يقولون ان السعادة اصبحت عملة نادرة فى هذا العالم الذى يعج بالمشكلات و الصراعات
فعندما تنزل من بيتك صباحا متجها الى عملك او الى اى مكان و تتامل قليلا فى وجوه الناس من المؤكد انك ستلحظ الوجوه العابسة المتجهمة
حتى اذا دخلت العمل او المكان الذى انت فيه و انت مبتسم منشرح الصدر تشعر بالحماسة و النشاط نظر لك الجميع باستغراب قائلين : خيرا ان شاء الله
و اذا حاولت ان تنقل طاقتك الحماسية و المتفائلة الى الآخرين و استطعت بصعوبة ان ترسم على وجوههم ابتسامة او تطلق من حلوقهم ضحكة مدوية وجدت الجميع يقول : اللهم اجعله خير
اننا وصلنا الى درجة اننا نتشاءم من الضحك ...و نظن اننا لابد ان تنزل علينا مصيبة و العياذ بالله ان ضحكنا
فى حين ان هذه المشكلة هى المصيبة بعينها
هل طبيعة الحياة التى اصبحت اكثر تعقيدا ؟
ام ان ان المشكلة داخل انفسنا نحن ؟
اعتقد تماما ان المشكلة هى فى انفسنا و فى قدرتنا على مواجهة مشاكلنا
اتذكر دوما الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس رحمه الله؛ تعرض الشيخ في بداية حياته إلى حادث أصابه بالشلل الرباعي وحولَّه إلى رأس لا يستطيع التحكم في أيٍّ من أطرافه.. أيُّ ظرف أصعب وأقسى وأكثر سلبية من هذا الظرف؟ ومع ذلك لم يمنع هذا الحادث الشيخ أحمد ياسين من المضي قدماً في طريقه وتحقيق رؤيته والقيام بما يعجز عنه الأصحاء و لم تكن تراه الا مبتسما متفائلا متحمسا
دعونا نركب المركب و ننطلق فى الابحار سويا بحثا عن السعادة
و اول جزيرة سنجدها ....جزيرة لحظات السعادة ...
لوحة كبيرة مكتوب عليها (اجمع لحظات السعادة )
عندما قمت باجراء تمرين الدرس الاول ( اجمع لحظات السعادة و الرضا ) فى احدى الدورات
ثم تمرين (اجمع لحظات التعاسة و الالم )
و منحت المتدربات 5 دقائق فى كل منهما
و جدت ان سرعة جمع الالام اسرع كثيرا من سرعة جمع لحظات السعادة
حتى ان هناك بعض المتدربات لم تذكر اطلاقا لحظات للسعادة فى حياتها
و هذه المشكلة ...اننا لا نتذكر لحظات السعادة و لا نعرف اصلا ما الذى يسعدنا ؟
و لذلك فان اول طريق السعادة ان تبحث فى ماضيك عن الاحداث التى اسعدتك و تلتقطها من بين ملفات ذاكرتك و تنفض الغبار عنها و تتذكر تفاصيلها و تعش مشاعرها كما لو كنت تعيشها الآن ....التمرين الذى نصحنا به فى الدرس الاول
و اذا قفزت الى راسك ذكرى مؤلمة ...فسريعا قل لنفسك (اقلب الصفحة ) او اضغط على (delete ) و تذكر سريعا الذكرى السارة
ثانيا : ابحث عما تستطيع ان تفعله انت كى تسعد الآن ...و لا تلق بالمسئولية على الآخرين
سؤال كثير ما طرحته فى جلساتى مع النساء عندما تتعالى الشكاوى من الاولاد و ابوهم و الدراسة و المدارس و الانترنت و التليفزيون و طلبات البيت و.....و....
ما الذى يسعدك ؟
و لكن للاسف الشديد ...القليل جدا من يعرف الاجابة ؟
لا تقل :
-اشعر بالسعادة عندما تاخذنى امى بين احضانها او يقبلنى ابى قبلة حانية
- اشعر بالسعادة عندما يحضر لى زوجى هدية و يقدمها لى بحب
- اشعر بالسعادة عندما يحصل ابنائى على تقديرات ممتازة فى المدرسة
انا معك تماما ان هذا يجلب السعادة
و لكنى انصحك ان تفكر بطريقة اخرى ....لانك بذلك تلقى بالمسئولية على غيرك فى تحقيق سعادتك
فتقول :كيف اشعر بالسعادة و ابنائى كذا و زوجتى كذا و والدى كذا و امى كذا و رئيسى كذا
تحمل انت مسئولية اسعاد نفسك
ابحث عن عمل تقوم به (انت نفسك) تشعر فيه بالسعادة :
-اشعر بالسعادة عندما اقف بين يدى الله تعالى فى جوف الليل ادعوه و ارجوه و اتضرع اليه
-اشعر بالسعادة عندما اقبل يدى امى و اقول لها سامحينى على ما بدر منى
- اشعر بالسعادة عندما اقرأ كتاب فى التنمية الذاتية و اشعر انى اتعلم جديد افدنى فى جانب من جوانب حياتى
-اشعر بالسعادة عندما اقوم بعمل احبه و اتقنه
-اشعر بالسعادة عندما اشارك ابنائى لعبهم و لهوهم و ارى فى عيونهم السعادة و اسمع صوت ضحكاتهم البريئة
-اشعر بالسعادة عندما استطيع ان ازيل هموم زوجى و انجح فى ان ارسم على وجهه بسمة رائعة
-اشعر بالسعادة عندما اعلم طالباتى مهارة جديدة تساعدهم على تطوير حياتهم
هذه امثلة للحظات السعادة التى أملكها (انا) و أقوم بها (انا)
لا تنتظر ان يسعدك الآخرون ....تعلم ان تسعد نفسك بنفسك ...حاول و فكر و جرب ...ابحث عن سعادتك بنفسك
لا تنتظر ان يتفضل عليك الاخرون بمنحك السعادة التى تريد بل فكر فيما يسعدك و ابدا الطريق للحصول عليها بنفسك
و تذكر دوما ان أدخال السرور على قلوب الآخرين يدفعهم ليدخلوا السرور على قلبك ...ابدا انت
ثالثا : تعلم ان تخطط لحياتك :
عندما تتعرف على ما يسعدك فى هذه الحياة تكون قد اخذت الخطوة الاولى نحو بناء رسالتك و وضع اهدافك و رسم خطتك لمستقبل سعيد طبقا لما تريده انت لا ما يريده الآخرون
الماضى ذهب وولى بآلامه و احزانه ...و المستقبل يفتح لك ذراعيه على مصراعيه فهل ستترك ماضيك حيث انت ...ام ستاخذه الى المستقبل حتى تفقد حياتك كلها ماضيك و مستقبلك
ان التخطيط للحياة يجعل لحياتك قيمة و يشعرك حقا بمتعة الحياة
اننى اشبه من لم يخطط لحياته بلاعبى كرة القدم الذين نزلوا الى ارض الملعب و ظلوا الساعات الطوال يلعبون و يتقاذفون الكرة هنا و هناك حتى تعبوا و خارت قواهم
و لكنهم لم يشعروا بالمتعة
اتدرى لماذا ؟
لانهم نسوا ان يضعوا العارضة او الخشبة ذات الثلاث اضلاع التى يوضع فيها الهدف ...انهم ليس لهم هدف
تخيل مباراة لكرة القدم بدون (عارضة )
هكذا هى الحياة ...نسعى و نتعب و نجرى هنا و هناك و لكن (اين العارضة ) اين الهدف الذى اسعى اليه .
حتى وان كانت العارضة موجودة ...و لم احقق اهداف فساحققها فى المباريات الاخرى ان شاء الله
و لكن ان تبقى حياتى بدون (عارضة ) هذه هى التعاسة بعينها
و الكثير من الناس من يرى التخطيط هو فقط خاص بالمشروعات و الاعمال الوظيفية و الانجازات المالية ....فهل فكرت يوما فى ان تخطط لحياتك الاسرية ؟
نعم ....خطط لحياتك الاسرية ...حدد
كيف تشعر بالسعادة مع زوجتك ؟
كيف تشعرين بالسعادة مع زوجك ؟
كيف تشعر بالسعادة مع ابنائك؟
كيف تشعر بالسعادة مع اخوانك ؟
كيف تشعر بالسعادة مع ابويك ؟
خطط ...ضع الهدف ...ضع الوسائل و البدائل التى ستقوم بها انت و ليس هم .....ثم ابدأ
الهدف :اريد ان اعيد السعادة لحياتى الزوجية
كل النساء تريد ذلك ...فبادرى و قدمى خطوة ...لا تقولى مستحيل..و لا تنتظرى النتيجة السريعة
فالتغيير يحتاج الى صبر و طول نفس ...ففتور فى العلاقة استمر سنوات قد يحتاج الى سنوات ايضا لمعالجته
يكفيك انك تحاولين ......لا تنتظرى التغيير المقابل ....لا تقولى مهما فعلت فلا فائدة ...كونى على يقين (ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا ) ....فان لم ترى الثمرة فى الدنيا حتما سترينها فى الآخرة
انها سعادتك فتشبثى بها و كونى على ثقة انك تستحقينها و انك ستحصلين عليها و لو بعد حين
تعلم التفاؤل
من التفـــاؤل يولد الأمــل ومن الأمـــل يولد العمــل ومن العمــل يولد النجــاح
قال عليه الصلاة والسلام: " تفاءلوا بالخير تجدوه"
قو علاقتك بربك ...كلما ازددت قربا كلما ازددت يقينا بقوله تعالى : (فإن بعد العسر يسراً * إن بعد العسر يسرا)
و ايات القرآن حافلة بالايات و القصص التى تبث فيك روح التفاؤل و الامل
- قرر ان تكون متفائلا
انظر دوما الى ما تملك و تفاءل ......و الى ما لا تملك و تريده و قل سأحصل عليه باذن الله ...هيا الى العمل
انظر دوما الى الفرص التى امامك و تفاءل و الى المعوقات و قل ساتخطاها بعون الله ....هيا الى العمل
انظر الى الجانب المشرق من حياتك و تفاءل و الى المظلم و اوقد فيه شمعه ثم غيرها ...هيا الى العمل
انظر الى كل ماهو جميل من حولك و قل الحمد لله و انظر الى القبيح و قل توكلت على الله ...هيا الى العمل
انظر الى الجميل فى والديك ...كى تشعر انهم اعظم والدين فى الدنيا
انظرى الى الجميل فى زوجك .....كى تشعرى بروعته
انظر الى الجميل فى زوجتك .....كى تشعر بحبها
انظرا الى الجميل فى اولادكما ....كى تشعرا بالسعادة
قاوم النظر الدائم الى السلبيات و المشكلات و الصدامات .
واجعل التفكير فى المشكلات يتركز على الحل الذى بين يديك و ليس على الشخص المتسبب للمشكلة
فى المذكرة الشخصية والتى احضرناها فى الدرس الاول :
افتح صفحة جديدة و اكتب في وسط السطر (زوجتى )
- حاول ان تتذكر الاوقات السعيدة التى قضيتها فى صحبة زوجتك
-حاول ان تتذكر صفاتها الجميلة التى جعلتك تختارها دون نساء الدنيا كلها
- اكتب ما الذى اريده من زوجتى حتى اصبح زوجا سعيدا (اهداف )
- اكتب كيف اساعدها و اسعدها (عملك انت ...مسئوليتك انت ...) حتى أحقق هذه الصورة
تذكر دوما ان الآخرين غير مسئولين عن تحقيق رغباتك ...انت وحدك المسئول عن ذلك ....فبدلا من ان تفكر كيف اطالبهم بتنفيذ رغباتى (بالشكوى و الامر و اللوم و النقد ) فكر فى كيف ادفعهم بحب و رغبة من داخل انفسهم الى تنفيذ رغباتى ....هذا هو روعة الذكاء العاطفى و سنتعلم هذه المهارة فى الدرس الرابع باذن الله تعالى
لا شكّ أن الحياه تطفح بالمشاكل و المصاعب ...و اعلم ان الكل لديه ما يكفيه من المشاكل الاسرية
المهم ليس في وجود المشاكل و لكن كيف نتعامل معها و كيف نواجهها؟
هل نشعر بالضعف و قلة الحيلة و نظل نردد ماذا افعل ؟ نحمل الهموم و نعيش في الألم و العذاب و نتضجر بالحياه.
ام اننا نواجه المشكلة و ننفق الوقت فى محاولة التفكير فيها و حلها بدلا من انفاق الوقت فى الشكوى و التالم ....حاول و ابدا شيئا و قد لا تنجح ....حاول مرة اخرى بطريقة اخرى ...و قد لا تنجح ايضا ......يكفيك انك تحاول ...ان هذا يشعرك بالتحدى و يسرع من الانجاز مهما كان الحل بطيئا و متعبا ...انه بذلك يشعرك بانك حى ...انه يشعرك بالسعادة
إن الظرف نفسه يمر بها شخصان يفكران بطريقتين مختلفتين فيحوله أحدهما إلى فرصة يستفيد منها ويحوله الآخر إلى مصيبة يقضي حياته وهو يتحسر بسببها.
ام عظيمة رزقت بطفل مريض بضمور فى العضلات من بين سبعة اخوة .و حالتهم المادية غير ميسورة
لم نراها تشتكى يوما او تبكى بل كانت دوما تقول : سيكون لابنى هذا شان عظيم ... كانت تحمل ابنها يوميا من البيت الى المدرسة و العكس ....فهو لا يقوى على الحركة ...حتى انه لا يقوى على رفع الطعام الى فيه لياكله ...
الطفل فى منتهى الذكاء و متفوق دراسيا ...و لكن تدهور المرض و اصبح حتى لايقوى على الامساك بالقلم
اشترت له كومبيوتر فكان يحرك اصابعه بصعوبة بالغة علي الكى بورد
و تمر الايام و يكبر اولادها و اراها بعد حوالى عشر سنوات و اسالها عن ابنها فتقول :برع ابنى فى الكومبيوتر و صمم برامج و باعها ...و ساهم فى اكمال تعليم اخوته و هو الآن اغنى اخوانه ماديا ....و من اكثر مصممى البرامج شهرة و علما
قصة عايشتها ...هذا العليل المريض ....اخرجت منه امه نابغة
ابناؤنا ليسوا بهذا السوء الذى نتخيله ....و لكننا نحن من اصبنا بالمرض ..مرض التشاؤم ...فاصبحنا لا نرى فيهم الا الفشل و الجحود و عدم الفائدة
تفاءل ...ترى الدنيا اجمل لتعيش سعيدا
فى المذكرة الشخصية اجعل لكل ابن من ابنائك صفحة :
اكتب فى وسط السطر (ابنى محمد )
- حاول ان تتذكر الاوقات السعيدة التى قضيتها فى صحبة محمد
-حاول ان تتذكر صفاته الجميلة التى تجعلك فخورا به
- اكتب ما الذى تريده حتى يصبح ابنا رائعا (اهداف )
- اكتب كيف اساعده و كيف اسعده(عملك انت ...مسئوليتك انت ...) حتى أحقق هذه الصورة
تعلم المرونة
المرونة هي قدرتك على المحافظة على هدفك بالمستقبل حتى عندما تواجهك الصعوبات.
كن مرنا فى تفكيرك و فى سلوكياتك ، لدينا جميعاً الميل لاتباع أنماط مألوفة من التفكير في مواجهة التحديات، المشكلة هنا أن هذه الأنماط المريحة المألوفة قد لا تكون هي الأجدى.فكر فى بدائل و طرق اخرى ...استشير ....تعلم ...ابحث ....ضع هدفك امام عينيك
ولدى يكذب ...اضربه كثيرا على هذا الكذب و لكنه لا يستجيب
كن مرنا ...جرب اسلوب آخر ...طريقة اخرى ...
فى بعض الاحيان نعجز عن ايجاد طرق تربوية غير ما تعودنا عليه ...و نظل نحاول بما نعرفه دون فائدة ترجى ....تعلم ...استشير ....اوجد بدائل و جربه و ستصل
أقرأ هذا الدعاء و تأمل فيه
(اللهم... امنحني القوة لأغيّر الأشياء التي أستطيع أن أغيّرها.. والقبول بالأشياء التي لا أستطيع.. والحكمة لكي أفرق بينهما )
هذه المناجاة تحمل فكرة عميقة ومزية هامة من مزايا المرونة النفسية, فعندما نبدأ بالتعامل مع المحيط الذي نعيش فيه, فسنواجه في الحال عدداً كبيراً من الصعوبات والعقبات التي ستعترض مسيرتنا، وهنا تظهر أهمية القدرة على قراءة الواقع, وفهم الإشارات التي يحملها من أجل تحديد الأمور التي لا يمكن تغييرها, والأمور التي يمكن تغييرها
تقبل الواقع كما هو, وقبول الأشياء من حولنا كما هي, لا كما يجب أن تكون, أن تتقبل ما يحدث من طيب وسيئ.. من خير وشر.. ومن ثم التعامل معه بالطريقة المناسبة (تغييره, قبوله, التحايل عليه,..إلخ) للخروج بأفضل النتائج.. إنها القدرة على الجمع بين مجاراة الواقع, واستجماع الهمة لتحقيق ما نريد.
المرنون يواجهون الصعوبات بالعودة إلى أنفسهم دوما بحثاً عن حل أو مخرج, وقد يسعون إلى تعلّم شيء جديد أو تطوير مهارة لديهم, أو تغيير نمط حياتهم, ويعتمدون بقدر أقل على العوامل الخارجة عن سيطرتهم ...لايعتمدون على غيرهم
لنتذكر أن قوتنا في أنفسنا.. إنها تنبع من هنا.. من أعماقنا.
امى عصبية .....ما ان ارتكب اى خطا حتى تنهال على بالصراخ و السب و الاهانة
اشعر بانى لا احبها
هل تستطيع تغيير امك ؟....اذن تقبل و حاول ان تغير من نفسك
هل ستؤجل شعورك بالسعادة حتى تحدث المعجزة و تنزل السكينة الالهية على قلبها بردا و سلاما ...هل تنتظر فقدانها
امى فيها مميزات هائلة فهى .....و....و.... ........تحدث مع نفسك او اكتب
اسعد بما لديك
كيف يمكن لى ان اتجنب هذا الصراخ ؟ أسال نفسك ... تحمل المسئولية و لا تلق بالمسئولية على امك ...كن مرنا ...فان لم تتوقف هى عن الصراخ فحاول ان تقلل من نوبات الصراخ
-ان احرص على عدم ازعاجها باخطائى مثل :............................................
- ان ابادر الى الاعتذار بسرعة كبيرة او ......................................................
- ان احرص على ارضائها فى اوقات الرضا باعمال مثل : ................................
يؤدي كل واحدٍ منا في هذه الحياة أدواراً متعددة. فأنا في أثناء العمل (طبيبة), وعندما أدخل إلى بيتي أصبح (زوجة), وعندما ألتقي مع أطفالي فأنا (أم), وعندما أخرج إلى المجتمع فأنا (مواطنة), وعندما أزور والدَي فأنا (ابنة) وهكذا.. هل ترى كيف تتبدل أدوارنا مرات كثيرة خلال اليوم الواحد. من الملاحظ أن هذا الانتقال بين الأدوار والقيام بمتطلبات كل دور على الوجه الأكمل ليس أمرا سهلاً لدى الكثير من الناس.تعلم كيف تكون مرنا فى تبديل الادوار
- يقضي الرجل وقته في العمل ثم يعود إلى البيت منهكاً ليستلقي على الأريكة, ظناً منه أنه قام بواجبه.. وينتظر من زوجته أن تقوم هي بواجباتها. والحقيقة أن عمله الجاد يفي بدور واحد فقط, ويبقى عليه الوفاء بالأدوار الأخرى..كأب و زوج
و المرأة تقضى يومها فى اعمال المنزل بين تنظيف و ترتيب و طبيخ و غسيل و المذاكرة للاولاد و حل المشكلات بينهم و قد تكون عائدة من عملها الوظيفى تحمل همومه و اعباؤه ....ثم ياتى الليل تكون منهكة جسديا و نفسيا ...و تشعر انها ادت كل ادوارها و تنسى ان هناك رجل منتظر فى الخارج ....انها نست او تناست دورها كزوجة
الرجل ينتظر دور زوجته ....و الزوجة تنتظر دور زوجها ...وتزداد المشكلة و يتفرع منها الكثير من الخلافات الزوجية التي تعكر صفو الحياة وجمالها
كن مرنا فى التعامل مع كافة الادوار ...ان تاديتك لكل الادوار المطلوبة منك يلقى من على قلبك هما كبيرا ....و يريح ضميرك و يمنحك قدرا من السعادة بالرغم من الارهاق
ستقول من الصعب ...لكن تاديتك لكل الادوار بنسبة 50 % افضل من تاديتك لدور واحد بنسبة 100%.....كن مرنا
لا تقل لا اعلم كيف اتعامل مع ابنائى ....تعلم ففى ثورة الاتصالات لم يعد الجهل زريعة
لاتقولى لا اعلم كيف اتحبب الى زوجى ....تعلمى فلم يعد هذا العلم مما يستحيى منه
كن حاسما وقاوم التسويف و تعلم التصميم :
التسويف معناه التاجيل و المماطلة فى تنفيذ المطلوب منك و هو يشعر الانسان بالهم و الضغط طالما انه لم ينجز بعد و يلجا اليه الكثيرون و خاصة فى الاعمال الغير محببة الى النفس او الصعبة
و التصميم هو قدرة الإنسان على بذل جهد مستمر للوصول إلى أهدافه
فبعد ان تكون قد حددت اهدافك ....لابد لك من الصبر و المثابرة اثناء الطريق اليه
الكثير من الناس يسام و يتراخى ...و الكثير منهم يحبط و يتوقف ....و أخرون قد يعود الى الوراء
كن من القلة الحاسمة ...التى لا تسوف ...و لا تؤجل ...و لديها تصميم على الوصول مهما كانت المعوقات و مهما طال الطريق
العلاقة الزوجية المتدهورة ....تحتاج الى ان تكون حاسما و مصمما
عندما تشعر ان زوجتك بعدها عنك يزداد يوما بعد يوم ...وقد حاولت بعض المحاولات
لقد احضرت لها هدية الشهر الماضى ....و لكن رد فعلها كان غير مشجع ...لا فائدة
ثم ساعدتها فى اعمال المنزل اليوم لانها كانت مريضة ...و لكنى لم اتلق حتى كلمة شكر
نعم زوجتك مخطئة بلا شك ....و لكن أهكذا يتسلل الياس و الاحباط لنا سريعا
فتورا نعانى منه منذ خمس سنوات ....نريد ان نصلحه فى ليلة ...اين التصميم اين العزم...اين امكانياتك كفارس يريد ان يحظى بقلب محبوبته
ابدا من الآن ......لا تسوف و لا تؤجل ....لا تقل ان شاء الله فى ذكرى ميلادها افعل ...ان شاء الله العيد القادم ...لا تنتظر ...فان التسويف يفقد الحماسة للفكرة
و فى نهاية هذا الدرس اليكم هذه التدريبات مقترحة :
التمرين الاول :
هناك احزانا كثيرة داخلنا نكبتها في اللاشعور لكنها تضغط علينا من الداخل ولاسبيل للتخلص من ضغطها الا بالنبش عنها وجعلها تطفو على السطح ولتحقيق هذا النبش نفذ مايأتي:
- اغلق باب الغرفة على نفسك
- قم بتذكر إحزانك الدفينة
- لاتمنع نفسك من التفجر العاطفي واترك دموعك تنهمر فالدموع الساخنة فيها شفاء وراحة لحياتك الوجدانية
- حاول إجراء هذا التدريب مرة كل شهر على الاقل وستحس بالراحة النفسية بعد ان تتفجر الشحنات المكبوتة داخلك
التمرين الثانى :
خصص مالايقل عن ربع ساعة يوميا قبل النوم لإجراء تدريب الاسترخاء - استلق على ظهرك
- استمع الى ماتيسر من القرآن الكريم بصوت احد المقرئين المحببين الى نفسك
- ابدأ في التركيز على عضلات وأجزاء وجهك .. هل حاجباك مشدودان بتوتر؟ استرخ .. هل تجز على أسنانك؟ هل تعض شفتيك ؟ ان كان الامر كذلك فوجه الامر الى عضلات وجهك بأن تسترخي
- تدرج بعد ذلك الى ذراعيك ثم فخذيك ثم ساقيك حتى مشطي رجليك
- تأكد من ان جميع عضلاتك قد صارت في حالة استرخاء
- انتظم في هذا التدريب وستجد ان حالتك المزاجية العامة في تحسن مستمر وستصبح خاليا من التوتر العصبي الى حد بعيد
التمرين الثالث :
انتهز فرصة عدم ارتباطك بأعمال هامة وابتعد عن البيئة التي انت متواجد فيها ...فترات للاجازة توجه الى مكان بعيد غير مألوف لك فان تغيير البيئة الطبيعية والاجتماعية معا لمدة يوم او يومين كفيل باستعادتك لاسترخائك العصبي والنفسي شرط ان تنسى همومك ومشاكلك ولاتحملها معك الى البيئة الجديدة التي هربت إليها لبعض الوقت
التمرين الرابع :
كثير من الناس يفقدون الشعور بالجمال بالرغم من كثرة الأشياء الجميلة حولهم . قد يعزوه البعض الى الألفة لكن هذا ليس صحيح لأن من يفقد الشعور بالجمال لايحس به إذا ماشاهد مناظر جميلة لا يألفها ويمكن تشبيه فقدان الشعور بالجمال بالصدأ الذي يغطي الآنية التي كانت تلمع ذات يوم
لكي تستعيد شعورك بالجمال عليك بممارسة التدريبات الآتية :
لايكفي ان تكون مستهلكا للموضوعات الجمالية تقف منها موقف المتفرج السلبي بل يجب ان تكون ممارسا ايجابيا وصانعا للجمال
- حاول ان ترسم فتحس بجمال الرسم
- حاول ان تدندن مع النغمات التي تسمعها فيتدعم شعورك بجمال النغمة
- اشترك مع شريكة حياتك في تذوقها للجمال في اختيار ألوان ملابسها وملابسك
- ابحث عن الجمال في شريكة حياتك وأبرزه وأكد عليه فذلك سيسعدها ويسعدك
- تذوق الجمال في مأكلك ومشربك وملبسك وفي أوراقك وفي كل شيء تمتد إليه يدك
- درب نفسك باستمرار على تذوق الجمال وعلى خلقه في نفس الوقت...
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي