freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19334 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: أفكار ستغير حياتك (3) وراء كل سلوك نية إيجابية الأربعاء فبراير 06, 2013 4:37 pm | |
| كان هناك مزارع هندي، يقوم بتربية الدجاج، ويعيش على أطراف مدينة بومباي لسنوات طويلة، كان الرجل يكسب رزقه من تربية الدجاج والبيض. ذات صباح عندما ذهب لإطعام الدجاج، لاحظ أن بعضها قد مات، فلم يعرف ماذا يفعل، فحزم حقائبه، وانطلق في رحلة طويلة لجبال الهيمالايا، وتسلق الجبل ليصل على المعلم الحكيم. اشتكى الرجل للمعلم قائلًا: أيها المعلم الحكيم، أنا مزارع فقير، أعيش على تربية الدجاج، وقد ماتت بعض دجاجاتي، فماذا يجب عليِّ أن أفعل؟ سأله الحكيم: ماذا تطعم الدجاج؟ أجاب المزارع: قمح، عندها أجاب الرجل الحكيم: هذه مشكلتك يا بني، ذرة! يجب أن تطعم الدجاج ذرة. دفع المزارع بعض المال للرجل الحكيم لقاء النصيحة، ثم نزل من الجبل، وعاد إلى بيته، وعندما وصل، قام فورًا بتغيير طعام الدجاج من القمح إلى الذرة لمدة ثلاثة أسابيع، وسار كل شيء على ما يرام. وذات صباح، عندما دخل لإطعام الدجاج لاحظ أن المزيد منها قد لقي حتفه، مرة أخرى، فحزم الرجل حقائبه وانطلق إلى جبال الهيمالايا وصعد الجبل، وعندما التقى بالمعلم الحكيم، بكى وقال: يا معلمي، لقد ماتت المزيد من دجاجاتي، فسأله الحكيم: كيف تقدم لها الماء؟ قال الرجل: لقد وضعت لها آنية خشبية أقدم لها الماء فيها، قال الحكيم: أحواض! أنت بحاجة إلى أحواض للماء. انطلق المزارع عائدًا إلى بيته، وبنى أحواض الماء للدجاج لمدة ستة أشهر، كان كل شيء يسير على ما يرام، ولكن ذات صباح، عندما دخل الرجل لإطعام الدجاج، وجد المزيد منها ميتًا، فحزم حقائبه، وانطلق إلى الهيمالايا، صرخ الرجل: أيها الحكيم، لقد ماتت المزيد من دجاجاتي، قال الحكيم: أين تضع هذا الدجاج؟ قال الرجل: لقد بنيت كوخًا خشبيًا ووضعته فيه، قال الحكيم: التهوية! الدجاج تحتاج إلى تهوية. وعندما عاد المزارع إلى بيته، أنفق قدرًا لا بأس به من المال على بناء نظام تهوية جديد للدجاج، استمر الحال على ما يرام لمدة عام، ولكن ذات صباح، عندما دخل الرجل إلى الدجاج وجد جميع الدجاج قد مات. فغلبه الحزن على دجاجه، فحزم حقائبه وانطلق إلى الهيمالايا مرة أخرى، ودخل على الحكيم منتحبًا، لقد ماتت كل دجاجاتي، عندها رد الحكيم: إنه لأمر مؤسف حقًا، فما يزال لدي الكثير من الحلول. فانظر ـ عزيزي القارئ ـ على الرغم إن ما نصح به الحكيم، لم يدم طويلًا، وبالتالي مات الدجاج، ولكن كان هدف ونية الحكيم هو مساعدة الفلاح، لذا وراء كل سلوك توجد نية إيجابية. فتعالَ بنا ـ عزيزي القارئ ـ نتعرف على هذه الفكرة من خلال السطور التالية. أولًا: ماذا تعني هذه الفكرة؟ على الرغم من أننا لا ندرك بعض ما نفعله، إلا أن كل فعل له غرض معين، على الأقل لمن يقوم به، وله نية إيجابية، فنحن نبحث عن نتيجة معينة سواء تم التعبير عنها أم لا. وأى موقف يقوم به الآخرين ليس له معنى واضح، ففي الغالب سيكون لدى الشخص سبب للقيام بهذا الفعل، وتؤكد هذه الفكرة على أننا إذا وضعنا في اعتبارنا، أن لكل سلوك إحدى النوايا الايجابية الخفية، سيقل اعتراضنا، ونكون أكثر مساندة ومساعدة لفهم الآخرين. وتؤكد هذه الفكرة، على أننا إذا سلمنا بأن الناس ليسوا سلوكهم، وفصلنا سلوكهم عن نياتهم، تكون قد وفرت على نفسك مخيبات للأمل عديدة. ثانيًا: الفكرة في أرض الواقع: هل تتذكر معي، أنك أمتنعت عن مكالمة صديقك، في يوم من الايام؛ بسبب موقف سلبي حدث منه؟ كثيرًا منا حدث معه ذلك، وكل الذى نفعله، أننا نتعامل مع هذا السلوك السلبي، على أنه حادث فريد ومعزول، ونحاول أن ندرك النية التي بررت السلوك، إلا أننا نركز على هذا السلوك بالذات دون غيره، وندعه يشكل إداركنا الإجمالي الوحيد لهذا الصديق. وعلى مستواك الشخصي، تتعجب كثيرًا من أناس لا يفهمون أنك على صواب، فإن ذلك غريب حقًا، أحيانا نكون على صواب فعلًا، ولكن الناس لا يفهمون هذا، ويتعاملون معنا كما لو كنا على خطأ. أما على المستوى الاجتماعي، فانظر كيف يؤثر ذلك على العلاقات الاجتماعية، فقد يتأثر بها الناس بحسب الأمور بالشكل الظاهري، ويحكم ويبني عليها؛ مما يشكل خطر في العلاقات، وتكوِّن مجموعة من الأفكار السلبية لدى أفراد عن أفراد آخرين؛ فيؤثر على المجتمع، ويقل التعاون ويزيد التحزبات بين الأفراد. مثال واقعي: سامية فتاة متميزة بحق، هذا إن صرفنا النظر عن بعض الأمور؛ فقد كانت سامية تتجنب والدتها، وكانت ترفض مرافقتها في أي زيارة عائلية، وترفض الذهاب معها للتسوق، وفي أحد الأيام مرضت أمها جدًا، لدرجة أنه تم نقلها إلى المستشفى، فهل تعرف ـ عزيزي القارئ ـ ماذا فعلت سامية؟ رفضت زيارتها، كما رفضت أيضًا الاتصال للاطمئنان عليها! كيف ترى سامية الآن؟ وما هو حكمك عليها؟ سامية فتاة سيئة، أليس كذلك؟ حسنًا، دعنا نستمع رأى سامية عن نفسها فيم يحدث: (أمي لا تحبني، دائمًا تفضل أختي عني، دائمًا تتكلم عنها كما لو كانت ابنتها الوحيدة، كنت أصطحبها كل يوم إلى السوق، وأقضي لها حاجتها، لكن هذا لم يمنع تفضيلها لأختي، لقد حاولت التقرب لأمي كثيرًا، لكن هذا لم يفلح؛ لذلك سأتوقف عما كنت أفعله من أجلها، فهي لا تحبني ولا تريد شيئا مني). بالنسبة لسامية فهي ضحية بريئة تدافع عن ذاتيتها، وهذه هي نظرتها لما تفعله؟ وهذا هو الواقع أن كل ما نفعله، له نية إيجابية، ولكن المشكلة عندنا السلوك، فالكل يحكم على السلوك. كيف السبيل؟ ولكي تطبق تلك الفكرة، عليك أن تفصل بين الشخص وبين سلوكه، هل تعرف أن تطبق ذلك فعلا؟ وعلى مستواك الشخصي، هل تستطيع تطبيقها على نفسك أولًا؟ هل تستطيع أن تفصل بين نفسك وبين سلوكك أنت؟ كل هذه الاسئلة، تحتاج إلى إجابات، وكما تعودنا تطبيق الفكرة على الجانبين: الأول الشخصي والثاني الإجتماعي. أولًا: على المستوى الشخصي: هل تذكر المرة الأولى التي سمعت فيها صوتك على شريط كاسيت؟ لقد شعرت أن صوتك أسخف مما كنت تعتقد، أليس كذلك؟ هل تعرف السبب؟ السبب هو أننا لم نعتاد، مراقبة أنفسنا من الخارج، بل نراقب أنفسنا من الداخل فقط. حينها تعتقد أن صوتك رائع، لكن حين سمعته من الخارج، وجدت الأمر مختلف قليلًا. سيحدث ذلك أيضًا، إذا رأيت نفسك وأنت غاضب، وأنت تجادل، لذلك ستفهم أن الناس يرونك من الخارج، لا كما ترى نفسك من الداخل. روشتة سريعة: 1- استخدم إستراتيجية الشخص الآخر: لكي تحصل على نتائج إيجابية من هذه الإستراتيجية، يجب أن تكون صادقًا تمامًا وأنت تتقمص شخصية الشخص الآخر، وكأنك فعلًا هو، فبذلك تعرف لماذا يتصرف معك بهذه الطريقة، ويساعدك أيضًا على تقييم الموقف من وجهة نظره ووجهة نظرك، فتصبح عندك مرونة في التعامل معه. 2- ركز طاقتك على دائرة تأثيرك: فإذا نظرت إلى دائرة همومك في الحياة، سيتبين لك أن هناك جزءً من هذه الهموم، ليس لك عليها سلطان فعلي، وهناك جزء آخر منها يمكن أن تصنع شيئًا بإزائها (دائرة التأثير). 3- حدد هدفك: ضع لنفسك أهداف تريدها خاصة بسلوكياتك، التي تريد أن تتخلص منها. 4- استخدم التغذية الاسترجاعية: وهو أن تاخذ إيجابيات وسلبيات كل موقف وتحلله، ولاشك أن التغذية الاسترجاعية يمكن أن تستخدمها؛ لكى تحسن الأشياء، فلا تلجأ إلى اللوم أنه خطأك أو خطأ غيرك. ثانيًا: على المستوى الاجتماعي (مع الآخرين): روشتة سريعة: 1- أشحن رصيدك العاطفي: لكى تنجح في إقامة علاقة جيدة مع الآخرين، يجب أن تملأ رصيدك من المشاعر والأحاسيس لديه، فكلما قمت بشحن رصيدك من الأحاسيس والمشاعر مع الطرف الآخر، كان مقدار أن تعتمد على هذا الرصيد مرات كثيرة، عندما تحتاج إليه، بل وقد يغفر لك الطرف الآخر أخطاء قد تقع منك. 2- استخدم مع الآخرين أطايب الكلام: فالكلمات والألفاظ لها أثر عظيم في النفس البشرية، والكلمة كالثمرة، كلما كانت أطيب، زاد أثرها في ذوق متناولها، ولئن كان لكل لغة قاموس لكلماتها، فإن لغة العاطفة قد امتلأ قاموسها بالألفاظ والمصطلحات والجمل والأحاسيس العميقة التأثير. 3- الهدية: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا) [رواه أبو يعلى، وحسنه الألباني]، عبارة موجزة صارت علامة لنا، في بناء العلاقات القوية، وإظهار المشاعر الصادقة، فالهدية تعبير سهل ومؤثر، وعملي في داخل النفس من عاطفة وود. وأخيرًا: أختم بقول ماي أنجيلو: (إذا لم يعجبك شيئًا ما، فغيره، فإذا لم تستطع تغييره، فغير موقفك تجاهه). أهم المراجع: 1- اضغط الزر وانطلق، روبين سيكوبلاند. 2- البرمجة اللغوية العصبية، إبراهيم الفقي. 3- أفضل ما في النجاح، كاترين كاريفلاس. 4- البرمجة اللغوية العصبية في 21 يومًا، هاري الدر وبيريل هيذر. 5- مدرب البرمجة اللغوية العصبية، أيان ماكديرموت – ويندى جاجو. 6- سحر الاتصال، محمد العطار. 7- لماذا من حولك أغبياء، شريف عرفة. 8- قوة التفكير، إبراهيم الفقي. 9- قوة المبادرة، محمد العطار. 10- جوهر السلوك، كاترين كاريفلاس.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|