الفصل الأول ( أنت لست عقلك (..
في بداية هذا الفصل ، يبدأ المؤلف بتعريف مصطلحين غالباً ما سيمران علينا أثناء قراءتنا لهذا الكتاب ، وذلك لأهمية معرفتهما في تخطي عقبة "العقل" ، وهي أعظم عقبات الرحلة إلى الداخل ، فلنبقى مع المعلم Eckart Tolle ليعرّف لنا مصطلحي : الإستنارة الروحية والوجود ومالعلاقة بينهما :
الإستنارة الروحية
يقول المؤلف : كان هناك فقير يجلس على جانب الطريق لأكثر من 30 عاماً ، وفي يوم من الأيام مر به شخص غريب ، فسأله الفقير وهو يحمل قبعته القديمة :"هل تقرضني بعضاً من المال " ؟ فرد عليه الغريب بقوله : "لا يوجد لدي شئ لأعطيك إياه " ، وبعدها سأله الغريب :" ماذلك الشئ التي تجلس عليه "؟ أجاب الفقير :" لاشئ ، مجرد صندوق قديم ، وأنا اجلس عليه منذ فترة طويلة جداً " ، فسأله الغريب : " ألم تنظر إلى ما بداخله "؟ ، فأجاب الفقير :" لا ، ومالفائدة لاشئ هناك " ، ألح عليه الغريب وقال :" أنظر إلى ما بداخله " ، فحاول الفقير أن يفتح غطاء الصندوق وبكل ذهول ودهشة صُعِق لمّا رأى أن الصندوق مملوء بالذهب .
أنا هو ذلك الغريب الذي لا يملك شئ ليعطيك إياه ، ويحاول أن يخبرك بأن تنظر إلى ما بالداخل ، ليس بداخل الصندوق كما في القصة ، وإنما بداخل مكان أقرب من ذلك بكثير وهو : نفسك .
والفقراء هم من لم يجدوا ثروتهم الحقيقية وهي متعة وجودهم ، والسلام الداخلي الراسخ الذي يأتي معها ، حتى لو أمتلكوا ثروة مادية عظيمة ، فهم لا يزالون فقراء لأنهم بحثوا في الخارج ، بينما هم يمكلون ماهو أثمن بكثير من ذلك بداخلهم ، وهو أعظم من أي شئ يمكن للعالم أن يقدمه لهم .
كلمة الإستنارة الروحية تستحضر معها ، فكرة القوى البشرية الخارقة ، التي تحب أن تبقيها نفسك ( الـ EGO ) كذلك ، ولكنها ببساطة هي الحالة الطبيعية للشعور بالوحدة مع الوجود ، هي حالة الاتصال مع شئ غير قابل للقياس وغير قابل للفناء ، مع شئ تقريباً وبشكل أساسي هو أنت ، ومع ذلك يظل أعظم منك أنت .هي أن تجد طبيعتك الحقيقية ، بغض النظر عن الاسم والشكل .
وعدم القدرة على الشعور بهذا الاتصال ، يخلق لنا الوهم بالإنفصال عن أنفسنا وعن العالم من حولنا ، وبعدها تحس نفسك بوعي أو بلا وعي عبارة عن جزء معزول ، وبعدها ينشأ الخوف ويصبح التعارض بين الداخل والخارج هو أسلوبك في الحياة .
الوجود
الوجود هو أبدي ، حياة واحدة موجودة إلى الأبد بغض النظر عن أشكال الحياة المحصورة بالولادة والموت ، الوجود في أعماق دواخلنا وهو جوهرنا العميق الغير مرئي والغير فاني . هذا يعني أنه يمكنك الوصول إليه الآن كنفسك العميقة ، كطبيعتك الحقيقية .
لكن لا تحاول البحث عنها عن طريق عقلك ، ولا تحاول فهمها ، تستطيع التعرف عليها فقط حينما لا يتدخل عقلك ، حينما تكون حاضراً ، حينما يكون إنتباهك كاملاً ومركزاً على الآن ، تستطيع الشعور بالوجود لكن لا تستطيع نهائياً فهمه عن طريق العقل . إستعادة الإدراك بالوجود والالتزام بحالة الشعور بالحقيقية هي "الإستنارة الروحية" .
***
بعدها بدأ المؤلف بمحاولة شرح ماذا كان يعني بالوجود ، وقال أن هذه الكلمة فقط للتعبير عن الحالة الحقيقية خلف هذه الكلمة .
وأنا أعتقد أن المؤلف يعني بكلمة "الوجود" ، أي الروح ، فهذا التعريف أقرب ما يكون للروح ! وأنتم ما هو رأيكم يا أخواني ؟؟
اتمنى أن تطلعونا على آرائكم الى حين أن نلتقي مرة آخرى هنا ، مع : العقبة العظمى لاختبار حقيقتنا .