freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19309 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: الإعجاز العلمى (لأَنتُم أَشَدُّ رَهبَةً في صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ) الأحد يوليو 13, 2014 2:53 am | |
| قال الله عز وجل:﴿ ألَم تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهلِ الكِتَابِ لَئِن أُخرِجتُم لَنَخرُجَنَّ مَعَكُم وَلا نُطِيعُ فِيكُم أَحَدًا أَبدًَا وَإِن قُوتِلتُم لَنَنصُرَنَّكُم وَاللَّهُ يَشهَدُ إِنَّهُم لَكَاذِبُونَ * لَئِن أُخرِجُوا لا يَخرُجُونَ مَعَهُم وَلَئِن قُوتِلُوا لا يَنصُرُونَهُم وَلَئِن نَّصَروهُم لَيُوَلُّنَّ الأَدبَارَ ثُمَّ لا يُنصَرُونَ * لأَنتُم أَشَدُّ رَهبَةً في صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُم قَومٌ لا يَفقَهُونَ * لاَ يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ * كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيم * كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ للإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنّي بَرِيءٌ مِنكَ إِنّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴾(الحشر: 11- 17)أولاً- هذه الآيات الكريمة من سورة الحشر، وهي سورة مدنية تعنى بجانب التشريع شأن سائر السور المدنية. والمحورُ الذي تدور عليه أحداث السورة كلها هو الحديث عن غزوة بني النضير. وبنو النضير هم اليهود الذين نقضوا العهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتآمروا على قتله، فأجلاهم عليه الصلاة والسلام عن المدينة المنورة بأمر من الله تعالى، ولهذا كان ابن عباس- رضي الله عنهما- يسمِّي هذه السورة: سورة بني النضير، إذ فيها مبدأ قصتهم، ومنتهاها. وحين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، صار الكفار معه ثلاثة أقسام: قسم صالحهم ووادعهم على ألا يحاربوه، ولا يظاهروا عليه، ولا يوالوا عليه عدوه، وهم على كفرهم آمنون على دمائهم وأموالهم. وقسم حاربوه، ونصبوا له العداوة. وقسم لم يصالحوه ولم يحاربوه، بل انتظروا ما يؤول إليه أمره وأمر أعدائه، وكان من هؤلاء من دخل معه في الظاهر، وهو مع عدوه في الباطن، ليأمن الفريقين، وهؤلاء هم المنافقون.
وقد عامل عليه الصلاة والسلام كل طائفة من هذه الطوائف بما أمره به ربه تبارك وتعالى، فصالح يهود المدينة، وكتب بينهم، وبينه كتاب أمن، وكانوا ثلاث طوائف حول المدينة: بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة. فحاربه بنو قينقاع بعد ذلك بعد بدر، وأظهروا له البغي والحسد. وكان من حديثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم بسوق بني قينقاع، ثم قال:« يا معشر يهود ! احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة، وأسلموا، فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل، تجدون ذلك في كتابكم، وعهد الله إليكم ». فقالوا:« يا محمد ! إنك ترى أنا قومك، لا يغرَّنك أنك لقيت قومًا لا علم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة، إنَّا والله لئن حاربناك، لتعلمن أنا نحن الناس »، فسارت إليهم جنود الله، يقدمهم عبد الله ورسوله، وكانوا حلفاء عبد الله بن أُبَيٍّ بنِ سلول رئيس المنافقين، وكانوا أشجع يهود المدينة، وحامل لواء المسلمين يومئذ حمزة بن عبد المطلب، فحاصرهم أشد الحصار خمس عشرة ليلة، وهم أول من حارب من اليهود، وتحصنوا في حصونهم، وقذف الله في قلوبهم الرعب الذي إذا أراد خذلان قوم وهزيمتهم، أنزله عليهم، فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم، فأمر بهم فكتفوا. وكلم عبد الله بن أُبَيٍّ بنِ سلول فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وألحَّ عليه، فوهبهم له، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه فيها، فخرجوا إلى أذرعات من أرض الشام، فقلَّ أن لبثوا فيها حتى هلك أكثرهم.
ثم نقض بنو النضير العهد، وكان ذلك في أوائل السنة الرابعة من الهجرة بعد غزوة أحد، وقبل غزوة الأحزاب. وسبب ذلك أنه خرج إليهم في نفر من كبار أصحابه، منهم أبو بكر، وعمر، وعلي- رضي الله عنهم- وكلمهم أن يعينوه في دية الكلابيَّيْن اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضُّمَّري، بحكم ما كان بينه، وبينهم من عهد، فقالوا: نفعل يا أبا القاسم ! اجلس ها هنا حتى نقضي حاجتك. وخلا بعضهم ببعض، وسوَّل لهم الشيطان الشقاء الذي كتب عليهم، فتآمروا بقتله. وكان صلى الله عليه وسلم جالسًا إلى جدار من بيوتهم، فقال بعضهم لبعض: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، فمَنْ رجلٌ منكم يعلو هذا البيت , فيلقي عليه صخرة , فيريحنا منه ? فقال عمرو بن جُحاش بن كعب: أنا لذلك. فقال لهم سلام بن مشكم: لا تفعلوا، فوالله ليخبرن بما هممتم به، وإنه لنقض العهد الذي بيننا، وبينه. وجاء الوحي على الفور إليه من ربه تبارك وتعالى بما هموا به، فنهض مسرعًا، وتوجَّه إلى المدينة، ولحقه أصحابه، فقالوا: نهضت ولم نشعر بك، فأخبرهم بما همَّت يهود به. ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|