بسم الله الرحمن الرحيم
إسمحولي أخوتي أن أتطفل عليكم بالحديث التالي
أن عقل الإنسان دال على عظمة الخالق لا محاله فكل ما يأتيه الأنسان وما يذره محكوم أصلاً بأوامر هذا العقل العجيب .... والعقل المادي يحتوي على مميزات السابقين وسلبياتهم من سرعة البديهة والذكاء والتحليل والتركيب والاهم الاستعداد
ولكن الذي يمايز الفرد عن غيره هي سرعته في اكتساب وتعلم مهارات عقليه من مجمل الخبرات التي يعايش، فتجد أن إبن السوق يعرف كيف يخرج الريال من جيب الزبون بعرض بضاعته بأحسن صورة وكيف يتعامل مع فئات المجتمع، فهذه الخبرات اليومية ترفع من وتيرة التحليل واتخاذ القرار.
لذلك يقفز أمام ناظرنا السؤال التالي هل ممكن أن ندرب أو نربي عقولنا؟ ومن ثم نديرها؟
أعزائي كما تعلمون بأن للعقل مشارب ونوافذ تغذية باستمرار وهي مجمل ما نحصل عليه من الحواس الخمس بالإضافة للخيال والذي يكون نتيجةً للأحساس والمشاعر والعقل اللاواعي.
لذلك وجب الإهتمام بهذه المشارب وتنميتها بحيث لا يغلب نوع عن آخر، فلا تكون أغلب ذاكرتك بصرية أو سمعيه أو.... وإنما حاول توازن وتربط بين مختلف المدخلات فالطالب الذي يستمع لشريط يتحدث باللغة الإنجليزية يتعلم بسرعةٍ إن كانت أمامه الصورةُ التي يُتحدثُ عنها، بل يزيد في تنشيط ذاكرته إن كان المعروض هو شريط بصري...
وهناك مثل لكالما سمعناه أذا أريتني فسأتعلم ولكن دعني أجرب ولن أنسى ..
كما تحتاج العضلات الى تدريب فالعقل يحتاج كذلك وكثير منّا يتذمر من قلة الحفظ أو صعوبة الإستيعاب وما أسهل للإنسان أن يتذمر فهو بذلك يلقي بالمسؤلية من على كاهليه ليشعر بالراحة وبالتالي يرضى بأقل المعروض ويكون قليل الأكتراث بأمورٍ كثيرة من ضمنها تنشئة أولاده ففاقد الشيء لا يعطيه ولذلك تزداد هذه النسبة من البشر في كل المجتمعات....
لذلك أقول إن الدواء مر ولكن لذة الصحة تستحق الصبر عليه .. ومما يقوي العقل كثرة التساؤلات والبحث عن الحلول وتفنيدها وتحليلها وعدم القناعة بما هو معروف إلا أن يكون خارج حدود العقل فالله تعالى هو خالق العقل بحيث أن له حدوداً يتفجر فيها إبداعا ولكن إن شطح هوى في بئر لا قعر له، لذلك إخواني لابد أن نؤمن تمام الإيمان بأن الإلتجاء لله تعالى في طلب التنوير العقلي هو ركن من أركان تنمية العقل ولا يكون ذلك كذلك إلا بالإيمان الموقن الصادق بقدرته تعالى .
إن المشاعر الانسانية عند الموقف قد تسُكر العقل وتذهب بطرقته المثلى في التفكير فهي مزروعة في الوجدان و تتفاوت شدتها من فرد لآخر لذلك ينصح بعدم إتخاذ اي قرار في حال الغضب أو الفرح الشديد أو الحزن وما شابههُ من إرتفاع في وتيرة الأحاسيس.
النوم السليم يهدأ الجهاز العصبي ويبعث- بقدرة الله- فيه الحيوية (حيوية الإستدعاء والربط والتحليل والتركيب واتخاذ القرارات) اللازمة بعد حدوث الإنهاك للوظائف العقلية.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي