بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ذي الحول والطول المبدئُ والمعيد والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى آله وصحبه الغر الميامين
وبعد:فيقول الله جلت قدرته وعظم سلطانه
{مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }(105)البقرة
نعم ربنا لك الفضل ولك المنة أنت ناصرنا وأنت معزنا أوليتنا رحمة وفضلا وعطاء من عندك لا إله إلا أنت سبحانك لك الحمد والشكر اخترتنا لنصرة دينك وعهدت إلينا أمانة الدين والعرض والأرض وحبوتنا للاقتصاص من عدوك ربنا وعدونا الذي غزا بلدنا بخيله ورجله رجاء أن يستأصلنا أو يذلنا فأصبتهم ربنا بعذاب من عندك أو بأيدينا
لقد أراد الأعداء وسوادهم من العملاء الفاسدين أن ينكروا حقيقة أن دم الشهداء الذي أريق في سبيل الله هو الذي هزم الغزاة بتوفيق الله وتسديده على أرض العراق وليس غيره حسدا من عند أنفسهم وخيبة داخل قلوبهم بعد أن حرمهم الله شرف المنازلة وعظم أجر المجاهدين وهذا هو عدل الله فيهم فما كان أهل الكتاب من يهود ونصارى ومشركين ومن شايعهم من فسقة مارقين يود أحد منهم أن يرى خيرا في أمتنا أي خير فكيف إذا ما كان هذا الخير هو هزيمة أكبر قوة اليوم على الأرض على يد عصبة قليلة مؤمنة مجاهدة وسيرى العالم كله بأمر الحي القيوم الذي له ملك السماوات والأرض الفرحة الكبرى يوم أن يرينا الله ما أحبه لنا فأحببناه { وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }(13) سورة الصف
وإن جند جيش الراشدين الذين أذاقوا العدو الغازي كل أصناف العذاب وألوانه بتوفيق من الله وعونه وفوا بعهدهم مع الله وما زالوا ، لقد أعلنوها يوما كلمة مدوية بأننا سنضرب العدو على الأرض رابضا ونضربه وهو يهرول مدبرا منهزما وستستمر ضرباتنا بإذن الله إلى آخر جندي فارٍ منهزم
لقد ضربنا العدو في مفاصل مهمة وحساسة ومرعبة أحجمنا عن الإعلان عنها حرصا على جنود الحق من أن ينال منهم العدو أسرا ومناطق وسنعلن عنها بمشيئة الله تباعا
أما أولئك الذين باعوا دينهم بدنياهم وبعرض من الدنيا فما كانوا يوما في العير ولا في النفير فهم مجرد صدى للاحتلال يتوارون بهزيمته القريبة بحول الله وقوته
وآنذاك يعاقب كل حسب جريرته بما شرعه دين ربنا وبيان هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وباب التوبة مفتوح لم يغلق والصفح والعفو من ركائز قيام دولة الحق والعدل
{وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا
(22) سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا }(23)الفتح
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي