في هذا الباب نقف وقفة أخرى في التعلم الفردي ولكن هنا نفصل دور وسائل الاتصال ودورها في التعلم الفردي وتقوم الوسائل التعليمية بشتى أنواعها بأدوار متزايدة الأهمية في تمكين الطلبة من جني الفوائد الكثيرة عن طريق التعلم الفردي. وأنة لمن حسن الحظ أن تتضافر إمكانات التقنيات الحديثة والتخطيط التربوي لتوفر المصادر اللازمة لهذا الغرض. ولعل النتائج الموجودة تتلخص في نظام فعّال يشمل الأهداف والعمليات والناس والمواد والآلات والتسهيلات والبيئات التي تقود إلى الوضع الأفضل لكل فرد –وهو حجر الزاوية في المجتمعات الديموقراطية 0
التعلم الفردي ووسائل الاتصال التعليمية:
يستمر التأكيد في المدارس على طرق ووسائل تحقيق التعليم والتعلم االفردي0وتكمن الغاية من هذا التأكيد في تزويد الطلبة بجميع الخبرات والمصادر التعليمية التي يحتاجونها للعمل على احسن وجه تيسره إمكاناتهم وسرعتهم الخاصة0ولعل الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الهدف هي عنصر أساسي في عمليات تخطيط وادارة التعليم وفق أسلوب النظم0ام هذه الخطوة فهي اعتبار الطلبة المرشد الأساسي المهم للعمليات والمصادر المستعملة لساعدتهم في الوصول إلى الهداف الموضوعة0فإذا كان في مخططك أن تقدم لطلبتك تعلما فرديا ومستقلا وعلى شكل وحدات جزئية ينبغي أن تأخذ النقاط التالية بعين الاعتبار:
1. هل أنماط التعليم هذه لجميع الطلبة؟ إذا لم يكن الأمر كذلك،فما خصائص الطلبة الذين تناسبهم هذه الأنماط؟
2. متى يكون الطالب مستعدا للتعلم الفردي؟ وكيف يمكن تقرير هذا الاستعداد؟
3. ما المبادئ التي ينبغي أن يتم وفقها تصميم وإدارة مصادر الوسائل التعليمية من أجل التعلم الفردي؟
الأمور المساعدة في التعلم الفردي:
على الرغم من احتمال استمرار انحاز التعليم في مجموعات متوسطة الحجم ( تتراوح بين25و35طالبا ) إلا أن الاتجاه بالنسبة لمختلف المستويات يسير نحو مزيد من طرق وأساليب الدراسة الفردية. فالإمكانات متاحة لتطبيق التعلم الفردي في جميع المجموعات تقريبا مهما كان حجمها ،إلا أن هذا يستلزم تخطيطا وفق نظم ثابتة .
ويمكن أن يحقق الطالب التعلم الفردي عن طريق إتاحة الفرصة لهم للاختيار إذ يمكن أن يفضل بعض الطلبة حضور محاضرات المجموعات الكبيرة، واختيار عدد من أنشطة الدراسة المستقلة ليصلوا إلى أهداف التعلم المطلوبة منهم . كما يمكن أن يفضل آخرون أن يعملوا كلية في أنشطة دراسية مستقلة تساندها بعض المحاضرات القليلة التي تقدم لمجموعات صغيرة . وربما كان ما يتعلمه الطالب الذي فضّل البرمجة الفردية من المحاضرات القليلة التي اختارها، هو ما يحتاج إلية عند نقطة معينة من تسلسل دراسته ، وبأفضل الطرق. أما أن يكون تحقيق احتياجات الطلبة من خلال المجموعات الكبيرة أو الخبرات المستقلة فليس أمرا ذا بال ، ذلك أن المهم هو تحقيق الأهداف وحسب .وتتنوع خصائص الوسائل التي يجري بحثها ، فهي منتجة أساسا لتساعد في تحقيق العديد من الأغراض المتنوعة ، كما انه تتميز بمستويات متباينة من حيث الصعوبة والتعقيد ، وبعضها يهتم بشكل خاص بالطالب وعمليات التعلم الفردي ، بينما لا يهتم بعضها الأخر بذلك وتقع المسئولية على عاتقك في عملية الاختيار من بين الوسائل المتنوعة ، ومن بين الإمكانات العديدة التي يمكن أن تقدمها الوسيلة الواحدة ما تحتاج إليه للوفاء بأغراضك وأغراض طلبتك .ولعل من الأمور الأساسية أن تكون الوسائل التي تختارها أنت وطلبتك متوافقة مع الأهداف العامة . ولا ينبغي أن تكون هذه الوسائل هي نفسها للجميع ، ذلك لأن للطلبة طرقا مختلفة وأولويات متنوعة لتلبية أغراضهم . ولهذا ينبغي أن تستخدم العديد من الوسائل في توفير الخيارات التي تعالج هذه الفروق ، وبالتالي في إيجاد الموائمة الفعّالة بين الوسائل المختارة وبين أساليب التعلم لدى الطالب وخبراته وإنجازاته السابقة ومهاراته التعليمية والأولويات المفضلة لديه . وهناك العديد من الخيارات المتاحة لك لتحقيق التعليم والتعلم الفردي بوساطة الوسائل التعليمية المختلفة والطرق المتنوعة لاستخدامها . ولعل باستطاعتك على سبيل المثال القيام بما يأتي :
ابحث عن مصادر الوسائل التي تمثل أنواعا مختلفة من حيث تكوينها كتلك التي تتميز بأشكال منتظمة ككتب التدريبات أو المواد المبرمجة ، أو الكتب المدرسية أو الأفلام التوضيحية ، أو تلك الوسائل الأقل انتضاما كمقالات الصحف أو مواد القراءة الترفيهية أو السجلات التاريخية . وإضافة إلى ذلك وفر مجموعة من المراجع التي تسهل الدراسة والوصول إلى المعلومات كالببليوغرافيات والموسوعات اليومية .
هيئ الطلبة لتوقع الاشتغال بعدد كبير من أنشطة التعلم المختلفة أو المشاريع التي ترتبط بوسائل الاتصال التعليمية . شجع ذوي القدرة من الطلبة للتحرك بسرعة في إنجاز مهماتهم والانتقال إلى غيرها ، وساعد الذين يسيرون بسرعة اقل ، على المحافظة على نوعية أدائهم دون التشدد على كمية إنتاجهم كهدف
حدد مسبقا الفرو قات الفردية بين أعضاء المجموعة فيما يتعلق بالأهداف ومستويات الأداء ، ثم وفر للطلبة إن أمكن ن التعليمات الأولية بوساطة الطرق والوسائل الخاصة بالتعليم الذاتي ، وذلك للوصول بالجميع إلى أقل قدر مقبول من مستويات الكفاءة قبل بدء الدراسة .
عينّ أو وفر خيارات ذات محتوى مختلف ، أو معالجة مختلفة للمحتوى للطلبة ذوي الاهتمامات أو الأهداف أو الاستعدادات المختلفة .
عين كذلك خيارات مختلفة لوسائل الاتصال التعليمية التي تقدم عن طريقها المادة التعليمية للدراسة لتناسب إمكانات الطالب وأساليب دراسته الفردية .
راع أيضا الفروق الفردية القائمة في القدرات الأولية لدى الطلبة عن طريق تنويع خيارات التعلم والواجبات المطلوبة منهم بما يناسب الاستخدامات الفردية عن طريق أنواع مختلفة من الوسائل.
نضّم مهمات للطلبة ـ من خلال عقود مثلا ـ تتطلب كميات معينة من الأعمال التي يتم إنجازها وتتميز بمستويات مختلفة الصعوبة وبالتالي بمكانات أو تقويمات تتوافق مع هذه المستويات عند إتمام هذه المهمة .