لقد أصبح التعليم من أجل تنمية مهارات التفكير هدفاً إستراتيجياً للتعليم، حيث يمكن المتعلم من التعامل بكفاءة وفاعلية مع تفجر المعرفة ومع متغيرات العالم المعاصر الذي يعتمد على التفكير الناقد والتفكير الإبداعي وحل المشكلات كأساس للتقدم والتطور الحضاري. وفي الآونة الأخيرة تكثفت الجهود الخاصة بتطوير التعليم من خلال تعليم مهارات التفكير العليا والتفكير الناقد والتفكير الابتكاري وعدم الاقتصار على مهارات التفكير الدنيا المتمثلة في الحفظ والتذكر والاستيعاب، والاعتقاد المتزايد في أهمية تطوير مهارات التفكير لدى المتعلمين ليس فقط لدعم وزيادة القدرات الأكاديمية ولكن الاهتمام بها كمهارة أصيلة ينتقل بها المتعلم من مرحلة إلى أخرى
إعداد – د. وفاء محمود نصار – قسم علم النفس
من بين المبررات العلمية والمهنية التي تدعو إلى الاهتمام بمهارات التفكير ليس لأن فائدتها وأهميتها تقتصر فقط على الواقع الحاضر للفرد بل تمتد لتشمل مستقبله أيضا، التغيرات التقنية والعلمية التي ظهرت في العالم المعاصر، الحاجة إلى تنمية العقول وعدم الاعتماد على الحفظ والتلقين.الاهتمام المتزايد من قبل العديد من المجتمعات بتنمية مهارات التفكير لدى قطاع الموهوبين بها، لما لهذا القطاع من أهمية في دفع عجلة التقدم والنهضة، سعى المسؤولون عن اتخاذ القرار التعليمي الخاص بالعملية التعليمية إلى إحداث عملية تطوير شاملة لجميع مكونات وعناصر المنظومة التعليمية بهدف تحقيق الجودة الشاملة لمواكبة التطورات الحديثة في العالم المعاصر. ويقصد بمهارات التفكير أنها العمليات العقلية التي يقوم بها الفرد من أجل جمع المعلومات وحفظها أو تخزينها وذلك من خلال إجراءات التحليل والتخطيط والتقييم والوصول إلى استنتاجات ووضع القرارات. كما تعرف بأنها عمليات عقلية محددة نمارسها ونستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات والبيانات لتحقيق أهداف تربوية متنوعة تتراوح بين تذكر المعلومات ووصف الأشياء وتدوين الملاحظات، إلى التنبؤ بالأمور وتصنيف الأشياء وتقييم الدليل وحل المشكلات والوصول إلى استنتاجات.
اتجاهات في كيفية تعليم الطلاب مهارات التفكير
الاتجاه الأول:
يطالب بتعليم وتنمية مهارات التفكير بشكل مستقل عن محتوى المقررات الدراسية المقررة على الطلاب.
الاتجاة الثاني:
يطالب باستخدام التفكير كإستراتيجية للتعليم والتعلم وفيه يتم تطوير مواد التعليم لتبنى على أساس أنشطة تفكيرية تتخلل المواد الدراسية وليست نشاطاً مستقلاً. ويتم تعليم التفكير ضمن المنهج الدراسي ويسمي التعليم لأجل التفكير.
الاتجاه الثالث:
ينادي بدمج الاتجاهين السابقين ويسمى منظور الدمج في تعليم التفكير تعليم التفكير من خلال دروس الدمج وفقا لخطوات محددة، وتوجد العديد من الاستراتيجيات والاتجاهات المعاصرة لتنمية مهارات التفكير، ومن بين هذه الاستراتيجيات:
إستراتيجية ما وراء المعرفة، إستراتيجية تعتمد على الذكاءات المتعددة، إستراتيجية تعتمد على الذكاء الانفعالي، إستراتيجية العصف الذهني، إستراتيجية حل المشكلات، إستراتيجية استخدام أساليب الوسائط المتعددة والانترنت، استراتيجية التعلم الفردي، إستراتيجية تعتمد على مهارة ووعي المعلم بأهمية مهارات التفكير، استراتيجية تعتمد على اختيار الأنشطة والبرامج بما يلبي احتياجات الموهوبين، أما عن الاتجاهات المعاصرة التي تتعلق بتنمية مهارات التفكير لدى الطلاب وخاصة الموهوبين فتتمثل فيما يلي:
اتجاهات تستخدم أسلوب حل المشكلات المستقبلية في تنمية مهارات التفكير لدى االطلاب، اتجاهات تستخدم أسلوب العصف الذهني وذلك بإتاحة الفرصة لتوليد أفكار جديدة حول مشكلة من المشكلات ذات الأهمية، اتجاهات تدعو إلى مشاركة وسائل الإعلام «المسموعة والمقروءة والمرئية» للتوعية بأهمية رعاية الموهوبين وتنمية مهارات التفكير لديهم، اتجاهات تستخدم أسلوب التعلم الفردي «كنمط من أنماط التعلم المستقل»، اتجاهات تستخدم أسلوب التعلم التعاوني، اتجاهات تعتمد على جانب ما وراء المعرفة، اتجاهات معاصرة تعتمد على تطوير البرامج الإثرائية، اتجاهات معاصرة تعتمد على استخدام المناقشات بالانترنت.
استخدام التكنولوجيا
كما أن هناك اتجاهات تعتمد على أسلوب التمثيل أو لعب الدور، اتجاهات تعتمد على استخدام الوسائط التكنولوجية التعليمية المتطورة «الفيديو التفاعلي، مؤتمرات الفيديو…»، اتجاهات معاصرة تعتمد على تعليم التفكير ومهاراته بشكل مستقل كمنهج متفرد بصورة مستقلة عن المناهج الدراسية، اتجاهات معاصرة تعتمد على الدمج بين مهارات التفكير بصورة مستقلة وتعليمها ضمن محتويات المنهج الدراسي. يجب استخدام أسلوب التعلم النشط والذي يقوم من خلاله المتعلم الموهوب بالمشاركة في اختيار الأنشطة التي يقوم بها، وذلك تحت توجيه وإرشاد المعلم نظراً لما يتميز به هذا الأسلوب من تشجيع المتعلم الموهوب على اكتساب مهارات التفكير العليا كالتحليل والتركيب والتقويم وكذلك مهارة التفكير الناقد والتفكير الابتكاري، كما يشجع على طرح الأسئلة المختلفة وحل المشكلات مما يؤدي في النهاية إلى تنمية مهارات التفكير لديه، فيجب أن يحرص أعضاء هيئة التدريس على تنمية مهارات التفكير لدى المتعلمين واستثمار قدراتهم الإبداعية من خلال طرق التدريس الإبداعية واستخدام الإستراتيجيات الحديثة في تنمية مهارات التفكير.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي