يمكن أن تجعله، يحب هذه المادة بشكل مختلف عن ذي قبل.
كيف أتغلب على الخوف من الاختبارات
سؤال يتكرر باستمرار كيف أتغلب على الخوف والتوتر من الاختبارات، يلخص الأستاذ مناع الإجابة على هذا التساؤل في عدة نقاط:
1ـ البدء بوقت كاف، وهذا يساهم في اختفاء التوتر.
2ـ تذكر النتائج الإيجابية التي سيحصل عليها الطالب إذا نجح بشكل جيد.
3ـ الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى مع الطالب، وسييسر له أمره وهذا سيعطيه جانباً من الطمأنينة.
4ـ مراجعة الأساتذة قبل الاختبارات وأثناء فترة المذاكرة يمكن أن يجد فيها الطالب شيئاً من التطمين. [b]
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي