دعاء السفر وآداب الرجوع إلى الأهل
إذا أراد زائر المدينة الرجوع إلى أهله اتجه إلى المسجد وصلى ركعتين كما سبق، وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ودعا بالعودة والمغفرة والرحمة، وطلب العفو والعافية، ثم يخرج بوجهه فإذا بدأ السفر دعا بدعاء السفر.. ما يتفق منه مع العودة مثل أن يقول : اللهم انا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما تحب وترضى.
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده. اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال، وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون أخرجه أحمد ومسلم والثلاثة ويستحب أثناء السفر إذا علا شيئا كبر، وإذا هبط سبح .
وإذا أمسى بأرض قال : يا أرض ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما يدب عليك، أعوذ بالله من شر كل أسد، وأسود، وحية وعقرب، ومن شر ساكن البلد، ومن شر والد وما ولد .
وإذا نزل منزلا قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق فإنه لا يضره شيء وإذا رأى بلدا يقصده قال : اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين : أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها
وعند الرجوع من السفر يفعل ما فعل في الذهاب من التكبير كلما صعد، والتسبيح كلما هبط، ويقول عند التكبير : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير آيبون تائبون عابدون. ساجدون لربنا حامدون. صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأعداء وحده بذلك كله جاءت أحاديث صحيحة، ويستحب أن يستصحب هدية إلى أهله عند العودة يدخل بها السرور عليهم .
ويرسل إلى أهله من يعلمهم بقدومه، أو يرسل إليهم برقية، أو خطابا، أو يكلمهم بالهاتف، وإذا دخل البلد بدأ بالمسجد يصلي ركعتين فيه في غير وقت كراهة، ثم ينصرف إلى منزله، ثم يستقبل المهنئين بقدومه .
ملاقاة الحاج وتهنئته
يستحب ملاقاة الحاج قبل دخوله بيته والسلام عليه ومصافحته وطلب الدعاء منه وتهنئته بأن تقول له : قبل الله حجك، وأعظم أجرك، وغفر ذنبك وأخلف نفقتك .
وليمة الحج
يستحب للحاج بعد قدومه أن ينحر بدنة أو بقرة أو ما يستطيع، ويصنع طعاما يطعم منه أصحابه، وجيرانه ولا سيما الفقراء .
فقد أخرج البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة نحر جزورا أو بقرة .