سبق أن أشرنا إلى أن المتفوقين في حاجة إلى رعاية خاصة و خدمات خاصة شأنهم شأن المعوقين، و إلا أصبحت هذه الفئة التي نعتبرها ثروة معوقة وظيفيا.
و هذه الرعاية تنطوي على توفير بيئة مناسبة لهم ليست من جانب الوالدين و أولياء الأمور و أدوارهم و معرفتهم بطرق رعايتهم و الاهتمام بهم بل و بالمعلمين و المعلمات و المسئولين و كبار رجال الأعمال و المؤسسات الكبرى. و إن كانت هناك بعض الممارسات الفعالة مع الطلبة الموهوبين و المتفوقين توصي بها بعض الدراسات مثل التي أوردتها Khader داخل الفصول الدراسية العادية.
أولا: الوالدان و أولياء الأمور و رعاية الموهوب
إن للوالدين و أولياء الأمور أدوارا هامة في تطوير و تنمية الإبداع و التفوق لدى أطفالهم و يتمثل ذلك في:
1.الميل إلى الأساليب الأقل تسلطا، و التسامح المقنن، و تقبل أنماط التفكير الغامضة من الأطفال و الأسئلة المتشعبة دون تذمر.
2. تشجيع الأطفال على المبادرة و مهارة اتخاذ القرارات، و محاولة استقصاء المجهول.
3.احترام ميول الأطفال، و التشجيع على ممارسة الأداء الجديدة.
4.معرفة أن الأطفال المبدعين، يظهرون درجات أقل من العاديين في الامتثال و الطاقة و درجات أعلى في الاستقلالية.
5.السماح بحرية التعبير عن الأفكار من جانب الطفل، و التفاعل أكثر مع الأشخاص و العناصر المحيطة دون خوف.
6.ترك الحرية للأطفال كلما أمكن لاختيار مجالات اهتمامهم.
7.إيضاح النظم و القواعد داخل الأسرة، و إظهار ما هو صواب و ما هو خطأ من ممارسات و تصرفات، مع إيضاح القيم الخاصة بالأمانة و الصراحة، و احترام الآخرين، و عزة النفس
8. عدم المغالاة في التنميط الجنسي بمعنى في تنميط الدور الجنسي.
9. البعد كلما أمكن عن لوم الطفل و نقده، البعد عن الضبط العالي للطفل، أو الضبط بعدوانية و عقاب الطفل، و كذا عدم التشدد في التأديب.
10. تقبل الطفل، و إشعاره بالحنان.
11. الوالدان و أولياء الأمور نماذج هامة أمام الأطفال في الإطلاع و تنوع الهوايات و المثابرة لإنجاز المهام.
12. توقير الوالدين و أولياء الأمور لخبرات ناجحة تطور اتجاهات الأطفال نحو مواجهة المشكلات و الغموض الذي يلاقونه في المواقف الحياتية.
13. ممارسة التصحيح المستمر على كل مرة يخطئ فيها الطفل يعيق الإبداع، و لذلك فإن الانتباه الأقل لفشل الأطفال مفيدا جدا في تدعيم طفل يصبح متفوقا.
14. توفير ظروف منزلية هادئة، و علاقات أسرية دافئة من قبل الوالدين يساعد المتفوقين على إظهار ابتكاراتهم و إبداعهم.
15. تشجيع الوالدين و أولياء الأمور المتفوقين لإتاحة الفرصة لأبنائهم للمشاركة في المعارض الفنية و البرامج العلمية و المسابقات.
ثانيا: تدعيم دور أولياء الأمور و الوالدين
على الجهات المعنية وذات الاهتمام أخذ العناصر التالية في الاعتبار:
1. إعداد نشرات أو كتيبات دورية مبسطة تتضمن معلومات عن المتفوقين و خصائصهم و كيفية التعامل معهم، و الوسائل و الأدوات اللازمة في رعايتهم.
2.عقد دورات و ندوات في الإذاعة و التلفزيون و مراكز خدمة المجتمع للتعريف بالمتفوقين أو الموهوبين و كيفية التعرف عليهم و خصائصهم و حاجاتهم. و يمكن الاستفادة من مجالس الآباء في هذا الجانب.
3. تأسيس جمعيات آباء و معلمي الموهوبين في المناطق التعليمية المختلفة.
4. فتح مواقع على شبكة الأنترنت للتعريف بالموهبة و التفوق للطفل العربي بين الاكتشاف و الرعاية.
ثالثا: المعلمون و رعاية الموهوب
1. التلميذ المبدع و المتفوق يميل أحيانا إلى العزلة.
2.من المفيد إعداد أو تهيئة برامج تتضمن أنشطة السيكودراما و قصص الخيال و الموسيقى ليمارسها أو يعايشها الأطفال.
3.تدريب الأطفال على أساليب حل المشكلات و التفكير الإبداعي مثلما أشار إليه بعض العلماء مثل دي بونو و باستخدام الحقائب التعليمية Instructional Packages.
4. المعلم يجب أن يكون مرنا، و على وعي بأن استعدادات بعض الأطفال يمكن أن تنمو، و استعدادات البعض الآخر يمكن أن تنحدر.
5. يجب أن يعلم المعلم أن القلق و التوتر و الخوف من معوقات الإبداع، و كذلك علينا توفير بيئة صفية غير مضطربة أو مخفية.
6. بذل أقصى جهد لكي نجعل الطفل إيجابيا و نشطا في المواقف و الأنشطة التعليمية، مع البعد عن حشو المعلومات في أذهان الأطفال.
7. شرح تاريخ العلم و العلماء بشكل مبسط للأطفال الأكبر سنا.
8. تشجيع الأطفال على طرح أسئلة، و تشجيعهم على الإجابة بصورة تميزهم عن غيرهم، مع قبول استجابات الأطفال مهما كانت و عدم التسرع في الحكم على ما يقولون.
9. المعلم و المعلمة هما نموذجان للتفكير أمام الأطفال، و يجب أن يمارسوا التفكير أمامهم و يعلموهم إياه، فالتفكير يمكن تعليمه بسهولة، كما رأينا في الكورت (4) لدى بونو.
10. مساعدة الطفل على توضيح فكرته.
11. تدريب الأطفال على الحديث عن أي فكرة يفكرون بها و التحفيز المادي و المعنوي لهؤلاء الأطفال.
12. عدم السخرية من أفكار الأطفال و إنتاجهم عموما و خاصة أمام الأقران.
13. تقدير الاستجابات النادرة و الأصيلة التي تصدر من الأطفال.
14. إعطاء الأطفال أسئلة مفتوحة الاستجابة و ليست مقيدة الإجابة (مثل قراءة جزء من قصة و طلب استكمالها كما يتصورها الطفل).
15. إعطاء المعلمين، وقتا فاصلا مناسبا بين توجيه المعلم لسؤال و استجابة الطفل عليه.
16. تشجيع الأطفال على اقتراح و صنع ألعاب بأنفسهم، أو صنع أشياء من المواد المتوافرة.
17. من المفيد تسجيل استجابات كل طفل في كراسة خاصة أو على شريط حتى يشعر الطفل بأن أفكاره ذات قيمة.
18. على المعلمين تنمية مهارات الاتصال لدى الأطفال بحيث يصبح منفتحا على الآخرين مع تعويده التعبير عن نفسه.
19. استخدام أشياء مثيرة عن تعليم الأطفال.
20. عدم تفضيل جنس من الأطفال على الجنس الآخر.
21. عدم الاعتماد على محتوى الكتاب المدرسي فقط.
22. تشجيع الأطفال على إبداع المقترحات حول الإجراءات و الأنشطة الصفية، و القيام بالتجارب خارج الفصل و مناقشة ما توصلوا إليه من نتائج أمام الأطفال.
23. من المهم أن لا يكون المعلم حازما بقسوة، بل يكون موجها يسمح للأطفال بقدر من الحرية و التعبير و اختيار الخبرات.
24. على المعلم أن يجتنب النقد المستمر و إصدار الأحكام المتسرعة.
25. على المعلمين احترام أسئلة الأطفال الغير العادية.
26. تشجيع التلاميذ على شرح أجزاء من الدروس و إيضاح معلومات للأقران (أخذ دور المعلم).
رابعا: تدعيم دور المعلمين
يمكن تدعيم دور المعلمين مع المتفوقين بالآتي:
1. توفير نشرات و كتيبات دورية توزع على المعلم عن الموهوبين و المتفوقين
2. إقامة دورات تدريبية و ورش عمل للمعلمين، يتعاون في تقديمها وزارات التربية و التعليم و الإعلام و التعليم العالي.
3. تأسيس جمعية لمعلمي المتفوقين. تشجيع المعلمين على تطوير التعامل مع الموهبة.
4. منح حوافز تشجيعية مادية و معنوية للمدرسين المتميزين عموما و المتعاملين بفاعلية مع المتفوقين واتضح دورهم.
خامسا: المسئولون و رعاية الموهبة و التفوق
يجب على المسئولون أن يأخذوا في الاعتبار ما يلي:
1. تبنى تعريف للطفل الموهوب.
2. إنشاء مركز للكشف عن المتفوقين تحت رعاية الجامعة و وزارة التربية و التعليم.
3. المطالبة بعقد ندوات و دورات و ورش عمل عن الطفل المتفوق بشكل سنوي على الأقل.
4. تشجيع إقامة لقاء سنوي لتكريم المتفوقين بحضورهم فيه.
5. إقامة معرض سنوي أو نصف سنوي لابتكارات و إبداعات و أفكار المتفوقين.
6. إيجاد آلية لحفظ حقوق ابتكارات و إبداعات الموهوبين لحماية ملكيتهم الفكرية و براءتهم.
7. تشجيع جهات مختلفة (قادة المجتمع- رجال أعمال- شخصيات بارزة...) في المجتمع على نشر ثقافة و فكرة الجوائز.
8. تخصيص إدارة أو قسم بوزارة التربية و التعليم يتولى شؤون الطلبة الموهوبين و المتفوقين.
9. تشكيل لجنة بكل منطقة تعليمية تضم بعض المسئولين بوزارة التربية و التعليم و أستاذ من الجامعة لمتابعة العناية بتنفيذ الخطط التربوية المتوقع إعدادها للمتفوقين.
10. تسيير عملية اشتراك الطلبة خلال العطلات في أعمال و إنجازات ذات أهمية أو لها سمعة أو صيت إعلامي.
11. من المهم توسيع مفهوم الموهبة و التفوق لتشمل جوانب مختلفة (أكاديمية، و اجتماعية، و دينية، و فنية) ليجد كل طفل حظه من التفوق. مع إنشاء قصور للثقافة و نوادي للمواهب و أندية... و معارض دائمة لهم.. الخ.
12. مراجعة المناهج و المقررات بحيث لا يدور فكرها في تنمية الذكاء على حساب الإبداع و الابتكار، مع توفير غرف المصادر التعليمية للمتفوقين في مراحل التعليم قبل الجامعي.
13. أن تشكل رعاية المتفوقين جزءا من البرنامج المدرسي بكل مدرسة.
14. إعداد برامج خاصة بالمتفوقين، مع تجنب عزلهم أو إتباع الأسلوب العزلي في رعايتهم. بحيث يكون هناك تجميع لهم بعض الوقت يوميا أو أسبوعيا فقط و يستمرون بعد ذلك مع العاديين.
15. إعداد برامج متخصصة لإعداد معلم الموهوبين بالجامعات و مساعدتهم أثناء الخدمة.
16. إعداد المزيد من البحوث عن للمتفوقين.
17. دعوة وزارة الإعلام و الصحافة لطرح قضايا المتفوقين و الموهوبين.
18. الاستفادة من تجارب الدول التي سبقت في مجال رعاية الموهوب و تبادل الخبرات مع تلك الدول.
19. تقنين بطاريات للاختبارات للكشف عن المبدعين و المتفوقين تأخذ في الاعتبار أهمية توفير: - أدوات لقياس الذكاء.
- أدوات لقياس الإبداع.
- أدوات لقياس آراء أولياء الأمور.
- أدوات لقياس آراء المعلمين.
- أدوات لقياس التحصيل الدراسي باختبارات مقننة.
- أدوات لقياس آراء الخبراء.
20. دراسة إمكانية تطوير برمجيات هدفها الكشف عن الأطفال و المراهقين و الموهوبين.
21. إعداد برامج طويلة الأمل لرعاية المتفوقين و تجربتها قبل تعميمها.
22. بناء قاعدة بيانات شاملة عن الموهوبين و المتفوقين منذ الطفولة و حتى مرحلة الشباب قبل تعميمها.
23. الأخذ بمبدأ التسريع للطلبة المتفوقين في ضوء ضوابط منظمة و محكمة.
24. الأخذ بمبدأ الإثراء للطلبة المتفوقين في ضوء ضوابط منظمة و محكمة.
25. إنشاء لجنة وطنية عليا لتوضح استراتيجية شاملة لرعاية المتفوقين و الموهوبين تمثل فيها لجان المناطق للموهوبين و ممثلين من الجامعات و وزارة التربية و التعليم و وزارة الإعلام و أصحاب الشركات و المؤسسات الكبرى في الدولة.
إن الغرض من كل هذا ليس تميزهم كفئة غير العاديين و تجاوز لأصول الديمقراطية بل لإعطائهم ما يستحقون كثروة رائعة سوف تستفيد منها الدولة في القريب العاجل بما يقدمون و يختارون و يكتشفون و يحافظون على أممهم.
سادسا: استراتيجيات التدريس مع الأطفال الموهوبين داخل الفصول العادية
يمكن تطبيق الاستراتيجيات التالية في الفصل لكي تساعد على تحديد الأطفال الموهوبين و تقديم فرص جيدة لإظهار القدرات و الحد من المشاكل، و قد استخلصتها Khader و رأينا عرضها على النحو الذي أوردتها عليه.
*المحتوى:
يرتبط المحتوى بالأنشطة التي يقوم بها المعلم و التي تتناسب مع قدرات الطلبة و اهتماماتهم. و يتم تقسيم المحتوى غالبا في مجال تعليم الموهوبين إلى ثلاثة مجالات
1. المادة الدراسية أو " المحتوى "
إن المنهج الدراسي – طبقا لآراء مكر Maker يجب أن يركز على مجموعة من الأفكار المجردة والمركبة، كما يجب أيضا أن يتناول المواقف الواقعية الحقيقية التي يكون فيها الطلاب المعارف والفنون، و يجب تنظيم المواد الدراسية لتكون عبارة عن موضوعات و تعميمات. و هناك العديد من الطرق للتمييز بين المناهج أو المحتوى عندما يتم تحديد القدرات، و هذه الطرق هي:
- التعمق: يشير مصطلح التعمق إلى بحث موضوع معين بغرض التعرف على أكثر التفاصيل و الوصول إلى فهم أعمق له، إن الطالب الذي يدرس مادة ما قد يرغب في اختيار موضوع معين لكي يقوم بفحصه و دراسته بعمق. فعلى سبيل المثال: الطالب المهتم بالموسيقى قد يختار نوعا معينا من الموسيقى، و الطالب المهتم بالرياضيات قد يختار نوعا معينا منها أيضا.
- التوسع: أحيانا يؤدي تقديم موضوع ما إلى الطلبة إلى إثارة اهتمامهم و تناول الموضوعات و تغطيتها باتساع أكبر قد يكون ملائما باستخدام الإنترنت.
- التوسع في الإدراك و المهارات الأساسية: إذا كان الطلاب يتم إعدادهم لكي يصبحوا منتجين للمعلومات في المجتمع فإنهم يحتاجون إلى التعرف على كيفية عمل المتخصصين في مجال معين. إن الكاتب الناشئ يحتاج إلى التعرف على الكتاب المحترفين و يتعلم كل شيء حول عملية الكتابة. و العالم الصغير يجب أن يتعلم كيف يقوم العلماء بالتجريب و الافتراض.
2. مهارات التفكير أو العمليات
إن معظم الباحثين يساندون النظرية القائلة بأن مهارات التفكير المرتفعة يجب أن يتم إدخالها في البرامج المختصة بالموهوبين و أن الأنشطة يجب أن تكون أنشطة مفتوحة و تحفز الطلبة على تكوين معارف و معلومات جيدة. إن هناك العديد من العمليات أو المهارات التفكير المحددة مثل تشعب الإنتاج و جمع و تنظيم المعلومات و تصنيفها و الاتصال و النقد و صنع القرار و التقييم و الافتراض و التفسير و الملاحظة و حل المشكلات و تقييم الذات. إن هناك جدلا كبيرا حول ما إذا كان الطلبة يحتاجون التدريب على التفكير أو أنهم يستخدمون هذه الاستراتيجيات بشكل بديهي أو تلقائي. على سبيل المثال فقد اقترح مكر Maker عام 1993 أن الطلبة الموهوبين يجب أن يقدموا دلائل على صحة تفكيرهم حتى يمكنهم التعرف على العديد من عمليات الإدراك و التفكير عند الطلاب الآخرين و يقوموا بتقييم العمليات الخاصة بهم. و رغم ذلك فقد توصل Schock & Starko إلى أن المعلمين يميلون إلى استخدام الاستراتيجيات التي يعرفون كيف يستخدمونها (المنفعة الذاتية) أكثر من الاستراتيجيات التي تساعد على مقابلة احتياجات الطلاب الموهوبين.
طرق توجيه و توقيف العمليات أو مهارات التفكير
* الدراسة المستقلة (باهتمام شخصي):
عندما تتاح الفرصة للأطفال فإنهم غالبا ما يقومون باختيار الموضوعات التي تبرز مواهبهم في مجال معين، و قد تم تطبيق الدراسة المستقلة على كل من المحتوى و الاستراتيجيات المتعلقة بالمناهج الدراسية، و من المهم – الاستراتيجية للمناهج – بالنسبة للطلاب سريعي التعلم أن تتاح لهم الفرصة للعمل في موضوع ما و دراسته بشكل مستقل. و يمكن أيضا أن يكون ذلك اختيارا للطلاب عندما يكون لديهم نضج مبكر أو تنمو لديهم رغبة معينة تجاه مجال محدد و يريدون أن يستكشفوا الموضوع بتعمق و بشكل مستقل، فإن كانوا في حاجة إلى ذلك فسوف يكون ذلك مرضيا لهم إلى حد كبير. إن الدراسة المستقلة تتيح أيضا للطلبة من مختلف البيئات أن يتتبعوا اهتماماتهم الشخصية و التي قد تكون متعلقة بثقافتهم التي انحدروا منها. و يمكن أن تأخذ الدراسة المستقلة عدة أشكال و يمكن أن تتضمن التحاق الطالب ببرامج دراسته خارج الفصل أو يقوم معلم الفصل بتوجيه استراتيجية معينة له.
* الإدماج:
إن هذه الاستراتيجية تتضمن تمييز الطلبة الذين لهم مخزون ضخم من المعلومات و تساعدهم على التخلص من السأم و المعلومات الغير الضرورية. و تتضمن هذه الاستراتيجية اختبارا أوليا و آخر نهائيا، و ذلك لتحديد مدى ما يعرفه الطلاب قبل تقديم المنهج الدراسي لهم. و عندما يتم تقييم الأطفال على أنهم يعرفون ما سوف يتناول المنهج الدراسي فإنه من الضروري أن نحدد كيف سيقضي هؤلاء الطلاب الوقت الدراسي بالمدرسة. إن اختيارات التي تكون أمامنا، يجب أن تشمل تقديم مستوى أعلى من المحتوى الذي يعرفه الطلاب بالفعل (و الذي قد تفوق فيه الطلاب قبل بدء تقديم المنهج)، أو السماح للطالب أن يسعى بنفسه إلى التقدم و الاستزادة من هذا المجال: أو السماح له باختيار موضوع معين لم يتم تناوله من قبل.
3. نتائج الطلبة (المخرجات) أو النتائج:
يتفق معظم الباحثين على أن النتائج الجيدة تكون نتيجة للمواقف الحقيقية الواقعية و تخاطب الجميع ككل إن الناتج يجب أن يكون ناتجا جيدا متطورا يقدم أفكار أساسية و تحويلا لمعلومات موجودة أصلا. إن الطلاب داخل الفصل يبرزون مدى تعلمهم من خلال هذا الناتج. و عندما تتاح لهم الفرصة في اختيار الطريقة التي يرغبون في أن يقدموا بها عملهم فإن العديد من المهارات و القدرات سوف تظهر و تبرز، و على سبيل المثال يمكن أن يقدم بعض الطلبة الموهوبين عملا فنيا، و يقدم طفل متميز في الإلقاء مسرحية ما، و قد يختاروا الطلبة المتفوقون في الرياضيات و الحسابات المنطقية عمل الرسومات البيانية و الجداول الحسابية. فعندما يكون الخيار راجعا للطلاب فإنهم يمكن أن يقدموا عملهم في أي شكل يرونه ملائما مثل المشروعات المجسمة أو الورق أو العروض التوضيحية أو البرامج السمعية – المرئية و الكمبيوترية أو حتى على الأنترنت.
خيارات أخرى للبرامج
يمكن تطبيق الاستراتيجيات التالية داخل الفصل للمساعدة في تحديد الأطفال الموهوبين و تقديم فرص لإظهار الموهبة و تفادي السأم. إنها عبارة عن اقتراحات للمعلمين لكي يستخدموها عند التمييز في عملية التمييز في عملية التعليم و التوجيه داخل الفصل المشتمل على أطفال لهم قدرات متفاوقة.
1. مجموعات القدرات و المهارات:
ينطبق تكوين هذه المجموعات على كل مجالات المحتوى، و يجب أن تتيح هذه المجموعات حرية التنقل للطلاب بين المجموعات المهارات المختلفة، وتضمن أن الطلاب عندما يتقنون مهارة معينة يمكنهم الانتقال لأخرى، و تساعد على التعامل الجيد مع نمو و تطور المهارات العالية عند الطلاب.
إن مرونة هذه المجموعات تتيح الفرصة للطلاب أن يدخلوا للمجموعة و يخرجوا منها و أن يعملوا بشكل منفرد أو مع المجموعة ككل حسب احتياجاتهم، و يجب تكوين المجموعات لتتناسب و احتياجات الطلاب و / أو اهتمامهم و يمكن تشكيلها على حسب الطلاب.
إن التجميع Clusters هو نوع آخر من المجموعات يمكن أن ينظمه الإداريون و يرتبوا له حيث يتم وضع عدد من الأطفال الموهوبين في الصف الدراسي الواحد في فصل واحد بدلا من تفرقهم في فصلين أو أكثر. كما يمكن أن يسهل التجميع التعاوني Cooperative Grouping إدارة و تنظيم الفصل بأكثر من طريقة. فالمجموعات التعاونية تتشكل من الأطفال ذوي القدرات و المهارات المتشابهة حيث يمكنهم أن يعملوا سويا مما يساعد على بث روح التحدي و تحفيز بعضهم البعض. و يمكن تشكيل هذه المجموعات أيضا من الطلبة ذوي المهارات و القدرات المتعددة. إن المجموعات التعاونية قد تتيح للمعلمين أن يلاحظوا الخصائص و الصفات المميزة للأطفال أكثر من الجانب الأكاديمي عندهم. و يمكن أن تظهر خلال ذلك القدرة على القيادة و تبرز أي حساسية اجتماعية عندهم.
2.مراكز التعلم و مراكز تنمية الاهتمامات
يمكن أن تحوي مراكز التعلم مجموعة من الأدوات المرتبطة بجوانب التعليم و بالمواد الدراسية الأساسية. و عندما ينهي الطفل فترة الدراسة العادية فإنه يلتحق بأحد مراكز التعلم حيث تتاح له الفرصة للعمل على حريته و التقدم في إحدى المهارات التي يريد إتقانها، و يمكن أن تشتمل هذه المراكز على اقتراحات و مواقف للموهوبين و المبدعين لكي يستكشفوا الموضوعات بتعمق و توسع أكبر، و يجب تزويدهم بأدوات للقراءة و مواقف لتحديد المشاكل و المسائل الواقعية الحقيقية.
يفضل أن تشتمل مراكز التعلم – كلما أمكن – على الأدوات التالية:
* الأدوات الضرورية لتعلم موضوع ما و التي تزود الأطفال بخلفية مناسبة و تتيح لهم الفرصة لاكتساب معلومات متعمقة.
* أدوات مكتوبة و سمعية – مرئية حول موضوع ما حيث يمكن للأطفال من خلالها أن يختاروا إتباع أسلوب شخصي خلال عملية التعلم.
* CD أجهزة كمبيوتر و أجهزة عرض الأسطوانات المضغوطة.
* الألعاب و الألغاز.
و يجب أيضا أن تشتمل مراكز تعليم العلوم على القواعد و النظم و الإشراف اللازم لسلامة الأطفال
مراكز تنمية الاهتمامات
إن مراكز تنمية الاهتمامات تختلف عن مراكز التعلم فمراكز تنمية الاهتمامات تتيح للأطفال التعرف على مجالات لم تتناولها المناهج الدراسية و هي أماكن يذهب إليها الأطفال بعد انتهاء الدراسة و الأعمال الأخرى. إن مركز الليزر مثلا يشجع الطلبة على استكشاف استخدامات الليزر في الوقت الحالي و يمكنهم من زيارة المتخصصين الذين يستخدمون الليزر في عملهم. و تحث فيهم تساؤلات عديدة مثل: كيف يمكن أن تستخدم هذه التكنولوجيا في المستقبل؟ و كيف غير الليزر عالمنا المعاصر؟ و هل هذه التغيرات دائما ما تكون إيجابية؟
-القواعد التنظيمية:
إن القواعد التنظيمية تتيح الفرصة للأطفال لكي يعلموا حسب رغبتهم، إنهم يختارون العمل طبقا لاختصاصات محددة. إن الطلبة الذين يعلمون بشكل مستقل ينجحون في تعلم هذه القواعد، إنها تتيح للطالب أن يتخذ القرارات و تشجعه، و تبرز قدرته على العمل بشكل مستقل، و يحدد الطلاب الأسلوب المناسب الذي يريدون العمل طبقا له. و يمكن أن تشمل هذه القواعد المهارات و المحتوى. إنها تحفز الطفل على التوسع في التعلم وتشمل أسئلة تدعم البحث والتفكير النقدي. بأنها تتيح الفرصة لإظهار الإبداع. و عندما يكون الأطفال منهمكين في العمل يكون هناك متسع من الوقت للمعلمين للعمل معهم بشكل منفرد أو في مجموعات صغيرة. إن النجاح يحتاج إلى دعم و تعزيز.
إن القواعد التنظيمية يجب أن تشمل
- تعليمات واضحة تحدد المواد التي سيتم تناولها.
- مصادر مقترحة للدراسة.
- إمكانية الخروج عن المحتوى الذي يتطلبه المنهج الدراسي الموضوع.
الأدوات و المواد التي تركز على المفاهيم و الموضوعات و المشاكل إن الدروس التي سيتم تناولها يجب أن يكون لها قواعد أساسية. و تقدم نقاط توقف عند تناول المفاهيم المعينة. و هذا الجانب لابد و أن يحتوي على اختبار أولي و اختبار نهائي، و كل جزء يكون له اختبار أولي و يقيم الإتقان بنسبة 80% إلى 85% و يجب أن يكون الأطفال قادرين على متابعة هذا العمل و أن يخصص المعلمون بعض الأوقات الثابتة لمناقشة الموضوعات التي يتم تناولها.
الكمبيوتر و تكنولوجيا الاتصالات
لقد فتح الكمبيوتر في الوقت الحالي عالما جديدا من التعليم بالنسبة للطلبة. و قد أصبحت البرمجيات متاحة مما أدى إلى أن العديد من البرامج يمكن أن تزود الأطفال بقدر كبير من الاستقلال فيما يتعلق بالتعليم و كم المعلومات مما يتيح للأطفال التنقل خلال المحتوى بسرعة أكبر. إن تكنولوجيا الاتصالات يمكن أن تجعل التعليم متاحا للأطفال المتميزين في أي من مجالات المحتوى. و يتيح الكمبيوتر للأطفال و الفصول الدراسية أن تتصل بالأنترنت.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي