وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ 85 - (ال عمران)
كتبهاأمال رياض ، في 27 فبراير 2009 الساعة: 13:18 م
أن الإسلام هو الاستسلام لله وحده والانقياد إليه والإخلاص له , الإسلام هو دين الله ودين من أسلم وجهه وذاته وإرادته للخالق, والكلمة هنا ولو انها تشمل المسلمين اتباع الرسالة التي اتى بها الرسول محمد عليه الصلاة والسلام, إلا انها لاتقتصر عليهم,
أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ 83 قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 84
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه أي من سلك طريقا سوى ما شرعه الله فلن يقبل منه “وهو في الآخرة من الخاسرين” كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد”
نوح وإبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى وعيسى عليهم السلام والحواريين كلّهم كانوا مسلمين، ودينهم الإسلام وإن تنوّعت شرائعهم بدليل الآيات التالية: في قوله عن إبراهيم:
إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ 131 وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ 132 أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 133 - (البقرة)
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 67 - (آل عمران)
وفي قوله عن موسى:
وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِين.” - يونس ٨٤
وقوله عن بلقيس: “قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.” - النمل ٤٤
وقوله عن الحواريين: “وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ.” - المائدة ١١٤
فإذا كان دين الإسلام هو الدين المحمّدي، فكيف كان إبراهيم وبنوه والحواريون وغيرهم مسلمين، وقد ظهر جميعهم قبل حضرة الرسول محمد وشعائرهم تختلف عن الشريعة المحمدية؟
إذن فهذه الآية تشمل كل زمان ومكان، فنوح وإبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى وعيسى عليهم السلام والحواريون كلهم مسلمون ودينهم الإسلام وإن تنوعت شرائعهم، فنرى قوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: “ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلاّ من سفّه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين. إذ قال له ربُّه أسلم قال أسلمت لرب العالمين. ووصّى بها إبراهيم بَنِيه ويعقوب يا بنيَّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون.”(القرآن الكريم، سورة البقرة، الآيات 130-132)
“وذلك فلما أن دين الإسلام مبنيّ على أصلين أن نعبد الله لا شريك له وأنْ نعبده بما شرع من دينٍ جاء به آخر رسولٍ أرسل لذلك الوقت، فلذا كان أتباع موسى عليه السلام في دورته العاملون بشريعته هم المسلمون،جاء عيسى عليه السلام كان التابعون لشريعته في دورته هم المسلمون وأما من بقي من أتباع موسى متمسكين بشريعته ولم يتبعوا عيسى عليه السلام انسلخ منهم هذا الوصف لعدم إتباعهم عيسى عليه السلام.”
وهكذا لما جاء محمد صلى الله عليه وسلم ، صار تابعوه هم المسلمين بالفعل وبالاسم معاً، فأما كونهم مسلمين بالفعل، لأنهم أتباع آخر رسول أرسل لذلك الوقت وعاملون بشريعته، أما كونهم مسلمين بالاسم أيضاً لقوله تعالى
“وجاهِدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرجٍ ملة أبيكم إبراهيم هو سمّاكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير.” (القرآن الكريم، سورة الحج، الآية 78)
والآن نسأل: أفليس من معنى التوحيد ان نقر بأن كما ان الله أحد, فكذلك دينه أيضاً واحد, - رغم مانراه من اختلافات تشريعية جائت في كل منها مناسبة لزمانها واهلها؟
أما البهائيون فهم يؤمنون بان الدين الإلهي قد نزّل على النبيين والمرسلين كاملا في كل رسالة على قدر احتياج الناس زمن نزوله وعلى طاقة استيعابهم, وكل ديانة بَنَت على سابقتها ومهدت الطريق للاحقتها, وكل الأديان أتت لتعلمنا العبادة الحقة ولتأخذنا خطوة أخرى في تقدمنا الروحي وتقدمنا الحضاري. ومَثل تتابع الأديان بالنسبة للمجتمعات كمثل تتابع سنوات الدراسة للفرد, تبني كل على سابقتها وتهيء الطريق للمرحلة القادمة. أما العلم فواحد والطريق واحد وهذا “دين الله من قبل ومن بعد”.
“قد اضطرب النظم من هذا النظم الأعظم وأختلف الترتيب بهذا البديع الذي ما شهدت عين الإبداع شبهه. إغتمسوا في بحر بياني لعّل تطّلعون بما فيه من لآلئ الحكمة والأسرار. ايّاكم ان تتوقفوا في هذا الأمر الذي به ظهرت سلطنة الله واقتداره اسرعوا اليه بوجوه بيضاء هذا دين الله من قبل ومن بعد من أراد فليقبل ومن لم يرد فان الله لغني عن العالمين.” - بهاء الله (الكتاب الأقدس)
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون 16 اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون 17 - (الحديد)
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي