freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19309 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: الإعجاز القرآني في المستوطنات اليهودية الباحث/ عطية مرجان ابوزر الأحد يوليو 13, 2014 2:30 am | |
| قال الله جل وعلا في محكم كتابه المجيد:- "قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء : 88]
ومن المؤكد أن أعداء القرآن المجيد لا تروق لعقولهم هذه الدرر من الكلمات القرآنية العظيمة , بل هم يكذبون " وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ [الجاثية : 31]
رغم أن الإعجاز القرآني الإخباري قد ثبت عينا وملمسا و بوقائع لاشك فيها لهؤلاء ,إلا انه الجحود الذي أنبأ به ربنا العظيم عنهم إذ قال "قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ [الأنعام : 33] ولذا فان كل آية معجزة تظهر في الأرض تتطابق وتصدق إخبارا قرآنيا ما , يثير الرعب في قلوبهم تحسبا من الإقناع العلمي والعقلي والحسي القرآني الذي يداهم البشرية المعاصرة جمعاء .
ومن الإعجاز القرآني الإخباري الذي تحقق مؤخرا وبات مشهودا ,ملموسا ومرئيا ذلك الاختراع الأخير في عالم السلاح المصنع على يد اليهود تحديدا, مترافقا مع البناء الضخم للأسوار والجدر الأمنية العازلة, والمستوطنات, التي شيدت على مئات من الأراضي الفلسطينية المحتلة بيد يهود .
جاء في الإعجاز القرآني العظيم من باب الإعجاز الإخباري الغيبي عن ما سيكون من شأن ( يهود) في زمننا هذا, فأخبرنا القرآن بأنه سيكون لهم جدر و أسلحة وسبل قتال خاصة بهم لا يأتيها سواهم من الخلق, أخبر عنها القرآن في إعجاز إخباري ,فقال في آية واحدة من سورة الحشر:" لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ [الحشر : 14] .وسنبين بعون الله تفاصيل هذه الوقائع بما يلزم من الدليل .
ثبت للعالم أجمع أن اليهود هم أجبن خلق الله من الناس, ذلك لثبوت مكرهم وإتباعهم المكر أسلوب لحياتهم, ونهجا لعلاقاتهم بالآخر فكان هذا النهج مؤذيا للبشرية عامة, , لان صراعهم مع البشرية صراع عقائدي , قوامه أنهم الأسمى والأفضل , وأن ما سواهم من الناس وجب أن يكون لهم عبيدا, فكل ما هو غير يهودي ليس بسامي ومن هو ليس بسامي كان عبدا للسامي, ولأن هذا السامي كان ضعيف قليل العدد و لازال , فقد أتخذ من المكر والغدر وإعداد العدة "الأمنية" دوما سياسة لنظام وجودهم , وضرورة لبقائهم واستمراريته . ولأن الله تعالى هو خالقهم والأعلم بهم فقد أكثر من وصفهم وتعريتهم في القرآن, وقد أكد تعالى أن قوم يهود جبناء بلغ جبنهم حد الخوف من كل الناس وخاصة المسلمين , أكثر من خوفهم الله ذاته, بدليل قوله تعالى:" لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ [الحشر : 13] أما سبب هذه الرهبة فكان لكونهم:ِ"قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ" ولو كنا نتدبر القرآن جيدا لكان الحال معهم عكس الحال الحالي الواقع , أي لما كنا نحن الخائفون منهم بل لكانوا هم الخائفين منا , ولكنا هجرنا تدبر القرآن كما وجب, فلم نحذر لما حذرنا ولم نعد العدة كما أمرنا, حتى شكانا نبينا لربنا:"وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً [الفرقان : 30] فصدق الله فيما أخبر وهلكنا بما غفلنا . بتدبر يسير لكلمات الآية التي هي موضوع بحثنا نجد عدة استدلالات متتالية متكاملة:- أولها :"لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍٍ" و دليل الواقع على الأرض لهذا القول القرآني هو ما نجده اليوم من بناء المستوطنات بكثافة وصلابة وانتشار على الأراضي الفلسطينية كجدار إسمنتي عريض حول المدن والقرى الفلسطينية في كل مكان.انظر الخريطة المرفقة للشكل العام لتوزيع المستوطنات اليهودية على ارض الضفة الفلسطينية ودقق في هيكلية التوزيع الإنشائيلترى ببساطة ما يلي: لاحظ الخط الأحمر فهذا جدار إسمنتي بارتفاع ستة أمتار يتلوى بين المدن والقرى الفلسطينية ليعزلها عن المدن والمستوطنات اليهودية . لاحظ كيف يدخل الخط الأحمر في منطقة قلقيلية ومنطقة سلفيت ورام الله والقدس وبيت لحم, انه يقتطع منها مساحات كبيرة تحيط باللون الأزرق الذي هو مستوطنات ومساكن يهودية. لاحظ توزع المساحات الزرقاء غربي نهر الأردن من بيسان وحتى البحر الميت؟ وأيضا كيفية انتشارها بين مدن وقرى قلب الضفة ؟ من ذات الآية القرآنية العظيمة نقرأ :"أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ" ونعود لنستشهد بالواقع على صدق ما أخبرنا القرآن ومن هذه الوقائع :- 1. بناء الجدار العازل على أراضي الضفة الفلسطينية المحتلة بارتفاع زاد على ست أمتار. 2. بناء الجدار العازل على أراضي شمال قطاع غزة. 3. بناء الجدار البشري من عملائهم على حدود جنوب غزة ( ما عرف بقرية الدهينية). 4. بناء ألاف المستوطنات التي فتت أراضي الضفة الفلسطينية المحتلة.
انها شدة الرهبة عند اليهود من المسلمين يستدل عليها من الآية القرآنية بجلاء و هذه هي الوقائع كما بينها وفصلها القرآن "قُرًى مُّحَصَّنَةٍ "و" جُدُر" أي جمع جدار, و إذ لا أدعي على آيات القرآن ما شئت فأقتص وأقتبس الكلمة التي تخدم ما أريد فأعود لأخذ الجملة القرآنية كاملة كما كانت " فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ" لان في هذه الجملة القرآنية دليل آخر ليس على الجدران المبنية بالحجارة فقط بل على نوع آخر من الجدر . بدأت الآية الكريمة بالحديث عن قتال وليس عن بناء:" (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً ....... (في) كلمة تشير إلى (مكان القتال) وهي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ وهي ما يعرف في واقعهم اليوم بالمستوطنات , أما قوله تعالى:"مِن وَرَاء جُدُرٍٍٍ" فإشارة الى الجدران العازلة الشاهقة الأسمنتية التي بلفت مئات الأميال إضافة إلى ذلك السلاح الأحدث في زمننا, سلاح القتل من خلف الجدران,"مِن وَرَاء جُدُرٍٍٍ, انه ما يسمى بسلاح طلقة الزاوية" Corner Shot وهو سلاح صنع لدى الكيان الإسرائيلي تحديدا , سلاح خاص بالتصويب من زاوية مخفية خلف جدار, يكون الرامي - حامل السلاح- مختفي خلف جدار لا يظهر للخصم يحمل بندقية تنكسر بزاوية 90 درجة لليمين أو اليسار - يبقى نصف البندقية الخلفي بيد الرامي وتستند إلى كتفه بينما ينكر نصف البندقية الأمامي ( الفوهة والذخيرة) بموازاة الجدار الزاوية.[font=Arial Black][أما كيف يرى الراي هدفه فذلك لوجود شاشة رؤية أمام ناظري الرامي مثبتة أعلى مؤخرة البندقية الذي هو بيد الرامي , هذه الشاشة تنقل صورة الهدف عن طريق عدسات مكبرة مثبته على القسم الأمامي المنكسر للبندقية .يمكنك مشاهدة نموذجين من صور هذه البندقية المرفقين بالبحث.فانظر إلى الجندي المدجج بسلاحه ينظر الى الشاشة الصغيرة أمامه بينما تحيط به الجدران من كل جهة , انه يرى هدفه الغير ظاهر لنا نحن لان الخصم يقبع خلف الجدار يمينا حيث تتجه فوهة البندقية. كما ترى في الصور المنشورة لهذا السلاح , أنه حقا قول الله تعالى يقاتلونكم."مِن وَرَاء جُدُرٍٍٍ". لقد سبق إخبار القرآن كل إخبار فكان معجز حق الإعجاز, فحين علم النبي الأمي بهذا العلم لم يكن في أيدي اليهود ولا في عقولهم ولا في أمنياهم هذا السلاح بعد. الناظر إلى كافة أسلحة اليهود يجد أن هذه العقيدة الجدارية واضحة بجلاء شديد, و من أكثر الأمثلة وضوحا السلاح المُسمي بندقية طلقة الزاوية ( Corner Shot), و على الرغم من انتشار هذا السلاح في العديد من الدول إلا أن مخترعه يهودي يُدعي Amos Golan, كان من مقاتلي الجيش الإسرائيلي, و ذلك بالتعاون مع شركة أسلحة أمريكية تعرف باسم Corner Shot Holdings, LLC. و تعتبر هذه البندقية سلاح فعال ضد الأهداف القاتلة التي تترصد الجندي خلف الزوايا في الحالات التكتيكية المتغيرة التي تصادف الوحدات الخاصة وقوات الشرطة التي تعمل في المناطق المبنية. يتميز هذا السلاح Corner Shot بمفصل متحرك في القسم الأمامي للسلاح و كاميرا فيديو ملونة قابلة للفصل. الجزء الأمامي يمكن تحريكه من جانب لآخر ويحتوي على المسدس وكاميرا ملونه ، والجزء الخلفي يتكون من مخزن الطلقات والزناد والشاشة ومفاتيح التحكم هذا السلاح يوفر حماية للجندي من أي نيران مباشرة وذلك بالاختفاء بجانب زاوية مبنى مثلاً أو خلف جدران الغرف والممرات من الداخل ، ومن ثم توجيه الجزء الأمامي المتحرك للسلاح للجهة الأخرى حيث تقوم الكاميرا بتصوير كل ما في تلك الناحية وتسمح له بالتسديد على الهدف المراد اقتناصه بمساعدة محدد ليزر على جسم الضحية هذا السلاح صمم خصيصا للقوات الخاصة فهو فعال جداً أثناء المداهمات أو في ساحات مفتوحة أو في أماكن مكتظة بالمباني. نعود إلى الآية الكريمة نتدبر ما فيها عملا بقوله جل وعلا:" أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد : 24] فأعود بالقاري الكريم للكلمة الثانية من الآية: فذلك ما وجب علينا إذا ما تدبرنا القرآن لان كل كلمة لها بنيانها ومعناها وليس ككلام البشر فانظر الكلمة " لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً " أي أن اليهود لا يقاتلون فرادى ولا يمكن لهم دخول أي مواجهة حتى لو كانت مع الأطفال في فلسطين إلا جماعه , فذلك ثابت من قول الله تعالى " لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً " أنهم لا يقاتلون إلا جماعة ومن وراء جدر فتلك هي حقيقة اليهود شاهدناها نحن هنا في فلسطين عينا, أو ليس هم من تبرؤا من نبيهم جبنا " قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ [المائدة : 24]/font] نعود لسرد الآية الكريمة لنتدبر مرة أخرى فنجد الكلمات الثلاث التالية تأتينا بخبر جديد قوامه :" بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌٌ" وفي ذلك استكمال للبيان القرآني المعجز,أنهم لا يقاتلون فرادى, لان عداوتهم فيما بينهم شديدة, تظن أنهم مجتمعون على كلمة واحدة, ولكن قلوبهم متفرقة, فهم يخشون خديعة بعضهم بعضا, فالغدر من أشهر شيمهم والخديعة سبيلهم حتى فيما بينهم البين , وليس ضد خصمهم فقط , وقد اشتهر عند اليهود ما عرفناه عنهم نحن الفلسطينيين ( أن أحدا منهم لا يمكن أن يساعد أحدا آخر للوصول إلى آشخص ما يستدل عليه وإن كان جاره فانه ينكره, فلو سألت موسى عن عنوان شلومو الذي يسكن في الشقة المجاورة لأقسم لك أنه لا يعرفه, ذلك من الخوف والفرقة كما قال فيهم ربهم"بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى" والله أصدق من كل مدعي يدعي غير ذلك.فلعل هذه الآية الكريمة تكشف عن الطبيعة النفسية لليهود, برع اليهود في التعصب الأعمى ضد كل من سواهم, بل ضد الإنسانية بصفة عامة, كما برعوا في تدبير المؤامرات, ونقض المعاهدات, وتزييف التاريخ, وتحريف الدين, والافتراء على الله, وعلى كتبه، وأنبيائه ورسله, وفي سلب الأراضي من أهلها, وفي تربية ناشئتهم على الاستعلاء الكاذب فوق الخلق. ولذلك كان خوفهم من الأمم المحيطة بهم شعوراً مسيطراً دوماً عليهم، فعاشوا عبر التاريخ في " القرى المحصنة" , والجُدران المرتفعة, والموانع والعوائق المتعددة, أو في أحياء مغلقة.ومن الشواهد عليهم أنهم يعيشون في بلاد المسلمين داخل قرى مسورة مغلقه كما يسمى بحارة اليهود في أي من الدول الإسلامية رغم أنهم آمنين بتسامح الإسلام والمسلمين معهم ولكنهم لا يؤمنون بسلم أو سلام.
تاريخ اليهود يؤكد صدق القرآن الكريم بهذه الإشارة الربانية( لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ ... ), و قد أفاض أهل العلم في بيان طبيعة القرى المحصنة لليهود عبر التاريخ, و التي كان من أحدثها خط بارليف الذي أقامته إسرائيل بعد احتلالها لشبه جزيرة سيناء في حرب 1967, وبناءها الجدار العازل الذي شرعت في إقامته سنة 2003 بعد أن سيطرت على أغلب الأراضي الفلسطينية الضفة وقطاع غزة , و امتلكت من السلاح و العتاد ما لا يعلمه إلا الله, فكان ذلك أكبر دليل على الخوف المسيطر على نفوس اليهود و الذي لا ينفك عنهم حتى و لو انتصروا على عدوهم.
وينبغي أن نلتفت إلى أن الآية الكريمة لم تنفي أن يكون اليهود من المقاتلين أو أن يمتلكوا القوة التي تمكنهم من مهاجمة غيرهم من الأمم أو أن يكونوا ذوي مكر و دهاء, فقول الله ( لَا يُقَاتِلُونَكُمْ .. ) فيه دلالة على ذلك, بل إن الله يبين في موضع آخر أن اليهود سيتفوقون على المسلمين و يكونون أكثر نفيرا { ثم رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً [الإسراء : 6] هذه الآية ما نزلت لتتهم اليهود بأنهم ليسوا أهل قتال و لكن لتبين الطبيعة النفسية لهم في أثناء قتالهم, و أنها طبيعة واهية تخاف الموت و تحرص علي الحياة, فلا ينبغي للمسلم أن يهابها في أثناء القتال حتى لو كانت الغلبة في العدة و العتاد لصالحهم. و من " جُدُر" التي جاءت في الآية الكريمة, الحصون الحديدية من دبابات وآليات وجرافات هذا ما رأيناه واضحاً جلياً في حربهم ضد أهل غزة, فطالما أنهم وراء دباباتهم و غواصاتهم و سفنهم و طائرتهم فهم يهاجمون بضراوة ماداموا خلف الجدر والسواتر , أما أن ينزلوا من خلف الجُدُر ليقاتلوا وجها لوجه, فهذا هو ما لم يستطيعوا فعله لفرط جبنهم, و لفرط حرصهم على الحياة,
و جُدُر هي جمع جدار, و هي أبلغ من كلمة جُدران, اختيرت لفظة ( جُدُر ) ، لتدل على أقصى الكثرة مع أن (جدران) هي الأكثر في الاستخدام ،و في السياق يصور القران شدة خوف اليهود وحرصهم على الحياة ، فما كانـت (جدران) لتناسب سياق الخوف والجبن ، لذلك عُدل إلى ( جُدُر ) التي تدل علي أكثر العدد, لتصوير خوفهم وشدته ، وكأنهم لهذا الخوف على حياتهم لا يقاتلونكم حتى يضعوا أكبر عددٍ ممكنٍ من الجدران ليقاتلوكم من خلفها ، وهذا مصداق قوله تعالى (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ....[البقرة : 96]
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|