الأقنعة أنواع ... منها المعنوي ومنها المادي ... في المادي نعرف مثلاً أن هناك أقنعة تنكرية لها مناسبات وهناك أقنعة تجميلية تهدف إلى تنظيف البشرة وهي حين تكون مادية ان لم تقدم فوائد فليس لها من أضرار توازي ما قد يصاحب الأقنعة المعنوية التي اخترعها الإنسان لغاية في نفسه إلا انه من المعروف ان أجدادنا وربما حتى اباءنا عاشوا بشفافية ومصداقية ومودة ورحمة ليس بين الإخوان فقط ولا بين الجيران و حتى بين الأغراب... لذا لم تكن هناك من حاجة الى اقنعة معنوية في هذا الزمان ضاعت المعالم الحقيقية للصداقة وضاع الرباط المقدس بين الأخوان وأصبحنا نواجه غدر الأصدقاء حتى نتساءل هل هم أصدقاء أم اعداء بقناع الصداقة. وهنا نكتشف أول قناع مزيف لنجد ان هناك من يحملون العديد من الأقنعة وكلها لتحقيق أهدافهم وأغراضهم وما أن يصل احدهم إلى ما يريد حتى يخلعه ليرتدي غيره من أجل هدف آخر حتى لقد أصبح البعض متقنعين بأقنعة ضاعت معها شخصيتهم الحقيقية فهذا يتقنع بالطيبة والتسامح.. بينما هو من الداخل شخص حقود لا يحب وذاك يتقنع بقناع الحب والإخلاص... بينما هو من الداخل مثال للخيانة وثالث يتقنع بالوحشية والقسوة... بينما هو من الداخل جبان ولا تتضح الشخصية الحقيقية إلا بموقف أو حدث يزيل ذلك القناع.
كنت اعتقد أن الحياة... زاهية بالعطاء إلى أن أدركت وجود الأقنعة.. لم أكن أفهم التخفي و الاصطناع... لم أكن أدرك معنى الشر والحقد والضغينة، والمواقف والتجارب اكتشفت الكثير .. الكثير مما تخفيه الأقنعة المعنوية المصطنعة تعلمت النظر عبر هذه الأقنعة فصرت اكتشف ..... الوجوه الزائفة والمخادعة...... والعبارات المحبوكة الفارغة..... الابتسامات الواسعة الباردة الباهتة لأشخاص تحركهم المصالح وتقودهم المنفعة يستبيحون كل شيء في سبيل الوصول ماتوا من الداخل كي يعيشوا في الخارج، يعيشون في عالم يقوم على المصالح . لا نطالب هنا التضحية بالمصالحة لكن حتى الوصول الى المصالح يحب ان تقوم على أساس الأخلاقيات . قد يخطئ البعض عندما يتصور أن بامكانه خداع الآخرين والاستخفاف بعقولهم وذكائهم حين يلبس القناع ظناً منه انه يحجب الحقيقة عن بصيرتهم، وقد ينجح بالفعل في خداعهم ولكن لفترة محدودة فالوقت كفيل بإسقاط القناع هكذا تتعدد الأقنعة من حولنا منها الحقيقي الذي يهدف الى زيادة الجمال جمالا ، ومنها المصطنع الذي يسعى لتحقيق مصالحه عند الآخرين ، منها الجميل .... ومنها المريح ... ومنها من نلتصق به ونبقيه في عالمنا ونترك للأيام والمواقف مهمة كشف الأعماق والنوايا. ووحدها المواقف هي التي تملك قدرة نزع أقنعتهم وإظهار وجوههم الحقيقية . والمفارقة العجيبة أن اغلب الاقنعة تتساقط سريعا وعند ابسط المواقف، وكم أتمنى أن لا تفضح المواقف أقنعة جديدة فلم يعد في القلب متسع لاكتشاف مرير آخر. واشكر الله أن الأقنعة الزائفة التي حاولت خداعي قليلة فانا يكفيني ما أشاهد واسمع من تجارب الآخرين .
منقووووول
_____
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي